كرتنا وانهيار القيم والأخلاق

قلم في الساحة

مأمون أبوشيبة

كرتنا وانهيار القيم والأخلاق

* يعود منتخبنا الوطني المنكوب اليوم ليواجه مصر في ثاني مبارياته في (فيفا عرب).. ونسأل الله أن يرتفع اللاعبون إلى مستوى المسئولية ليمنحونا بعض السترة وحفظ ماء الوجه.
* قلنا إن الهزيمة القاسية أمام الجزائر لم تكن مستغربة قياساً بواقعنا
السوداني الأليم في كل المناحي.. فالكرة السودانية بدلاً عن التطوير والصعود للأعلى تعاني تدميراً وتخريباً بسبب خراب ومرض النفوس وتحول بلادنا في هذا الزمان إلى غابة تسكنها وحوش لا تعرف القيم الوطنية ومجردة
من الأخلاق والقيم الانسانية.. فالوحوش مبرمجة على تحقيق منفعتها واشباع
غرائزها الحيوانية بأي أسلوب بما في ذلك البطش والقتل..
* غياب القيم الأخلاقية والدينية والوطنية من الطبيعي أن تهبط بنا للدرك الأسفل لنجد أنفسنا اليوم بلا بنى تحتية للرياضة وكرة القدم بالسودان..وكل هذا كان من نتاج النظام السابق..
* وعلى مستوى إدارة المؤسسات الرياضية في
بلادنا التي وصلت الدرك الأسفل خلال السنوات الأخيرة لنشهد انحطاطاً
ادارياً لا مثيل له في كل العالم.. كان أبطاله ديناصورات وأصحاب نفوس سوداء مريضة جسدوا الحقد والانحطاط في أبشع صوره..
* تركوا كل أسباب بناء وتطوير الكرة السودانية وتفرغوا للدسائس
والمؤامرات وتصفية الحسابات وتمكين المخربين، واستعانوا بالقضاء الفاسد
للسيطرة على الإدارة الرياضية..
* وزاد الطين بلة تعاونهم مع الجبناء الذين أفسدتهم العصبية المقيتة.. والاعتقاد البليد بأن كيانهم ستدون له السيطرة بتدمير المنافسين.. فكانت
النتيجة هذا الخراب والدمار الشامل للكرة السودانية.. على مستوى البنيات والمستوى الفني..
* كان يمكن أن نعمل على تطوير بنياتنا الأساسية الموروثة ولكن بلادنا
اصطدمت بطغيان وانتشار النفوس الفاسدة المريضة على مستوى الدولة والرياضة.. الذين لم يتركوا فلساً لاي عملية اصلاح في الوطن والرياضة..
* انظروا إلى دولة قطر الحديثة النشأة وما وصلت اليه خلال سنوات معدودة من طفرة مذهلة في الرياضة والبنى التحتية والملاعب التي لا تخطر على بال أحد حتى في الأحلام..
* الفرق بيننا وبينهم يتمثل في القيم الأخلاقية وتقديم مصلحة الوطن..
بينما في بلادنا نعاني من فاقدي الدين والأخلاق ومن مصاصي الدماء الذين سيطر عليهم الشيطان ليستنزفوا كل موارد وأموال البلد لمصالحهم وكروشهم
وبجشع وطمع بشع..
* انما الأمم الأخلاق فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..

زمن إضافي

* شريط مباراة السودان مع الجزائر والتحليل الفني كشف عن تواضع مريع ومخجل لمنتخبنا وإنه لم يكن يستحق التأهل للنهائيات..
* لا يوجد أي انتشار ولا تحرك سليم بدون كرة عند الاستحواذ..
* الضغط على حامل الكرة من الخصم ضعيف جداً ويكاد لا يذكر..
* كرة عشوائية فلا يوجد أي تكتيك فني لا هجومي ولا حتى دفاعي مما يعني تواضع التدريب.. وحتى الإعداد البدني والنفسي كان غائباً..
* أخطاء بدائية للاعبين وغياب للوقفة الدفاعية السليمة والتغطية مما تسبب في الهدف الأول..
* في الهدف الثاني توغل لاعب الجزائر من جانب منطقة الجزاء فاتجه نحوه أربعة مدافعين تاركين خلفهم ثلاثة من لاعبي الجزائر مرتاحين داخل منطقة الجزاء لتمرر الكرة لأحدهم فقام بتسديدها أرضية في مكان وقوف أبوعشرين
والذي كان في حالة شرود ذهني فملصها بطريقة ساذجة.
* الهدف الثالث ركنية حولت بالرأس ليحولها مهاجم ساقط على الأرض برأسه من بين ثلاثة من لاعبينا..
* الهدف الرابع خطأ مخجل من المدافع ارنق الذي استلم تمريرة أبوعشرين وبدلاً عن تمريرها لفارس بسرعة تلكأ وعندما حاول أن يلعبها للداخل (جلاها) ليأخذها سوداني ويرسلها للمرمى من خارج منطقة الجزاء.. وكان أرنق
قد (جلى) أيضاً كرة الهدف الأول التي كانت في طريقها للمرمى!!
* ليس (ارنق جلاها) وحده كان من أسوأ اللاعبين فافراد المنتخب كله كانوا صفر على الشمال بلا استثناء..
* الاختيار للمنتخب أصلاً غير سليم وهناك اصرار غريب على ضم لاعبين لا
يشاركون مع انديتهم ولاعبين تخطاهم الزمن..
* أيهما أولى بالاختيار المخضرم معاذ القوز الذي لا نشاهده مع فريقه أم
ثاني هدافي الدوري الشاب زرقة..؟!
* بذمتكم الدوري الممتاز الذي تقام كل مبارياته في استاد الهلال هل نطلق
عليه مسمى ممتاز أم دوري موجه لنادٍ بعينه؟
* سيطرة مشجعي الهلال المتزمتين على اتحاد الكرة ولجانه المختلفة ومحاولة إعلاء شأن فريقهم بتدمير المنافسين ألحق الضرر بفريقهم وبالكرة السودانية وجعلنا أضحوكة العرب..
* لك الله يا وطن.