* تاهل الهلال السعودي (بطل قارة اسيا) الى الدور نصف النهائي ببطولة كاس العالم للاندية بعد فوزه مساء امس على الترجي التونسي بطل القارة الافريقية السمراء بهدف دون مقابل.. وقبلها كان (الزعيم) قد تربع على عرش اسيا بجدارة عقب فوزه ذهابا وايابا على اراوا الياباني في نهائي ابطال القارة الصفراء..
* والمتابع للهلال السعودي الذي تاسس بعد سنوات طويلة من معرفة انديتنا السودانية لكرة القدم سيجد انه سار بقوة في سكة الامجاد عبر تخطيط اداري سليم، وشرع عمليا في فرض هيبته على النطاق المحلي وتحول بعدها الى محيط القارة وها هو يتالق ويتاهل لنصف نهائي بطولة العالم لاول مرة وبجدارة على حساب الترجي الذي ظل ولا يزال يفوز على انديتنا بالخمسات..
* تجربة نجاح الهلال السعودي تستحق ان تقف امامها انديتنا بكل الاهتمام ولو من باب الرغبة في الوصول الى مثل تلك الانجازات التي تستحق فعلا لقب (العالمية) لانها حدثت امام كل العالم بعد جهد وعمل شاق شمل الادارة والاجهزة الفنية والنجوم سواء الوطنيين او المحترفين الاجانب الذين صنعوا الفارق سواء في المسابقات المحلية او القارية بشهادة الجميع..
* ان الوصول للغايات وتحقيق الاهداف بالنسبة لانديتنا السودانية، الغارقة في الوهم حتى الاذنين، يحتاج اول ما يحتاج لتخطيط مثالي، من جانب اصحاب الشان، يتبعه عمل مؤسسي مسنود بفهم يتم من خلاله وضع كل شخص في المكان المناسب لاختصاصه فالاداري اداري، والمدرب مدرب، واللاعب لاعب، والمشجع مشجع سواء كان صحافيا او شخصا عاديا..
* ان الفارق بيننا في السودان والاندية السعودية سواء النصر (العاتلمي) او الهلال الذي وصل الى نصف نهائي العالم، وحتى الترجي التونسي والاهلي المصري، يتمثل في انهم وعلى
الرغم من انهم لعبوا الكرة بعدنا في السودان الا انهم ساروا في الاتجاه الصحيح في حين ان انديتنا اممت وجهها للجهة العكسية للتطور ثم سارت وبسرعة..!!
* ما معناه، اننا نحتاج قبل كل شئ ان نعترف باننا نسير الان ومنذ سنوات طويلة في الاتجاه العكسي للتطور.. وعليه وبعد الاعتراف بتلك الحقيقة يمكن ان نفكر في كيفية تبديل وضعنا الحالي والشروع في وضع المعينات التي تساعدنا على تعديل الصورة ومن ثم الاعلان عن الاسلوب الجديد المناسب وبالطريقة المثالية التي سارت عليها بقية الاندية في الدول من حولنا.
* كفانا وهم ولهث خلف السراب ظل يباعدنا عن تصوير الواقع البائس على حقيقته لدرجة ان ذلك تسبب في تحويل انديتنا الى كومبارس تطارد سراب التربع على عرش بطولات القارة الافريقية لسنوات طويلة وفي كل عام نتابع البعض وهم يمارسون تجارة الوهم مع عشاق الساحرة المستديرة ويقدمون لهم الوعود البراقة التي تنتهي في كا عام بالهزائم القياسية..
* لقد صرنا بالجد في حاحة ملحة لمواجهة واقعنا بكل تفاصيله القاتمة والاعتراف بان الهرجلة والفوضى التي فرضت نفسها علينا وفي كل الشرائح الرياضية والكروية هي التي اوردتنا هذا الوضع البائس المرير والذي لا يتناسب ابدا مع تاريخنا واسمنا سواء في القارة السمراء او بقية دول العالم من حولنا ولا مانع من الاستفادة من الدول التي عرفت الكرة بعدنا بل وعلمناهم لها ثم جاءوا وتفوقوا علينا.
* نحتاج للشجاعة الان وقبل اي وقت مضى للشروع في كتابة تاريخ جديد لا يقل عن امجادنا التي يشهد عليها كل الجيران سواء في القارة السمراء او القارة الاسيوية الصفراء فبجانب تاسيسنا للاتحاد الافريقي فان دول الخليج لا ولن تنسى تفوق انديتنا على فرقها باعداد قياسية من الاهداف قبل ان تختلف مساراتنا ويتجهون ناحية التطور ونضل نحن
الطريق ونسير في الاتجاه العكسي.
* تخريمة اولى: يخوض المريخ مباراة مهمة مساء اليوم امام الامل باستاد عطبرة في بطولة الدوري الممتاز.. ولا ادري لماذا تحول قلقي على النتيجة الى ثقة.. ربما للتصريحات الملتهبة التي اطلقها كفاح مدرب فهود الشمال والتي وصلت الى حد التطابق مع ما قاله محسن سيد مدرب مريخ الفاشر قبل اسابيع متوعدا فيها الاحمر الام درماني بالهزيمة فكان ان قام بتصدير الثقة لرفاق العجب.. لكن ذلك لا يعني النوم في العسل ولابد لكتيبة ابو عنجة من الاجتهاد ومضاعفة البذل للحصول غلى النقاط الثلاث كاملة..
* تخريمة ثانية: وفي نفس توقيت مباراة الامل والمريخ بعطبرة مساء اليوم يحل هلال التبلدي ضيفا على هلال العاصمة.. ولا ادري من اين ياتي بعض الهلالاب بتلك الثقة في الفوز وفي البال والذاكرة ذلك الشكل الباهت والمستوى المهزوز لدفاع الازرق والذي ظهر بوضوح في المباراة الاخيرة امام الشرطة باستاد القضارف حيث اهتزت شباك (ابوجا) بهدفين في اقل من خمس دقائق..؟!
* تخريمة ثالثة: تاني بنكرر وبنعيد.. (مرت الايام.. كالخيال احلام).. ولا زلنا في انتظار ما ستسفر عنه نتيجة شكوى لوزان التي تقدم بها المريخ واوهم بها بعض المرضى عشاق الاحمر واكدوا لهم بانها مربوحة.. نقول ذلك ونحن على يقين بان كسب الشكوى يظل كالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء.