صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

كيف يعود المريخ ومتى؟

8

زووم

ابوعاقلة اماسا

كيف يعود المريخ ومتى؟

* لأكثر من ثماني سنوات لم يشهد المريخ إستقراراً يليق بإسمه وتأريخه، بل شهد أشكالاً من الإضطرابات والأزمات كانت سبباً في تصحر مجتمعه وانحسار كثير من القيم والثوابت التي كانت تمثل ركائزاً لمفهوم النادي الكبير.
* تعاقب على النادي في هذه الفترة أكبر عدد من الرؤساء في حقبة معينة في تأريخه الممتد لأكثر من قرن، ودخل مجالس إداراته مجموعات من الإنتهازيين من محدودي القدرات وتراجعت معايير جودة العمل الإداري بشكل مخيف، وكانت النتيجة أن تكاثرت السلبيات واستوطنت، وفي المقابل شحت الإيجابيات وتلاشت معظمها وأصبحنا لا نرى إلا الحديث العاطفي: أن الرئيس الفلاني أنفق كذا من ملايين الدولارات ولم يقصر، ولكننا لم نر مايوازي هذه الأرقام من إنجازات.. إذا كانت في نتائج الفريق أو في شكل العمل الإداري، والسبب أن معظم الأنصار، وخاصة النفعيين من بعض المؤثرين روجوا لأن كل مشكلة المريخ في المال فقط، وعندما حضر المال كثرت السلبيات واختفت الإدارة الرشيدة والحوكمة وهما الضامن الأهم لجودة العمل الإداري.
* ما لحق بالمريخ في السنوات الأخيرة كان ومايزال عبارة عن تراكمات أخطاء حدثت بالتدرج وعلى مدى زمني حددته إجتهاداً مني بثمان سنوات وقد تزيد حيث أن بعض الأخطاء والسلبيات قديمة تنتقل مع تغيير المدارس خاصة تلك المتعلقة بإدارة موارد وأموال النادي، وهنالك من شارك (بالفعل) ومن شارك بالتشجيع والتطبيل ومن شارك كذلك بالصمت والإبتعاد، وقليل من كان تقييمهم صحيحاً وحذروا مما يجري ومآلاته ولكن أصواتهم كانت منخفضة ومهذبة وغير مزعجة، فهم لا يحدثون ضجيجاً كما يفعل غيرهم… فالفارغات في المريخ رؤوسهن شوامخ..!
* تم تعيين لجنة مجاهد سهل في توقيت وصل فيه الجميع إلى قناعة بأن مهمة الهدم قد إكتملت تماماً ووصلنا إلى الحضيض واستقرينا فيه، وحتى المحاولات الخجولة لإنقاذ الأوضاع قد باءت تماماً بالفشل المتوج بالخيبة.. ليس لأن من قاموا بها كانوا فقراء، ولكنهم تعاملوا مع المريخ المؤسسة بالضبط كما يتعامل إداريي أندية الأحياء ولخصوا كل العملية في مجموعة إداريين مسؤولين عن فريق يديرونه بالمزاج والأكاذيب والوعود حتى وصلنا مرحلة افتقد فيها اللاعب إحساس الإنتماء والحماس بعد أن شعر بأن البعض يتعامل معهم على أساس أنهم (جنقو) أو عمال حصاد..!
* لم يحدث ذلك في شهر ولا سنة أو سنتين، بل تسللت الأخطاء القاتلة وتسربت من بين الأيدي إلى أن استقرت، وتصحيحها لن يتم إلا بالعمل المؤسسي الجاد، والقائم على خطط طموحة والجهد الصادق والتخطيط السليم، وكلما التزمنا بالأنماط العلمية السليمة كلما اقتربنا من العودة.
* مهمة لجنة سهل أكبر من تحقيق الإنتصارات في كل المباريات بالأسلوب التقليدي المعروف، فقد ينجح في ذلك بأرخص الوسائل وأسهل الطرق، ولكنني أعتقد أن مهمتها هي إعادة الهيبة والمؤسسية للمريخ كإسم كبير ورائد في القارة، وبناء فريق كرة لا يتثاءب ولا يتأثر بالظروف والمتغيرات الطفيفة حوله.
* هنالك أخطاء كثيرة في جوهر العمل الإداري داخل النادي تحتاج للتصحيح قبل أن نرفع سقف الطوحات، وأعتبرها السلم الذي ينبغي علينا صعود درجاته بتأنٍ وإيمان وجد واجتهاد.
حواشي
* قبل أن يفكر أهل المريخ في الفوز في المباريات عليهم أن ينتصروا على رغباتهم الشخصية ويرفعوا من شأن المصلحة العامة ويخرجوا النادي من أجواء الصراعات التي أفسدت كل شيء.
* خلال فترة رئاسة سوداكال وحازم والنمير وأبجيبين كانت الأمور مرتبكة للحد الذي لم نعرف فيه أهداف وخطط ومناهج تلك المدارس، ليس إلى هذا الحد فحسب، بل إعتمدوا على التواصل الإسفيري ولم يلتق بعضهم إلى أن غادروا..!!
* الخلافات والمشاحنات والتسريبات كانت عيوب مشتركة في اللجان السابقة، وكان صدام بعضهم أشرس من مواجهات الأعداء… فضل السعي وطاش الرمي وضلت قافلتنا الطريق وتاهت في صحراء التخبط..!
* في السنوات الماضية كانت جودة اللاعبين والفريق على المحك، وانضمت مجموعة من اللاعبين لا تتوفر فيها مواصفات لاعب المريخ المعروفة، بل لم نعرف سبباً لإنضمامهم، وآخرون جاءوا بموهبتهم ولكنهم صدموا برداءة الأجواء في محيط الفريق.. وأن الإداري أقل من حيث القدرات والخبرات من إداريي فريقه الذي جاء منه..!!
* خلال التجارب السابقة عمل معظم الرؤساء على تقليد جمال الوالي، ولم يجتهدوا لتقديم شخصياتهم.. ففشلوا..!
* إستغنى النمير عن أكبر عدد من اللاعبين المؤثرين في تأريخ النادي وكانت مجزرة أقسى من مجزرة جيل مانديلا، والخطأ ليس في الإستغناء عن لاعب محدد بل كان في هدم منظومة فريق متجانس للإستعاضة بآخر لم يلتق أفراده من قبل.. لا في نادي ولا في المنتخبات..!!
* المريخ الآن بحاجة إلى العمل الدؤوب بهدف صناعة فريق نستعيد من خلاله هيبة الأحمر ووهجه، وفي سبيل ذلك لابد من وجود مدرب وطني مؤثر بالقرب من الجهاز الفني الحالي… أو إبعاد المدرب إذا اتضح أنه لا يخدم أهداف اللجة.. أو أن قدراته أقل من هذه المهمة..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد