زووم
ابوعاقلة اماسا
محطات للأسف…!!
* لن أقول أن المريخ يمر بأسوأ حقب تاريخه على الإطلاق، فذلك من نافلة القول وحقيقة راسخة حتى عند بعض المكابرين، ممن واصلوا دعم سوداكال أو انضموا لمعسكره لاحقاً نكاية في زيد أو عبيد، ولكن.. ما ظللت أحذر منه ان الأحداث عندما تتصاعد على هذا النحو والكيفية فإن أجراس الإنذار تنطلق بقوة باقتراب إنفجار داوي، يعقبه صمت مروع، وبعده إما حياة بكرامة، أو موت واندثار..!!
* أنا شخصياً.. رفعت رايات العصيان وأعلنت موقفي ضد رئيس المريخ بعد ان ساندته في البدايات لأنه لم يكن خياراً إخترناه من بين أسماء أخرى متاحة، وأستمر مجاهراً بإنتقاداتي لسوداكال لأسباب موضوعية وواضحة وضوح الشمس لا علاقة لها بالجهويات والعرقيات والألوان، وأنتقده كرئيس لنادي المريخ بعد ان أثبت فشله في تقديم نموذج يحترم في إدارة هذا النادي، وأظهر أسوأ ما كنا ننتقده في سابقيه.. لا.. ليس أسوأ ما في سابقيه فحسب، وإنما أضاف عليها ما يشيب له الولدان وينفر الناس من الرياضة نفسها.
* لقد أفنينا عمراً في الوسط الرياضي ومجتمع نادي المريخ تحديداً، سعدنا فيه بمعرفة الآلاف من الوجوه المشرفة، وبنينا علاقات ظلت مصدر فخر لنا، مع شخصيات لم نكن لنلتقي بها في مكان آخر غير المريخ، وتشرفنا بالتواصل مع قامات وأسماء ملء السمع والبصر، وشخصيات تشرف أي مكان تطأه.. كل ذلك تحت مظلة المريخ ومجتمعه.. ومازلنا نحكي للشباب أن نادي المريخ هذا كان في يوم من الأيام مكاناً مثل سوق عكاظ، تجد فيه كل شيء… نجلس فيه مساء ونستمع لحوارات الكبار وتندهش عندما يحدثونك عن تأريخ السودان، وهم في ذات الوقت قامات سامقة في السياسة، وموسوعات إقتصادية، ولكم ان تتخيلوا أن دار نادي المريخ كانت تحتضن يوماً ما الراحل مهدي الفكي، ذلك الرجل الذي يضوع المسك حوله، لا ينطق ولا يتحدث إلا تحس بأنك أمام عالم مهذب ومتواضع، ولم يبخس ذلك من مكانته محافظاً لبنك السودان، وفي المريخ أيضاً كان طه صالح شريف يصول ويجول وهو في قمة مؤسسة الجمارك السودانية، واللواء خالد حسن عباس كان نائباً للرئيس نميري من قبل ورئيساً للمريخ في وقت كانت السياسة في ميادينها والرياضة أجمل على المستطيل الأخضر، وإن فتحنا الباب لنعرف المربيين والأكاديميين معلمي الأجيال نجد الرجل الخالد حسن محمد عبدالله والعميد فؤاد التوم وغيرهم ممن برعوا في إدارة مؤسسات تربوية أسهمت في تخريج الآلاف.. وغيرهم كثر كانوا نماذج إجتماعية مشرفة تعاملنا معها ولم نسمع أو نر منهم إلا الزرع الطيب، والذي أينع وأثمر شيئاً كنا نسميه (أدب المريخ).. لم يسمع عنه البعض من قادة اليوم، وإلا لما رأينا المريخ في هذه المأساة اليوم.
* الحديث عن المريخ ومجتمعه ذو شجون، ولكن في العهود الأخيرة أصبحنا نرى الأعاجيب، ثم توجها سوداكال وأعوانه بالأسوأ على الإطلاق.. وأعني… أسوأ ما يمكن ان يجتاح مجتمع آمن ومسالم ومتآلف مثل المجتمع الرياضي، وإن كانت العنصرية سلوك أفراد نعرفهم بالإسم ونتحاشى التعامل معهم في السابق فقد إنفجرت الأوضاع وأصبحت العنصرية موجة تجتاح مجتمع المريخ بأكمله وتهدد سلامه الإجتماعي، والأخطر هنا أن البعض يتعامل مع الموضوع بنوع من التصالح والتبرير، لذلك أقول أننا لم نشهد أسوأ من هذا من قبل.
* رأيي في سوداكال واضح وينحصر في صفاته الشخصية ومؤهلاته كرئيس وقائد لمجتمع متعدد مثل المريخ، لم يتسم بالمصداقية في معاملاته، لا يتمتع بأفق معقول يساعده على إدارة شؤون مجتمع مثل المريخ، موتور، متردد.. تسيطر عليه هواجس كثيرة جداً تمنعه أن يتعامل مع الآخرين على قاعدة من الإحترام والتقدير المتبادل، لذلك خسر جل من كان يسانده في فترة ما، وحولهم إلى أعداء.. ومثال لذلك علي أسد، وإتحاد كرة القدم الذي كان يدافع عنه وعن شرعيته حتى ظن الناس ان هنالك مؤامرة تحاك ضد المريخ، ولأنه صديق لايؤتمن خسر ثقة الإتحاد فيه وضمه لمعسكر الأعداء… حتى من استمر مسانداً له في المريخ لا يفعل ذلك إقتناعاً بقدراته وشخصيته، وإنما نكاية في زيد أو عبيد.
حواشي
* شخصياً كنت أتحدث عن عنصرية بعض الشخصيات بالأدلة والبراهين.. وأنها عنصرية مردها للجهل والتخلف في تلك القيادات، وقد إستغلها سوداكال أسوأ إستغلال وفاجأ مجتمع المريخ بالعنصرية المضادة..!
* كنا ننتقد العضوية المستجلبة بصورة عامة، إنتقدنا عضوية الكرنوس ليس لأنها كانت تمثل قبيلة البطاحين مثلاً.. ولكن لأنها كانت (مستجلبة) لتدعم شخصاً بعينه.وتغلبه على من هو أكفأ منه.. وانتقدنا عضوية المصنع الدولي للحديد التي استعان بها عثمان الدقير وهي تمثل عمالة متعددة الأعراق.. ذلك لأن مفهوم الإستجلاب واحد..!!
* ولكن.. ما فعله سوداكال في حد ذاته سيظل فتنة كبرى تهدد المجتمع الرياضي، والسلم الإجتماعي السوداني ككل.. وما لم تتحرك الدولة على أرفع مستوياتها وقياداتها فإنه الحريق الذي سيلتهم الكل.
* سوداكال وأعوانه خدعوا البسطاء بكذبة كبيرة.. ترقى لمستوى الجريمة.. مفادها أن مجتمع المريخ يرفضهم لأسباب جهوية وعنصرية، ولأننا مجتمع هش، يعيش على وقع هذه الخذعبلات لم أستغرب أن يستجيب له البعض ويهبوا لمساندته ضد العنصرييين في نادي المريخ.
* سوداكال فشل في إقناع المريخاب بشخصيته كرئيس نادي، لم ينجح في تقدبم نفسه ولفت أنظار الناس بكاريزما القيادة وقدراته في إدارة الملفات بمنهج إحترافي… والأسوأ أنه يعتمد على أسلوب الكذب والخداع والمراوغة… وكل من حوله يعلم ذلك تمام العلم.. حتى وأن هذه الصفات لو كانت للإماراتي منصور بن زايد لنفر الناس منه وانفضوا من حوله..!!
* سوداكال إستغل تعامل ثلاثة أو أربعه معه بعنصرية ووصم مجتمع المريخ بأكمله بها واتخذها وسيلة لبلوغ غاياته الشخصية…!
* الأغرب أنهم يتحدثون عن المصالح الشخصية، وينسون أن سوداكال يعمل على نسف مجتمع كامل ونادي بتأريخ المريخ العريق ليحقق مصالحه الشخصية التي يعلمها الجميع..!
* نجاحات فريق كرة القدم في السودان أحياناً لا علاقة لها بجودة العمل الإداري… وإن كان لابد من ذلك فلنخصم جهود التازي وجمال الوالي وحازم مصطفى وآخرين لنرى محصلة جهوده في فريق الكرة..!!
* ثم لنجمع حصيلة ما دفعه المريخ من غرامات للفيفا ومنحه للاعبين لم يرتدوا شعار النادي ولو في التدريبات.. نتيجة أخطاء سوداكال الإدارية؟
* ثم لنلقي نظرة على سمعة المريخ على الصعيد الخارجي وفي أروقة كاف وفيفا فيما يخص التعاقدات ومخالفاتها.. وبالتأكيد سندرك أن العقوبات التي تعرض لها المريخ في عهد سوداكال ومدثر خيري في ثلاث سنوات لم يتعرض لها في تأريخه الذي يشارف القرن من الزمان.
* ثم نجلس لجرد الحساب ونحاسبه على بصماته في المحافظة على النسيج الإجتماعي لنادي المريخ.. حتى الكبار لم يتواصل معهم..!!
* سوداكال كان ينفر من الناس ويتهمهم بأنهم أصحاب مصالح، ويتهم من سبقه من الإداريين بأنهم إعتمدوا على الرشاوى لبناء أمجادهم الشخصية وتحقيق الرضاء.. ولكنه عاد واستأجر بلطجية ليحموه…. ثم إستجلب عضوية مدفوعة القيمة لكي تمرر أجندته..!
* سوداكال يتحدث عن النظام الأساسي لنادي المريخ، وعن الممارسة الديمقراطية وأنا أكتب هنا أنه أبعد ما يكون عن هذه المفاهيم.. ليس النظام الأساسي الذي يضعه خيري وغيره.. بل له رأي كبير حتى في القوانين ودستور الدولة نفسها…!
كاتب معلم وقلم صادق
شكرا استاذ ابوعاقلة
الله يديك العافية استاذ اماسا.ربنا يسهل علي الجميع