كرات عكسية – محمد كامل سعيد
مباراة نهارية.. نقلتها “النيلين” في الظلام..!
* عادت ساقية الدوري الممتاز للدوران في الموسم التنافسي الجديد، وانطلقت الاثتين التسخة (28) بمباراة واحدة لعبت بمدينة النهود، جمعت حيدوب “صاحب الجمهور والملعب”، وضيفه الرابطة كوستي.. وكلاهما صعدا هذا الموسم للممتاز..
* الحقيقة الثابتة تؤكد ان عودة البطولة الاولى في السودان الى نظامها القديم، المتعلق باقامة المباريات في كل المناطق، والخروج من دائرة التجميع في العاصمة، او نظام المناطق الاربع، حمل معه انتعاشة كبيرة لا ينكرها الا مكابر..!
* والدليل على ذلك تلك الحشود التي تجمعت بشكل عفوي، حيث تابعناها وهي تملأ مدرجات ستاد النهود بالكامل، لموازرة فريقها والشد من ازر لاعبيه، في ظهورهم التاريخي الاول في اكبر بطولة كروية بالبلاد..!
* المنظر الخاطف – الذي نقلته قناة النيلين – كان مدهشا للحد البعيد، واكد عمليا ارتباط هذا الشعب الرائع في، كل المدن، بالساحرة المستديرة.. وثبت انه يتنفسها لكنه لا يجد من يقدر ذلك الارتباط العفوي التلقائي من جانب المسئولين، ليتعامل معه بنفس القدر من الاهتمام والمثابرة..
* ورغم الظلام، والواقع البائس الذي تعيشه بطولة الدوري الممتاز، والاشكليات البدائية التي ظلت تعاني منه العام الماضي، الا اننا تفاءلنا خيرا، وانتظرنا الجديد المثير المبتكر من الشركة الراعية، وقناة النيلين، في كل شئ مع بدايات الموسم الجديد..
* جلسنا امام التلفاز نترقب المثير من قناة النيلين، التي استحقت لقب قناة “المنيلين بستين نيلة”، حيث تبخرت عمليا كل آمالنا، وتبددت في دقائق معدودة.. وظهرت القناة بكل تفاصيل البؤس والفقر والبدائية السابقة..
* نبدأ بالاستديو التحليلي، الذي لا يستحق ذلك الاسم، لانه لا يحمل اي صفة من الصفات التي نعرفها عن الاستديوهات النحليلية في كل الدوريات من حولنا، ذلك بسبب اعتماده على التقليدية، حتى في جلسة المقدم والضيف الوحيد المستوحد..! *********************** كلام “خارم بارم”، لم يخرج ابدا عن اطار التقليدية، صدر الينا احساسا بان اللقاء المعني لا علاقة له باي مسابقة جديدة، أو انطلاقة لبطولة محترمة، يفترض انها تعتبر الاقدم والاعرق في المنطقة، والاولى على مستوى البلاد والمحيط العربي والقاري..!
* انتقلت الكاميرا للملعب، لكنها لم تخرج عن الاخطاء البدائية القديمة.. فحامل الكاميرا الرئيسية يبعث لنا رسائل – من الموسم الماضي – بان كاميرته “عندها اشقيدي”، لا تستطيع الالتفات الى مكان الراية الركنية، سواء في الجهة الجنوبية الغربية، او الشمالية الغربية..!
* وكالعادة تواصل غياب اسم الفريقين المتباريين أعلى الشاشة، وتلاشى التوقيت الخاص بالمباراة، وظهر اللقاء وكأنه مباراة ودية هامشية.. لو مر عليها احد العرب المحدودين الذين يتابعون “عرب سات” بالصدفة، لما توقف عندها ابدا، لانه سيعتقد انها مباراة قديمة من “العهود الوسطى”..!
* وتصوير “العهود الوسطى” الذي تابعناه جاء على طريقة: “تنعشى ولا تنام خفيف”.. يعني لو اتعشيت بتلك “الوجبة الحمضانة”، ستصاب حتما بالتسمم النظري والسمعي، وستندم اشد الندم على عدم اختيارك “ان تنام خفيف”..!
* مباراة حيدوب والرابطة كوستي، وللمعلومية فقد اقيمت عصرا.. جهارا نهارا، باضاءة الشمس الطبيعية الربانية.. يعني لا ضعفت ولا قطعت.. ورغم ذلك تابعنا “قناة المنيلين بستين نيلة” وهي تنقل المواجهة المعنية في الظلام..!!
* اي نعم والله، لقد تابعنا الصورة البائسة التي ظهرت عليها اول مباراة في الممتاز، واكدت لنا القناة البائسة عدم وجود ما يسمى “بالمخرج”، الذي يفترض انه مسئول عن ضبط الصورة، وتوجيه المصورين، لتصحيح اي خطأ.. والاجتهاد لتقديم صورة محترمة مشرفة ترضي المشاهدين داخل وخارج البلاد..!
* تواصل الاستهتار بالمشاهدين، وظل اي متابع يجتهد لمعرفة الزمن المتبقي للقاء، بجانب سعيه لمعرفة البدلاء الذين يتم استبدالهم.. حدث ذلك ويحدث في ظل توهان شامل كامل للمعلق، الذي كان يتحدث عن اشياء اخرى، بعيدة عن الواقع المعاش..! ************************ اطرف ما الموضوع، الذي صاحب نقل المباراة الاولى بالدوري الممتاز السوداني، ان الكاميرا عادت فجأة الى الاستديو، فوجدنا “السيد مقدم الاستديو”، وهو مشغول ومنهمك في “الواتس آب” بهاتفه الخاص.. يعنى الشغلانة ما فارقة معاه.. وهي خربانة خربانة من كبارها..!
* ان ما حدث في اليوم الاول للدوري الممتاز، لا ينبئ باي جديد، بل على العكس سيكون العاشق المتيم بكرة القدم السودانية، موعود بمزيد من الانكسارات والسقطات، لا لشئ سوى لان اتحادنا لا يحترم المنافسة، ولا يستطيع ان يواكب التطور.. ولنا عودة باذن الله لهذه القصة المثيرة.
* لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي بالتحديد مشهد الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) رغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار رغم علمهم بانه موهوم وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي.
*تخريمة اولى:* فاز الهلال على ودنوباوي برباعية في استهلالية مشوار الفريقين بالموسم الجديد.. واعتقد ان الفائدة الفنية للازرق غابت تماما عن تلك المقابلة..!
*تخريمة ثانية:* سألني اكثر من قارئ عن اسباب صمت الديبة مدرب منتخب السودان الاولمبي هذه الايام وغيابه عن الساحة..؟! فقلت “الرجل مشغول بالاعداد والنثريات”..!
*تخريمة ثالثة:* ثبت عمليا ان كل ما قيل عن مضايقات الاهلي الليبي لبعثة النريخ في بنغازي انما هو افتراء وكذب من صنع الارزقية المطبلاتية..!
*حاجة اخيرة:* وبمناسبة منتخبا الاولمبي والشباب فان تجاربهما الحالية مع الكرنوس وشنو ما عارف يتشابه مع من اكل الضلع وعاد ليحلي بالويكة..!
*همسة:* منتخب جنوب السودان للناشئين تأهل بجدارة الى نهائيات افريقيا من خلال التصفيات المقامة حاليا في اثيوبيا ليترك لنا الحسرة والالم واقالة الما شاعر من منصبه.. “ولا حول ولا قوة الا بالله”..!
قد يعجبك أيضا
2 تعليقات
اترك رد
إلغاء الرد
دا حال السودان والسودانيين اللامبالاة والسبهلليه وستتوارث على مر الاجيال الا من رحم ربي. البلد عايزه اجانب يديروها وكفى
حال السودان و أهله مؤسف.. و حال اعلاميي مخزٍ.. لك الله يا سودان .. أللهم الطف بالسودان و أهله.