إذا كانت للحرب فوائد…!!
أبوعاقله أماسا
* مناصرة الجيش ضد أي عدو لم يكن من الموضوعات المطروحة للنقاش على طاولتنا مع بعض السياسيين المتحذلقين الذين يعرضون كل شيء عندهم للمساومة والبيع، خاصة في الخمس سنوات الأخيرة التي رأينا فيها كل ما يمكن أن يذم قادة العمل السياسي من رؤساء أحزاب وأقطاب كبار كنا نعول على مواقفهم لكتابة تأريخ جديد يتحقق من خلاله أحلام الجماهير وثورة ديسمبر، ولكننا خذلنا فيهم أيما خذلان ووجدنا أن الوطن آيل للضياع في حضرتهم، فقد فشلوا في تقديم رؤية متكاملة تسعفنا للخروج من المخازي التأريخية للسياسة السودانية.. والتأسيس لمرحلة جديدة بمفاهيم ترتقي إلى مستوى أحلام الشارع، ولكننا خذلنا وكانت اكبر مراحل الخذلان أن وضعوا الجيش في مقام التشكيك والتخوين.. لذلك.. نرى أنه أريد بنا خيراً وقدر لنا كشعب أن نعيش شهوراً من الرعب والفزع والجزع، ولكن (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ).. وسوف تأتي سنوات فيها يغاث الشعب وينعم بخيراته.. ففي هذه الحرب دروس وعبر.. ومثلما فيها من أضرار جسيمة تمثلت في فقد أرواح عزيزة من الطرفين، كانت لتفيد البلاد لو توفرت لها ظروف مغايرة، وتدمير البنية التحتية للبلاد، وإهدار موارد وأموال كانت لتحل مشكلات أزلية في التنمية والتطوير، مع كل ذلك نتفاءل بما يتراءى منها من فوائد وإن كان يصعب رؤيتها أو استشعارها الآن، وأولى تلكم الفوائد أنها ستتولى إعادة ترتيب الصفوف من جديد بعد ما حدث من تدافع وسقوط الكثير من الأقنعة، وستتولى إعادة صياغة العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة على أسس جديدة وأصيلة بعد أن تسببت بعض الأحداث في ذبولها في السنوات الأخيرة لنستعيد حلاوة وطلاوة الإسم (قوات الشعب المسلحة السودانية).. وأولى بشريات هذه المستجدات أن الجيش إذا دخل حارة من الحارات أو حي من الأحياء أستقبل بالزغاريد والهتافات وتسابق الناس لتوفير المياه والمأكولات وتسيير قوافل الدعم والإسناد، فالجيش ليس قبيلة، بل هو الرابط الأقوى الذي يوحد الشعب في وطن كبير يسمى السودان.. وما من بيت سوداني إلا ومنه مجموعة تنتسب لهذه المؤسسة.. حتى المتعلمين من القبائل التي تمثل حاضنة للجنجويد يؤمنون ويعترفون بهذه الجزئية وينتقدون فكرة الدعم السريع لأنها ستكون وبالاً عليهم..!!
* هذه الحرب سترتب الكثير من الأوراق المبعثرة في المجتمع السوداني.. وتصحح الكثير من المفاهيم، وتضع كلاً من اللاعبين في ميدان السياسة السودانية في خانته الصحيحة حسب قدراته، ويجلس من يجلس على دكة البدلاء، ويخرج من يخرج من التشكيلة.. في وجود حكم عادل يميز بين الغث والثمين..!!
* لا أميل كثيراً للحديث عن مجريات المعارك التي يخوضها جيشنا، ولكنني أثق في أن الله سيوفقه بدعوات المساجد التي تجأر عقب كل صلاة.. وبدعوات المظلومين الذين أخرجوا من ديارهم، والذين سرقت أموالهم وانتهكت عروضهم.. فليس بينها وبين الله حجاب، وأؤمن بإنتصار الجيش كما أؤمن بفكرة السودان الوطن الذي يسمو بنا فوق الجهويات والأعراق والقبائل.. وأنتظر نصر الله كما وعد في كتابه (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).. صدق الله العظيم..
واحده من ترتيب الاوضاع ان لا يكون خير ابناء السودان ضباط الجيش، ان يكون خير ابناء السودان هم العلماء، المفكرين، الكتاب، العمالة الماهرة، الرياضيين حتي نبني السودان. تجييش السودان وشعبه لن يؤدي الا الي مزيد من المشاكل وتبديد الموارد في التسليح والصرف علي امتيازات الضباط