صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كوليبَـالي.. (أعِـيدها والّلا وَقَـع ليكُم)؟!!

122

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

كوليبَـالي.. (أعِـيدها والّلا وَقَـع ليكُم)؟!!

كاد الهلال أن يفقد لاعبه أداما كوليبالي في هذه التسجيلات بسبب سوء فهم أو سوء خبرة من اللاعب، عمّق له إعلام الهلال، وبعض الجماهير (المستعلمة)، عندما بدأوا يكتبون عن نهاية علاقة اللاعب بالهلال، بعضهم كان يُروِّج لفكرة الاستثمار وإطلاق سراح لاعب لم يعد يرغب في الاستمرار مع الهلال، والبعض الآخر أخذته العزة بالإثم، فقال نحن ذاتو لاعب ما عاوز الهلال ما عاوزنه.. (ديل رجّعونا لسنة 1941).
كنت قد حذّرت من التفريط في لاعب بقيمة كوليبالي، ورفضت مغادرته للهلال، إذ لا يُعقل أن تتخلى عن لاعب فقط لأنه قرّر أن يرحل، وقلت إنّ التفريط في موهبة بقيمة كوليبالي لن تُعوّض مهما كان المقابل في التنازل عنه وإطلاق سراحه.
كان هنالك كثيرون يُروِّجون لفكرة الاستثمار بفهم خطأ، ليس هنالك استثمارٌ عندما يفرض عليك لاعب رغبته ويرحل بالسيناريو الذي خطّط هو له، هذا ليس استثماراً، هذا استحمار ـ في وقت كان هنالك آخرون يتحدّثون عن أنّ استمرار كوليبالي مع الهلال أصبح مستحيلاً في ظل العروض التي قُدِّمت له، وقال هؤلاء في خضم تحليلاتهم التي يدعمون فيها رحيل كوليبالي، إنّ اللاعب حتى إذا استمر مع الهلال فلن يُقدِّم شيئاً بعد العروض التي قُدِّمت له وهي عروض يسيل لها لعاب اللاعب، الغريب أنّ لعابهم كان يسيل قبل لعاب اللاعب من العروض التي كانوا يتحدثون عنها.
ودعماً لإطلاق سراح اللاعب كوليبالي، قالوا إنّ الترجي يريد أن يتعاقد مع اللاعب، وكأن اللاعب سلعة في بقالة متى ما أراده الترجي سوف يجده، بل وسوف يذهب اللاعب للترجي مهرولاً.. وقالوا إنّ فريق الرياض السعودي يرغب في التعاقد مع اللاعب مقابل 300 ألف دورلار (شوف الرخسة دي)، وكأنهم يريدون شراء (قفة طماطم). كانوا يرون أن لا جدوى من استمرار اللاعب، لأن اللاعب أصبح رأسه قوياً، وهو لا يرغب في الهلال ونحن ذاتنا ما عاوزنهُ، هكذا كان يفكرون ويقررون، ونحن في عالم الاحتراف وفي علاقة تحكمها العقود وتحرسها اللوائح والقوانين والمحاكم الدولية والمُختصة.
إنتوا فاكرين كوليبالي دا بيلعب في مدرسة ثانوية؟
الطريف أن الذين كانوا يبشرون برحيل كوليبالي ويدعون لذلك، ويصفونه باللاعب (المتمرد) هم من يتغزلون فيه اليوم.
أولئك الذين كانوا يدعون إلى الاستثمار والتكسُّب من اللاعب ويا دار ما دخلك شر، نسوا أنّ انتقال لاعب بهذه الطريقة المتمثلة في ليّ ذراع الهلال حتى لو عادت للهلال بملايين الدولارات سوف تفتح الباب لكل لاعب لكي يرحل بذات الطريقة عندما يُقدّم له عرضٌ أعلى أو عندما يزهج أو يمل من الأوضاع في الهلال، فيقرر الرحيل ونقول ليه نحن الباب يفوِّت جمل، وكانت أندية كثيرة في المنطقة العربية في مصر وفي دول الخليج سوف تستعمل نفس الأسلوب إذا أرادت التعاقد مع لاعب من الهلال، وكان الهلال إذا أطلق سراح اللاعب استجابةً لرغبته، سوف يخسر كثيراً، لن نخسر فقط كوليبالي، بل سوف نخسر جان كلود وإيبولا وكول وفلمو، فهم سوف يتّبعون نفس الطرق التي سلكها كولبيالي لكي يرحلوا من الهلال، وهم سوف يتّبعون نفس أسلوب كوليبالي الذي مكّنه من الرحيل، وأي لاعب عاوز يرحل من الهلال سيكتب ليه كلمتين في صفحته وينشر ليه صورة شنطة أو حمامة أو يُلوِّح بيده مودعا ، وإعلام الهلال يعجبك، سوف يقوم بالنشر والتحليل والتأكيد على أنّ استمرار اللاعب أو عودته للهلال مرة أخرى مستحيلة، والأفضل للهلال أن يستفيد من اللاعب ويطلق سراحه بحجة أنّ ذلك هو (الاستثمار)، والاستثمار برئٌ من هذا الذي يفهمونه عنه.
وحتى لا ادعي شيئاً فوق طاقتي، أو أعمل بطولات لنفسي، أو أظلم جهة ما بغير دليل، أقول من منطلق تحليلي وليس من معلومات، أحسب أنّ هنالك جهة من الوكلاء والسماسرة، وربما جهات أخرى، بعضها نعلمها وأخرى لا نعلمها، تحرّكت وخطّطت من أجل رحيل عدد من محترفي الهلال، وعملت على ذلك ولعبت في رؤوس اللاعبين وأغرتهم بعروض مُجزية للاعبين وغير مجزية للهلال، وقد خطّطت تلك الجهات حسب تحليلاتي إلى ضرب العلاقة بين اللاعب والهلال أو بين اللاعب والجمهور حتى يقطعوا حبل الود بين الطرفين ليصبح رحيل اللاعب أمراً واقعاً، بل يصبح رحيله مطلباً لجماهير النادي، لذلك حرّضوا بعض اللاعبين بإرسال رسائل عبر صفحاتهم على الميديا تقدح في علاقتهم مع الهلال وتقلل منه، وقد قصدوا من ذلك أن يُشكِّلوا على إدارة الهلال ضغطاً بالجماهير، وبأنها لم تعد ترغب في اللاعب وهي توّاقة للتعاقد مع لاعب آخر، يكون في مواقع التواصل الاجتماعي أخطر وأفضل، لا في الملاعب، ويظهر في الفيديوهات بأنه هو الذي سوف يحل مشكلة الهلال، أما كوليبالي المفتري فليرحل في ستين داهية!
لا أعتقد أن كوليبالي وفوفانا وهما لم يكملا بعد العشرين عاماً، عندهما رؤية في تلك الرسائل التي قدماها على صفحتيهما وما تحمل من (إشارات الوداع)، الشغل دا أكبر من كوليبالي وفوفانا، وأكبر حتى من خادم دياو، خاصةً بعد ما جاب ليه عصافير وشنط وأيادٍ تُلوِّح بالفراق.
والمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يجدهم نجحوا في ذلك بعد أن أصبحت الجماهير غير راغبة في استمرار اللاعب، وهذا أمرٌ يساعد في إطلاق سراح اللاعب بسعر زهيد، ولولا العليقي كان يمكن أن نفقد كوليبالي.
نحنُ من خلال متابعتنا لانتقال اللاعبين، عندما يكون هنالك تفاوض من نادٍ مع لاعب يلعب في فريق آخر، فإننا في الغالب نقرأ عن أخبار تؤكد أنّ الجماهير متمسكة باللاعب وأنّ النادي لن يطلق سراح اللاعب، لأنّ هذا الأمر سوف يولد ثورة الغضب بين الجماهير، وكثيراً ما كنا نقرأ عن احتجاجات وتجمُّعات للجماهير التي تؤكد ارتباطها باللاعب وتُهدِّد إدارة الفريق من التفريط فيه، وكان هذا الأمر يرفع المقابل ويجعل إدارة النادي الذي تملك عقد اللاعب أن تطالب بأرقام خرافية، لأنّ إطلاق سراح اللاعب سوف يُدخل الإدارة في صدام مع الجماهير، لذلك لا بُـد أن يكون المقابل مُجزياً، حتى يضحُّوا باللاعب ويتنازلوا عنه، وكان النادي الذي يرغب في التعاقد مع اللاعب، يتابع مواقع التواصل الاجتماعي ويجد نفسه مُجبراً لدفع مقابل كبير للتعاقد معه ـ لأنه يظن أنه يتعاقد مع لاعب ما ساهل.
ونحن نشاهد تصريحات اللاعبين أنفسهم عندما يتم التفاوض معهم وهم يؤكدون أن قرارهم عند مجلس الإدارة، فهو الذي يقرر مصيرهم في الاستمرار والرحيل، وكل هذه الأشياء تجعل إدارة النادي تضع المزيد من الشروط حتى تطلق سراح اللاعب المراد بيعه.
والإعلام يقوم بدور يدعم هذا الاتجاه، عندما يرفض رحيل اللاعب، هكذا تتم الأمور، الموضوع ليس مجرد (شنطة) أو (حمامة) على صفحة اللاعب يؤكدون من خلالها ويحللون أنّ استمرار اللاعب مع النادي بات مُستحيلاً!
كدنا أن نقدم كوليبالي لنادي الترجي التونسي الذي لا يريد للهلال أن ينتفع من لاعبه، لأنه يعرف أنّ ارتفاع المقابل الذي سوف يدفعه للهلال لإطلاق سراح كوليبالي سوف يزيد منافسه قوةً، هم لا يريدون للهلال أن ينتفع بمقابل كبير.. وعلى الهلال أن يبيعه بسعر زهيد أو اللاعب يقعد في بيته.
أمّا نادي الرياض السعودي، فإنهم كانوا يعتقدون أنّ 300 ألف دولار لنادٍ يعيش في ظروف حرب وبلد متصدعة مثل السودان كافٍ ومُجزٍ، لقد قصدوا استغلال ظروفنا للتعاقد مع اللاعب وحسبوا أن لاعباً قادماً من دوري صغير مثل الدوري السوداني (المتوقف)، سوف يكون توّاقاً من أجل أن يلعب في دوري يخطط أن يكون من بين أفضل خمس دوريات في العالم ـ دوري يلعب فيه رونالدو ورياض محرز وكريم بنزيما ومانى، أكيد سوف يكون حلماً للاعب مازال يخوض مبارياته مع ناديه في ملاعب افتراضية.. علماً بأنّ الأندية السعودية مع أفضلية الدوري السعودي تدفع ملايين الدولارات في لاعبين انتقلوا إليهم من الأهلي والزمالك المصريين بعد انتهاء عمرهم الافتراضي في الملاعب، لكن المصريون يبدو دائماً تمسكهم بلاعبيهم وهم غير راغبين فيهم.
وهذا عكس ما يحدث عندنا، فقد كنت اقرأ إبان أزمة كوليبالي أن اللاعب لو كان بنقِّطها تاني ما بدقها في الهلال.
الطبيعي هو أن تتمسّك الجماهير بنجومها، وأن تُشكِّل ضغطاً على مجالس الإدارات لاستمرارهم مع الفريق وليس العكس، فقد كانوا عندما يطالبون بإطلاق سراح كوليبالي لتقديمه هدية مجانية لأندية تريد أن تلوي ذراع الهلال.
لو جلس كوليبالي في بيته كان عندي أفضل من أن يطلق الهلال سراحه بليّ الذراع ولو بمليون دولار.. وهنا لا بد من الإشادة بإدارة الهلال على حُسن إدارتها لتلك الأزمة، وعلى جميل صنعها في هذا الملف، فقد كان العليقي يدير الملف باقتدارٍ وحكمةٍ وذكاءٍ، لم يتململ ولم يستجب لطلبات اللاعب وضغوط الإعلام وعروض الأندية (الوهمية)، وتهديدات اللاعب ووكيله، وها هو اللاعب مستمر مع الهلال وربما هو الأفضل الآن في الفريق يقدم السهل المُمتنع وهو سعيدٌ بذلك، وهذا أمرٌ يُحسب للعليقي، وإن كنت أتوقع أو أتمنى أن يتم التمديد للاعب مع الهلال وأن يتم تحسين عقده حتى نرد على السماسرة والأندية التي لا تقصد غير زعزعة استقرار الهلال، وتهدف لتعكير الصفو بين اللاعب والجمهور ليسهل لهم من بعد اقتناصه.
وهنا نقول بالنسبة لفوفانا، إنّ إطلاق سراحه لعزام كان مجزياً، وإنّ المقابل كان جيداً، وقد استفاد الهلال استفادة كبيرة من بيعه لعزام، والهلال كان يستهدف ذلك بعوائد كبيرة، أما إيمي فقد كانت رغبة الهلال قبل اللاعب في إطلاق سراحه وقد كانت هنالك توصية فنية أو طبية بذلك.
ورحيل الطيب بن زيتون يأتي في إطار (الاستثمار) الذي كنتم تحدثونا عنه، بيع بن زيتون هو ما يمكن أن نقول عنه (استثمار)، عشان ما تمسكوا في الكلمة ساكت.
وقع ليكم والّلا أعيد تاني؟
العالم أصبح مفتوحاً ومواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تتحكّم في معظم الملفات والقرارات، لذلك يجب أن نحسن التعامل معها بما يُفيد مصلحة بلادنا وأنديتنا.
يعني أي لاعب لازم تبدو تمسكاً به، عشان ترفعوا سعره، لا في الاستثمار ولا في الاحتراف حاجة اسمها يمشي في ستين داهية أو تاني ما بدقّها في الهلال، لا تديروا الهلال وكأنكم تديرون بقالة في الشهداء أم درمان.
عليه، أتمنى أن تحل أزمة خادم دياو من أجل الهلال ومن أجل اللاعب أيضاً، ومن أجل المنتخب الموريتاني الشقيق، فنحنُ لسنا ضد أحد، وتوقف نشاط اللاعب وابتعاده عن التمارين والمباريات أمرٌ مضرٌ له، لذلك على الهلال إما بيع خادم دياو بمقابل مُجزٍ للهلال وبشروطه، أو إعادته لممارسة نشاطه مع الفريق، خاصةً أنّ الهلال في حاجة لخانة اللاعب، إن لم يكن في حاجة للاعب نفسه، علينا فقط العلم أنّ ابتعاد اللاعب عن الملاعب سوف ينزل أسهمه وهذا أمرٌ يتضرّر منه الهلال.
أثق في العليقي، وأعلم أنه يبحث فقط عن مصلحة الهلال وعن أكبر مكسب يُمكن أن يتحقّق له.

متاريس
غداً يحل الهلال في نيروبي.. بالتوفيق لهلال الملايين.
ونحن دائماً في حاجة إلى التذكير بأنّ الهلال عليه أن يحسم أمر التأهُّل من نيروبي.
ما عاوزين أي ضغوط أو جهجهة في مباراة الإياب.
كفاية ما حدث للمريخ.
التأهُّل سوف يُحسم من نيروبي إن شاء الله.
وتذكّروا هذا الكلام.
نغلب عديل في نيروبي.
ونفوز فوزاً مريحاً كمان.
قصّـرت معاكم، تاني في حاجة؟
أقول ليكم شنو أكتر من كدا؟
جابت ليها برد.
غايتو يا ناس المريخ راجيكم جنس برد مع التمهيدي دا.
يبقى عليكم برد وتمهيدي وحرب!
..
ترس أخير: في ليبيا بــدت تنقِّط.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد