بطاقة زرقاء
ناجي احمد البشير
لن يستقيم الظل والعود اعوج
.. من المخجل ان نظل نرهن انفسنا وتنظيم اعمالنا وكل مناحي حياتنا اليومية لعبارات ومسميات وشعارات بالية اكل عليها الدهر وشرب وتجاوزها انسان العصر الحالي الي مراتب ارقي وباتت مسلمات في تراتبية الحياة اليومية العصرية. بل الانكأ ان نظل متشبثين بها ونعلم علم اليقين بانها لم تعد تصلح لهذا العصر وايقاعاته المتسارعة.. لقد قلنا مرارا وتكرارا بان منصة انطلاق اي عمل جماعي شعبي يجب ان تكون القانون الحازم الحاسم لمنع اي تفلت او محاولات التفاف عليه وان الردع هو السلاح الامضي لكل متخاذل او من يعبث بحق الاخر.. وصدق حدسنا وجاءت جمعية الهلال بنبأ من سبأ لتؤكد ما قلناه من قبل بان ما حدث في جمعية نادي المريخ قبل شهور والذي افرز وضعا غريبا في نادي واحد بجمعيتين ومجلسين ولجنتين ورئيسين وصراع لم ينتهي وتنتظر ملفاته قرارا من الفيفا. فحدث نفس الشيء مع جمعية الاتحاد العام. وقلنا انه سيتكرر بنسخ كربونية في كل مرة وها هو ينتشر ويطال جمعية نادي الهلال العمومية. والتي استطاع نفر قليل بجهالة وضلالة ان ينسف جهود اشهر طويلة في لحظة فوضي وغياب دولة..
.. نعيد ونقول ان الكرة قد تطورت كثيرا حتي في دساتيرها الحاكمة واصبحت تفرق بين المشجع وعضو النادي الفاعل الا اننا في السودان لا زلنا نلوك في لبانة اهلية وديموقراطية الحركة الرياضية والتي نادي بها الاباء والاجداد كحيلة للخلاص من تسلط المستعمر قبل اكثر من ثمانية عقود ليحق لهم تكوين انديتهم الخاصة التي كانت في الاصل سياسية لدحر المستعمر بواجهة رياضية. الا لمن اراد غير ذلك. لا افهم كيف يمكن ان نتوقع نجاحا لجمع قوامه الالاف من اللقاء والجلوس في مكان واحد ليتحدث في شان قانوني بحت حتي وان قتل بحثا وتفنيدا وصياغة قبل تقديمه لاناس معظمهم لم يدرسوا القانون وبعضهم لا يعرف معني نظام اساسي لياتي ويجلس ويناقش ويناكف ويغالط مع مختصين واهل قانون فماذا يستفاد من حضوره..
.. ان مسالة وضع قانون لكل نادي يتفق ويختلف عليه عامة الناس من اهل المعرفة ومن غيرهم لامر غريب ومدعاة للخلاف والاختلاف. وما يضير ان وضع الاتحاد العام نظاما اساسيا موحدا لكافة الاندية المنضوية تحته للعمل به بعد تشاور مع القضاء ومع الادارات القانونية في الاندية مع العمل علي ان تؤول العملية الانتخابية تنظيما ورقابة وتنفيذا للقضاء السوداني. والذي يكون دوره انتداب قضاة ومستشارين لكل نادي متي ما حان وقت الجمعية للنادي.. خاصة وان الاندية اصبحت عبارة عن تنظيمات او كتل اشبه بالاحزاب السياسية فان فازت كتلة بغالبية الجمعية العمومية. فحتما هي من ستحدد اللجان للعضوية والانتخابات من بين عضويتها وينتفي هنا امر عدم تضارب المصالح ولا يصبح القاضي هو الجلاد..
.. ان امر عضوية الاندية ورسومها لهو ايضا بحاجة الي مراجعة جادة وحقيقية خاصة وان المردود المالي منها ضعيف جدا ولا يكاد يكفي تكلفة تجهيزات الجمعية نفسها ناهيك عن دعم النادي ماديا. والاصرار علي السير بها علي هذا النهج ما هو الا تكريس للفوضي واضعاف للاندية ودعم للخلافات التي اصبحت مؤشر لفشل الاندية. فان انتقاء العضو من خلال وضع شروط من ضمنها التعليم والقدرة المالية والفكرية لامر غاية في الاهمية لتقليل هذه الاعداد وسد الطريق امام من يعملون علي الحشد بسبب الانتخاب. خاصة وان الاندية لا تملك ما تقدمه للعضو حتي مكان بداخلها للجلوس وقضاء بعض الوقت. وهو امر من شانه ان يرفع العائد المادي للنادي ويجذب العضو الراغب حقيقة في دعم ناديه ماديا وفكريا..
.. ختاما لا نملك الا ان نقول ان ما قام به كوارتي وشلته ولا اقول تنظيمه لان فعلهم لا علاقة له بالنظام ولا باخلاق الهلال واهل الهلال ولا يشبه من قادوا الهلال من قبل في شيء. علي مستوي الرئاسة او عضوية المجالس وقد انتحر الرجل انتحار ابو الدقيق و قاده انفلاته وحماقته لتلك النهاية المتوقعة والمحتومة بما عرف عنه من تصرفات غرببة علي امة الهلال المتسامحة المتحابة التي لا تجامل في ادب ومباديء وقيم الهلال..
# كثرة السمكرة ومحاولات الترقيع لن تفيد.. والاتحاد العام عليه ان يغير ما بنفسه ليغير ما حل بانديته فلن يستقيم الظل والعود اعوج.