ليست رغبتنا ولكنه المنطق..الإسلاميون سيعودون لحكم السودان..!!
– أبوعاقله أماسا
* لم تندلع ثورة ديسمبر إلا بعد أن تراكمت أخطاء الإنقاذيين واحتشدت أخطاء الحكم وانتشر الفساد في كل الأركان والدواوين، وكان الهدف الأول هو (التغيير للأفضل).
* التغيير المنشود لا يكتمل بالكلام والهتافات والشعارات، وإنما بعمل متقن يقطع الطريق على تكرار أخطاء الأنظمة السابقة، ولكننا أهدرنا الوقت الثمين في جدال سياسي كبير وإنقسامات كانت سبباً في ضياع الثورة وتكرار ذات الأخطاء التي تحدث عقب سقوط كل حكم عسكري في السودان، حتى ارتبطت الأنظمة المدنية بالمظاهر الفوضوية تحت ستار السعي لنظام ديمقراطي.
* المؤتمر الوطني كحزب حاكم كان وراءه التيار الإسلامي بفروعه، وعندما نشمل الفروع فلابد من التنويه إلى أن تلك الفروع قد تختلف مع المؤتمر الوطني في جزئيات محدودة في السلوك السياسي لبعض ممثليهم، ولكنهم بالقطع يتفقون على مباديء أساسية يترفع بعض السياسيين من التيارات الأخرى (غروراً) عن الوقوف عندها ومدارستها، ولكنها صلب الموضوع.
* بعد سقوط نظام الإنقاذ، ولأربع سنوات بعدها شهدت البلاد أحداثاً كثيرة وكبيرة وتقاطعات عصفت بآمال وأحلام شباب الثورة في الحصول على نظام حكم ينشل البلاد من بركةأخطاء الماضي، وكان قمة الإحباط في كثرة الخلافات والإنقسام والجدال في أبسط الأمور، وفقدت الساحة السياسيين المنظرين والمفكرين الذين يلعبون الدور المحوري في مثل هذه المواقف فتاهت السفينة وقذفت بها الأمواج المتلاطمة إلى عرض البحر.
* في الأربع سنوات من عمر ثورة أكتوبر عكف الإسلاميين على تنظيم صفوفهم وعقدوا الإجتماعات واللقاءات ومارسوا جلد الذات واستذكروا دروسهم جيداً وأعدوا ماستطاعوا من قوة لمرحلة جديدة، بينما كانت القوى السياسية البديلة.. أو يفترض أنها في دور البديل الناجح، في أوج خلافاتها وانقساماتها وتنازعها ما بين أسماء كثيرة، فتناسلت الأحزاب التقليدية لتخلف مجموعات حملت الفشل على رؤوسها، وكانت هذه الحقبة أكثر الحقب السياسية التي شهدت ميلاد وانحلال مجموعات ومسميات سياسية، وبلغ عدد الأحزاب ما يفوق ال٨٠ حزباً.. بعضها مثل أكشاك الليمون..!
* ما يفعله الإسلاميين بفكر وتنظيم وتكتيك عالي، يوازيه ذلك التخبط المشهود للقوى السياسية المنافسة، لذلك تكون الحقيقة التي لا يستطيع الناس إبتلاعها الآن هي: أن الإسلاميين سيعودون لحكم السودان.. وهذه ليست أمنيتي ولا طموحاتي ولا رغبتي، ولكنه منطق الأشياء، فنحن بحركتنا الكثيرة في مجتمعات الخرطوم كنا نعرف أين يجتمع الذين أتحدث عنهم وماذا يقولون..!!
* إبعاد الإسلاميين عن قيادة البلاد كانت وماتزال حلماً عند كثير من الساسة والنشطاء، وأمنية كبيرة لديهم، بل يتحدى بعضهم وبإصرار بأنهم لن يعودوا… ولكن.. كل ذلك لن يتحقق بدون نشاط سياسي موازٍ ومنافس يقنع القواعد ويلهمها..!