صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مرحلة جديدة..!!

675

زووم

ابوعاقلة اماسا

مرحلة جديدة..!!

* لم أتوقع من سوداكال أن يتقبل قرارات الإتحاد السوداني ولجنته الثلاثية بصدر رحب، بغض النظر عن ماهية هذه القرارات وتفاصيلها، فالرجل يتعمد خلق العداءات لنفسه بصورة غريبة يحسده عليها (تأبط شراً) نفسه ويهدر الفرص تباعاً في فعل شيء يحفظه له الناس والتأريخ، ولأن طبيعته ترفض أن يكون وفاقياً، ولو جاءت القرارات من (فيفا) لرفضها أيضاً.
* حتى وقت قريب جداً كان شهر العسل بين سوداكال وإتحاد الكرة يتميز بالدفء والإنسجام وشيء من الرومانسية والغزل المتبادل، وشداد يردد في كل مرة أنه لا يعترف بشخص غيره، وكنت على يقين أن ذلك هو موقف القانون والمنطق، ولكن ما يخالف كل قوانين الأرض ومنطق الفلاسفة هنا غير متاح معرفته والوقوف عليه إلا لمن يتعامل مع شخصية آدم سوداكال مباشرة، يناقشه ويحاوره ويختلف معه ويحاول أن بتفق، وعندها سيخرج بإنطباع واضح وقناعة لا ترتقي إليها الشكوك بأنه شخص غير طبيعي، لذلك.. كنت على يقين أن الإنسجام بينه ورئيس الإتحاد لن يدوم، وأنه سيشعل النيران في تلك العلاقة ويخسرها، وهو المتفاني دائماً في فقدان تعاطف المتعاطفين.
* سوداكال يتحدث عن القوانين ويجادل فيها وكأنه حريص عليها، وله في هذا الجانب مواقف كثيرة جداً تدل على أنه لا يفكر في تطبيق قانون بقدر ما هو حريص على إستغلال ثغراته لتحقيق أطماعه الشخصية، وكذلك يتهم مناوئيه بالعنصرية بينما نجد أنها مارسها عياناً بياناً في أكثر من موقف، والآن هو يتحدث عن التصعيد للفيفا وكاس ليؤكد أنه يعشق (الجرجرة) في المحاكم والتمرغ في قاعات التقاضي.
* الشيء الذي لا يدركه سوداكال أن الإتحاد الدولي (فيفا) قد كون رأيه الواضح فيه كرئيس لنادي كبير في السودان، شهدت فترته وجوداً دائماً للمريخ في قوائم عقوباته، وفي نفس الوقت يتابع كل العالم ما حدث في ستاد المريخ.. هذا المكان الذي زاره مسؤولي الفيفا مراراً وكان في يوم من الأيام نقطة إهتمام عالم كرة القدم عندما استضاف فاصلة مصر والجزائر، وكيف أضحى الآن ذلك الملعب الانيق.. فهذه أشياء لا تخفى على (فيفا)، وإن لم تصدر قراراً مباشراً في قضية المريخ الإدارية، واتبع في ذلك الأسلوب المنطقي والمعقول في التعامل مع الملفات المشابهة، فذلك لا يمنعنا من القول: أن إزمة المريخ الإدارية قد أتاحت الفرصة لمسؤولي الكاف والفيفا لدراسة شخصية سوداكال.. كيف يفكر.. ومن أي صنف هو من الإداريين؟.. فهو ليس الإداري الوحيد من أندية أفريقيا يطرق أبواب الكاف والفيفا، ولكنه من الإداريين الذين استحقوا أن توضع تحتهم خطين بالقلم الأحمر..!
* مثله وبقية البشر الذين جبلوا على الخطأ والصواب، أصاب سوداكال النجاح في كثير من ملفات إدارة نادي المريخ، وفي المقابل إرتكب أخطاء نوعية كانت نتائجها كارثية على النادي خاصة في ملفات الأجانب من لاعبين ومدربين، والحقيقة التي لا تخفى بالغربال انه مارس نوعاً من العبث الذي لم يسبق له مثيل في تأريخ المريخ والأندية السودانية، ومن نتائج ذلك العبث أن يصبح المريخ إسماً مكرراً في أروقة الفيفيا، ليس بإنجازاته في البطولات وأرقامه القياسية في المنافسات ولكن بسبب مخالفات التعاقدات، وعدم الحرص على إيفاء هؤلاء اللاعبين حقوقهم المالية، ما جعلهم أن يصطفوا عند الفيفا طلباً للإنصاف والحصول على الحقوق.
* من أسوأ إخفاقات حقبة سوداكال أن الرئيس بكل فخامة المنصب أصبح غير موثوق فيه، وقد رمى هذه البذرة بنفسه في أرض المريخ وحصد ثمارها بمرارة العلقم، وما عاد الرئيس هو ذلك الشخص الذي إذا تحدث أقنع، وإذا وعد فعل وإذا فكر أصاب وأسر الألباب، وفي عهده أيضاً أصبح رئيس النادي لا يظهر في وسائل الإعلام ليتحدث ويعلق على الأحداث ويمتص غضبة الجماهير عندما تغضب، أو يناقش قضية حيوية بالمنطق والبرهان، بل يتوارى في كل مرة ليترك خلفه أرتال الإستفهامات، ومواكباً من الأزمات تمشي في أروقة النادي وتغزو دهاليزه.. وأتصف بغموض لجي غير مسبوق.. وظلامية المواقف وضبابية القرارات، والأسوأ أن كل من يختلف معه هو بالضرورة (زول ما كويس)، أو أنه مدفوع من جهة معادية، وهو لم يترك جهة في العالم لم يتهمها بالتآمر عليه إلا إسرائيل..!!

حواشي
* رب ضارة نافعة… وجود أسم المريخ في فيفا بإستمرار جعل المسؤولين هناك يركزوا على من هم وراء ذلك.. فما يحدث في المريخ شيء غير طبيعي..
* الإتحاد الدولي فوض الإتحاد السوداني للتعامل مع ملف المريخ بما يراه حلاً يضع الحد لمعاناة النادي الإدارية، والإتحاد وضع تصوراً للحل عبر لجنة ثلاثية حملت معها كل الصلاحيات.
* الحديث عن التصعيد إلى الفيفا حديث للإستهلاك.. لا يسمن ولا يغني من جوع.
* حلفا الجديدة تحتضن المريخ للمرة الأولى بعد زيارة المدينة في ١٩٩٧، عندما ذهب ولعب مع مريخها في كأس السودان.
* مهمة إدارة المريخ ليست صعبة بالطريقة التي يروج لها البعض، ولا هي عملية معقدة بالصورة التي تعبر عنها سلسلة الأزمات المتعاقبة، المريخ يحتاج لعقايات تجيد التخطيط والتمرحل في البناء وليس القفز واللهث حول النجاحات الفارغة وتلميع الذات.
* أخطر ما حدث في الآونة الأخيرة أن لاعبي الفريق كانوا لا يثقون في الرئيس ويتحدثون عن قدرته التي تفوق قدرات (أحمد حامد التش) في المراوغة..!
* سنة الله في الأرض ان يتبادل الناس على مواقع وكراسي القيادة… لو لم يكن ذلك طوعاً وبسلاسة كما يحدث في العالم من حولنا…. أو بالقوة الربانية.. لأنه (ينزع الملك ممن يشاء)..!!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد