العمود الحر
عبدالعزيز المازري
كيغالي… ومفتاح العبور من بوابة المولودية
رواندا… هذه المدينة التي تتنفس الهدوء بين خضرتها ومرتفعاتها الهادئة، تستقبل اليوم ممثل السودان الوحيد في أهم ساحات القارة. أجواء كيغالي تحمل خليطًا من النسيم البارد والروح الأفريقية الدافئة… لكن حرارة الترقب تفوق كل طقس.
وفي قلب هذه المدينة، يعود الهلال ليبدأ رحلته القارية من **استاد أماهورو**… اسمٌ يعني *السلام*، لكنه الملعب الذي تُصنع فيه معارك كرة القدم الحقيقية. وكأن كيغالي تفتح أبوابها للأزرق ليبدأ من الخارج ما لم يُمَهَّد له في الداخل.
* الهلال… يبدأ من الخارج ليحمي الداخل
نعلم جميعًا سوء الإعداد الذي لازم الأزرق.
ونعلم حجم التعنّت الذي مارسه الاتحاد السوداني، وهو يتجاهل مخاطبات الاتحاد الرواندي، ويترك الهلال – ممثل السودان الوحيد – يواجه مصيره وحده في تحديد ملعبه وزمن مبارياته.
ولو ردّ اتحادنا في الوقت المناسب…
لشارك الهلال مبكرًا في الدوري الرواندي، ولخاض مباريات إعداد حقيقية بدل ودية تُلعب في الظل، وبدل مباراة كان يمكن أن تكون رسمية لولا غياب الموافقة والإخطار.
لكن – ورغم كل ذلك –
*الهلال لم يشتكِ… الهلال اجتهد.*
لعب مباراة في بورندي، وأخرى مغلقة أمام منتخب رواندا، ودخل معسكرًا جادًا لمسنا فيه الروح والانضباط والالتزام. اللاعبون جميعهم قلب واحد، وهدف واحد، وإدراك تام بأن مباراة اليوم هي المفتاح… وهي نقطة ضبط الإيقاع لكل المجموعة.
**المولودية… فريق جاهز لكنه ليس خارقًا**
المولودية حضّر نفسه مبكرًا، يدخل بجهاز فني جديد يقوده الجنوب أفريقي الطموح **رولاني موكوينا**، وبتشكيلة مكتملة وهزائم قليلة في الدوري الجزائري.
لكن…
التاريخ الأفريقي يقول كلمة واحدة:
*من يكسب المباراة الأولى… يكسب نصف الطريق.*
والمولودية – مهما كان جاهزًا – يدخل ملعبًا محايدًا، وجمهورًا سودانيًا وعربيًا سيملأ المدرجات لأن الهلال في أفريقيا “مباراة كبار”.
والهلال يعرف كيف يقف أمام الجاهزية.
يعرف كيف يفوز خارج ملعبه حين يتسلّح بالتركيز.
ويعرف كيف يعطّل الخصوم حين يلعب بذكاء وروح جماعية.
*هذه ليست مباراة… هذه بوابة المجموعة*
المباراة تُلعب عصر الجمعة – الثالثة بتوقيت السودان – على أرض لها معنى أكبر من مكان.
هي ليست مباراة افتتاحية…
هي بوابة المجموعة.
وهي فرصة الهلال ليضع أول 3 نقاط قبل أن تتعقّد الحسابات في الجولات اللاحقة.
الهلال مطالب ألا يفرّط.
ليس لأن الخصم ضعيف… بل لأن البدايات هي التي تصنع النهايات.
* الجمهور… سلاح المعركة الأولى
الحضور سيكون كبيرًا… من الجالية السودانية، من العرب، ومن محبي الأزرق في رواندا.
والمباراة منقولة عبر beIN SPORTS HD1، والاستديو التحليلي يضم البرنس هيثم مصطفى… وهذا وحده يمنحها وزنًا إضافيًا.
الهلال حاضر…
الهلال جاهز…
وإن كان الإعداد ناقصًا، فالروح زائدة…
وهذه هي القاعدة الذهبية في مباريات البداية.
**كلمات حرة**
* الهلال قادر على عبور المولودية… وقادر على جعل كيغالي نقطة انطلاق لا محطة عابرة.
* الهلال لا يلعب ضد المولودية فقط… الهلال يلعب ضد الظروف التي وُضعت في طريقه.
* مباراة اليوم ليست للاختبار… بل للرسالة؛ رسالة فريق يعرف قدر نفسه.
* الهلال لا يفتح مشواره فحسب… الهلال يفتح بابًا أغلقه الاتحاد السوداني بإهماله.
* من هنا يبدأ الهلال… والكبار لا ينتظرون ظروفًا مثالية ليكتبوا بداياتهم.
* المطلوب فقط: التركيز، الجدية، والضربة الأولى… لأن الضربة الأولى نصف المعركة.
**كلمة حرة أخيرة: **
الهلال اليوم يبدأ… ومن يعرف الهلال، يعرف أنه إذا بدأ لا يتراجع.



