صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

لا تَعيش دَور الضَحِـيّة وإن كُنت (ضَحِـيّة)

2

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

لا تَعيش دَور الضَحِـيّة وإن كُنت (ضَحِـيّة)

لا أحب أن نكون (ضحايا) للظروف أو قلّة الإمكانيات، أحياناً نحن نختار أقدارنا بأن نكون (ضحايا) مع سبق الإصرار والترصُّـد، البعض منا أدمن أن يعيش في دور (الضحية) حتى يجد شـيئاً من التعاطف، وحتى يعفي نفسه من المحاسبة.
كثيرٌ من الضحايا، اختاروا أن يكونوا (ضحايا)، فهذا أمرٌ يعفيهم من كل شـئ.
الأبطال حقّقوا بطولاتهم، وكانوا أبطالاً، لأنهم رفضوا أن يكونوا ضحايا.
حتى ظروف الحرب هي ليست مبرراً للتراجع أو الإخفاق أو الاستسلام.
الظروف السيئة أحياناً تساعد في أن تخرج أبطالاً ونوابغ ومُبدعين.
البطل هو بطل، لأنه تغلّب على الظروف الصعبة، ولأنه لم يستسلم ولم يبحث عن المُبرّرات والأعذار.
البطل الذي يوفروا له كل شـئ من أجل أن يكون بطلاً، هو ليس بطلاً ولا يستحق البطولة التي حقّقها.
تغلّبوا أولاً على ظروفكم، قبل أن تتغلّبوا على خصُـومكم.
في هذه الحياة، هنالك أناسٌ عندما ينتصر الهلال على فريق كبير يعتبرون الانتصار شيئاً عادياً وطبيعياً، إجلالاً للهلال ولا يقفون كثيراً عند الانتصار، باعتبار أنّ المباراة ساهلة ولا تستحق كل ذلك العناء، ويستكثرون حتى على الجماهير الفرح، وعندما نقف عند الانتصار يعتبرون ذلك تقليلاً من الهلال، وأن لا أحدٌ في الهلال يستحق أن نقول له شُكراً، لأنّ الانتصار أكثر من عادي.
وللانتصار فرحة على الجماهير أن تعيشها، خاصةً في كرة القدم، لأنّ الخسارة من فريق صغير ممكنة، لذلك من حقك أن تفرح عندما تنتصر عليه.
ونفس الناس الذين يرفضون الفرح عند الانتصار باعتبار أنّ الأمر عادي، عندما يتحقّق الانتصار، تجدهم قبل المباراة وقبل أن يتحقّق الانتصار، يصفون المباراة بالصعبة، ويحكون عن ظروف الهلال ومشاق الانتصار الذي يقتربوا من أن يصنفونه مستحيلاً.. هم بالتأكيد يفعلون ذلك من خوفهم على الهلال، والخوف هنا نتاج المحبة الشديدة.. لكن هذا أسلوبٌ لا يُورث غير الهزيمة. الوعي الإعلامي يسبق الوعي التكتيكي، والانتصارات تتحقّق بالروح، قبل أن تتحقّق بالجسد.
لا تنظروا للصعوبات في المواجهات الكبيرة، ولا تقفوا عند السلبيات، انظروا إلى ما يدعم قوة الهلال ويعضد موقفه ـ انظروا إلى الإيجابيات، وهذا ليس استسهالاً للمباراة، لأننا عندما نواجه فريقاً في حجم المولودية أو الترجي أو الأهلي أو صن داونز، نحن ندري قيمة المباراة وندرك أن المواجهة صعبة وليست سهلة، لكن نتجاوز كل ذلك، لأن وقوفنا عند الصعوبات يزيدها ـ لا تحاول أن تخلق مُبـرّرات وأعذاراً قبل خوض المباراة، لأنّ المُبرّرات تضعفك.
الهلال في أفضل حالاته ويمر بظروف مثالية، ويملك في كل مركز ثلاثة عناصر، على أعلى مستوى، إذا لم نملك الثقة ونحن في هذه الظروف، فمتى يكون عندنا ثقة في فريقنا؟
متى ينتصر الهلال إذا لم ينتصر وهو بهذه الأفضلية الكبيرة.
مشكلة الهلال في عدم الثقة وليست في عدم احترام المنافس، لذلك امنحوا الهلال ما يحتاج له، والهلال يحتاج للثقة، خاصةً أنّ أندية شمال أفريقيا تلعب على ذلك.
الانتصارات تتحقّق بالجرأة، وحتى عندما تفتقد للجرأة يجب أن تملك روح المُغامرة، على الهلال أن يخرج من مربع الاستقبال وينتقل لمربع الإرسال ـ نحن في وضع الهجوم وليس في وضع الدفاع، وضعية الهجوم تحتاج لعوامل خارجية، الوضع الهجومي يحتاج إلى وضع نفسي مشبع بالثقة والجرأة والمُغامرة.. وهذه الأمور يفرضها الإعلام والجمهور، وهي عوامل تكتسب خارج الملعب.
كل الأندية المنافسة للهلال، هي عادية، لا تصنعوا منها (بُعبعاً) مُخيفاً، حتى الاستقرار الذي تنعم به، الهلال قادرٌ بإذن الله على التغلب عليه.
لا أجد فروقات فنية كبيرة بين الهلال وصن داونز والأهلي وبيراميدز والترجي التونسي.. كل هذه الأندية إذا امتلك الهلال الثقة هو قادرٌ على تجاوزها.
لا تصنعوا من هذه الأندية (أُسوداً) وهي في الحقيقة نمور من ورق ـ ما تسمعوا كل هذه الهالة، هم أكثر من عاديين.. نحن عاملين ليهم قومة وقعدة ساكت.
الطاقة الإيجابية أصبحت هي العامل الأساسي في تحقيق أي نجاح ـ نحن نفتقد الكثير ولا نملك غير طاقتنا الإيجابية، فهي سلاحنا الذي نقاتل به، فلا تسحبوها من الهلال.
وما نفقده هنا يمكن تعويضه، حتى لا تظنوا أننا نقول إنّ الهلال يفتقد الكثير اعترافاً بعدم القدرة.
الهلال يقدر.
حاولوا أن تجعلوا عوامل التقصير عندكم، عوامل قوة، لا عوامل تخذيل وإحباط.
قد يتحدّث البعض عن صعوبة مواجهة الهلال لفريق مولودية الجزائري، باعتبار أنّ الهلال يشارك في البطولة الأفريقية ويخوض المباراة قبل أن يدخل غمار التنافس المحلي، فيشيع ذلك الخوف ليس بين الجماهير فقط، بل بين اللاعبين أيضاً، فيشعرون أنهم يخوضون المباراة بدون استعداد جيد وبدون تنافس حقيقي، والحقيقة غير ذلك وإن غاب الدوري، الهلال لعب خمس مباريات في بطولة سيكافا، كما خاض 4 مباريات في تمهيدي البطولة الأفريقية، هذا إلى جانب مباريات ودية خاضها الأزرق، فلعب أمام سيمبا التنزاني المصنف فنياً في مستوى واحد مع الهلال، مباراتين، وخاض نادي الشعب مباراة أمام المنتخب الرواندي، علماً بأنّ فريق المولودية لعب سبع مباريات في الدوري الجزائري إلى جانب أربع مباريات في تمهيدي البطولة الأفريقية، وهذا يعني أنّ مولودية لا يتفوّق في الجاهزية على الهلال في هذا الجانب كثيراً، بل يتفوّق عليه الهلال في جانب تفتقده كل أندية دوري أبطال أفريقيا بما في ذلك الأهلي وصن داونز والترجي.
الهلال يمتلك أكثر من (15) لاعباً دولياً ظلوا يشاركون مع منتخبات بلادهم بشكل دائم ومستمر، ومشاركة أي لاعب مع منتخب بلاده إلى جانب الاحتكاك والخبرات تمنحه الثقة والدوافع لتقديم المزيد مع ناديه من أجل المحافظة على التواجد مع منتخبات بلادهم.
اختيار كول والقيصر فلمو وهو الاختيار الأول لهما لمنتخبي بلديهما أكيد سوف يكون له أثر إيجابي في رفع روحهما المعنوية، أتمنى أن يستفيد مدرب الهلال ريجيكامب من ذلك في مواجهتي الهلال القادمتين أمام المولودية وسانت لوبوبو الكونغولي.
الهلال منذ أغسطس الماضي وهو في معسكر مغلقٌ، خاض فيه تدريبات بدنية مختلفة ولعب عدداً كبيراً من المباريات التجريبية، والأكيد أنّ هذه الفترة الطويلة للهلال في معسكر خارجي قادرة على أن تصنع في الهلال الحد الأدنى من التجانس والتفاهم بين اللاعبين، وهي كافية لخلق روح واحدة، وإلفة قوية، والفريق بعد ثلاثة أشهر من الإعداد أكيد أصبح كتلة واحدة، والتدريبات والصور تؤكد ذلك.
كذلك علينا أن لا ننسى خوض 4 مباريات في دوري أبطال أفريقيا ـ المرحلة التمهيدية، إلى جانب مشاركة معظم نجوم الهلال مع منتخبات بلادهم، كما أشرنا إلى ذلك.
لا أعتقد أنّ الهلال ينقصه شـئٌ، ليس فقط من أجل تحقيق انتصار على المولودية، بل من أجل تحقيق انتصار كبير على الفريق الجزائري.
وهنا علينا أن لا ننسى الغيابات المؤثرة لفريق المولودية بسبب الإصابات والفريق يفقد ثلاثة لاعبين من عناصره الأساسية في التشكيلة، وهذا أمرٌ لوحده يُرجِّح كفة الهلال ويجعل الانتصار بإذن الله على الفريق الجزائري في متناول اليد.
حيث يفقد مولودية لاعب الوسط الدولي الجزائري محمد بن خماسة والمهاجم الدولي الغيني ساليو بانغورا ولاعب الوسط البوركيني محمد زوغرانا وهي غيابات مؤثرة، والهلال عليه أن يستغلها الاستغلال الصحيح.
أهمية مباراة الهلال والمولودية لا تأتي من قوة المنافس، وإنما تأتي من أن الهلال لا بد له من الانتصار في هذه المباراة، لأن مولودية منافسٌ مباشرٌ للهلال على التأهل وعندما تكسبه في أرضك فأنت بذلك تقطع شوطاً كبيراً في التأهل، وعندما تحقق نتيجة جيدة عليه في أرضه، فأنت بذلك تكون قد قطعت الأشواط كلها نحو التأهل.
فريق مولودية (فريسة)، فلا تُحوِّلوها إلى خطر يمكن أن يفترس الهلال.
مولودية، رزق ساقه الله لنا ـ حتى وإن كان الفريق الجزائري يحقق في أرقام جيدة مع المدرب الجنوب أفريقي رولاني ملونجيسي موكوينا، كل هذه الأرقام سوف تصطدم بالهلال وهو قادر بإذن الله وتوفيقه أن يضع لها حداً.
الهلال هو الأفضل الآن، نسأل الله أن يكمل فرحتنا، وأن يحفظ الهلال ولاعبيه ويديم عليه نعمة النصر ويجعله دائماً في الصدارة.
الأندية المنافسة، لا تمر بأفضل حالاتها حتى وهي تنعم بالأمن والاستقرار ـ الفرصة مُـواتية للهلال أن يفعل شـيئاً في هذا الموسم فلا تضيِّعوا هذه الفرصة بشدة تواضعكم.
الأخبار تتحدث عن (تعرض يوسف البلايلي، نجم الترجي التونسي، لإصابة قوية، على إثرها سيغيب عن المشاركة في كأس العرب وكأس أمم أفريقيا. وأعلن نادي الترجي التونسي تعرض يوسف البلايلي، لإصابة بقطع في الرباط الصليبي، والتي عانى منها في مباراة الأفريقي).
كشفت صحيفة “كومبيتيسيون” الجزائرية، عن وجود مخاوف من إمكانية غياب يوسف بلايلي عن الملاعب لفترة تتراوح بين الـ9 أشهر والعام.
يوسف بلايلي هو أهم لاعب في الترجي في الوقت الحالي وإصابته تخصم من قوة الترجي 50%.. نتمنى عودة هذا اللاعب الكبير الذي كان له موقفٌ مشرفٌ ضد حرب السودان، والجزائريون هم بطبيعة الحال أصحاب مواقف والنخوة عندهم قوية، ومواقفهم مع السودان دائماً عظيمة.
الأهلي المصري أيضاً يمر بحالة انعدام وزن، وأعتقد أنّ الهلال في هذا الموسم قادرٌ على أن يلتهمه.
صن داونز في هذا الموسم بإذن الله وتوفيقه سوف يضع الهلال حداً له.
هذا زمن الهلال.
هذا عصر الهلال.
الهلال يمتلك أفضل قائمة في أفريقيا في اعتقادي ـ صحيح البطولات لا تتحقق فقط بالقوائم ـ قد نفقد بعض الأشياء، وقد تنقصنا بعض الأشياء، لكن قائمة الهلال هذا الموسم قادرة على أن تعوض أي نقص.
الهلال قادرٌ إن شاء الله.
الهلال رجل صالح.
نادي الحركة الوطنية على موعد مع التاريخ، فلا تجعلوا هذه الفرصة تضيع.
تقدموا وتسلحوا بالجرأة والثقة.
نحتاج حتى إلى أن نمتلك روح (المغامرة).

متاريس
يعيش الصحفيون في كردفان الكبرى أوضاعاً صعبة، تعرضوا فيها للاغتيال والقتل، وعاشوا تحت الحصار، وجُرِّدوا من أملاكهم من قِبل مليشيا الدعم السريع ـ والعالم يتفرّج، والمنظمات الدولية لا يعنيها حال حتى الصحفيين الذين تحميهم القوانين الدولية والأعراف العامة.
اغتالت قوات الدعم السريع الكاتب الصحفي المعروف مراسل إذاعة بلادي الأستاذ الحسن فضل المولى بمدينة النهود بتاريخ 1 مايو 2025 وهو يؤدي في مهام عمله، داهمته قوة مسلحة من الدعم السريع في منزل أحد أقاربه وأطلقت عليه وابلاً من الرصاص فأردته قتيلاً.
وبتاريخ 13 يوليو 2025 أيضاً اغتالت قوات الدعم السريع الصحفي المصور صلاح حسن أحمد الشهير (بصلاح ابسريج) وهو يؤدي مهامه كصحفي موثق اُغتيل بطريقة القصد والترصد في شمال كردفان بمدينة أم صميمة.
هذا يحدث في بلاد، يحفظ أهلها القرآن وتتقد فيها نيران الخلاوي، بلاد ظلت تعطي وتمنح السودان خيراتها فيتعرّض أهلها لكل هذا الضيق.
أكثر من 68 صحفياً في كردفان الكبرى تعرّضوا لكل أنواع الانتهاكات من قتل واعتقال وحصار ونهب وسلب.
ولا حياة لمن تنادي.
الصحافة جريمة.
في هذه الحرب تفوت علينا الكثير من الأمور، نبّهني بعض الإخوة ومنهم الأخ الفاضل سيف اليزل بشير عن عدم الكتابة عن رحيل الأمير عبد القادر منعم منصور ناظر عموم قبائل دار حمر، الذي سمعت أساطير عنه، وحكاوى تشبه حكاوى أبوزيد الهلالي.
رجل كان شامة في الكرم والشهامة والفراسة.. إنه رجلٌ من عصر مضى.
عاش بيننا بأخلاق وقيم زمان ماضٍ كانت تقدم فيه القيم والمُثل والأخلاقيات على كل شئ.
قد نعود لذلك لاحقاً ـ نسأل الله له الرحمة والمغفرة.
كذلك سوف أعود لأكتب عن الشاعر محمد عبد القادر أبوشورة الذي رحل عنا مؤخراً ـ حدق العيون ليك يا وطن.
نعترف بالتقصير، ونحاول أن نلحق ما يفوتنا.

ترس أخير: هذه الأحـزان أكبر من أن تسـعها كتاباتنا.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد