بهدوء
علم الدين هاشم
متي تتعلم وزارة الشباب والرياضة ؟
فتحت وزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي الباب من جديد للحديث عن قانون الشباب والرياضة الجديد او مايسمي بقانون ٢٠٢٠ الذي لم يري النور حتي هذه اللحظة وينتظر التطبيق قريبا بعداجازته لاحقا ،، الا انه رغم ذلك تعرض هذا القانون للنقد العنيف ودار حوله لغط كثيف خاصة من جانب الاخوة في الاتحاد العام ورئيسهم الدكتور كمال شداد بحجة ان القانون يفتح الباب امام التدخل الحكومي في استقلالية الهيئات الرياضية مما يعرضها للتجميد من جانب الهيئات الدولية التي تتبع لها تلك الاتحادات والهيئات ،، واعتقد ان المسؤولين في اللجنة الاولمبية السودانية كان لهم ايضا تحفظ واضح في بعض مواد القانون ودخلوا في نقاش مع مستشاري السيدة الوزيرة الامر الذي اضطر الوزارة حينها الي اخضاع القانون للمزيد من الدراسة والمراجعة من اجل الوصول الي توافق حول مواد القانون الجديد بما يعزز الاستقرار الاداري لاحقا عقب اجازة القانون والبدء في تطبيقه !
الجدل حول القوانين الخاصة بالشباب والرياضة في السودان هو سيناريو مستمر منذ عقود بين الحكومة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية المختلفة التي لها حساسية عالية جدا من اي بند يسمح للوزارة بالتدخل في مايسمي بالشأن الفني واعتقد ان الاتحاد العام لكرة القدم قد ظل يحمل سيف الدفاع عن هذه الاتحادات في مواجهة التدخل الحكومي ولم يسبق ان تمت اجازة قانون من قوانين الهيئات الشبابية والرياضية في السودان منذ ٢٠٠٨ وحتي اليوم دون ان يتعرض له الاتحاد العام بالنقد والهجوم المكثف خاصة عندما يكون الدكتور كمال شداد حاضرا علي رئاسة الاتحاد العام فهو دائما مايقف بالمرصاد لاي قانون يسمح للوزارة ووزيرها بحشر انفه في العمل الفني الذي يراه كمال شداد بأنه حق مقدس فقط لمجالس ادارات الاتحادات الرياضية ،، وبالفعل كان للدكتور كمال شداد نصيب الاسد من النقد العنيف لقانون ٢٠٢٠ مما اجبر الوزارة علي عقد لقاء مشترك بين الطرفين تمت فيه معالجة المواد المختلف حولها مع الاتحاد العام !مانود التأكيد عليه ان الخلاف حول قوانين الشباب والرياضة في السودان اضحي ظاهرة متكررة ولا اظنها ستتوقف في القريب العاجل مهما ابدع المشرعون في صياغة بنود القانون والسبب في ذلك ان اصحاب القرار في وزارة الشباب والرياضة قبل وبعد ثورة ديسمبر المجيدة يفضلون العمل خلف الكواليس عند بدء اصدار قانون جديد بعيدا عن نظر وسمع المسؤولين في اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية ولايتم الكشف عن القانون الجديد الا بعداكتمال الصياغة داخل مكاتب الوزارة ومن ثم تقديم القانون للاتحادات للعلم فقط وهذا هو الخطأ بعينه الذي يشعل نيران الخلافات دائما بين الاتحادات والوزارة كما حدث في القانون الجديد الذي تتحدث عنه السيدة الوزيرة ولاء البوشي ! فمتي تتعلم وزارة الشباب والرياضة من اخطائها ؟