صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مصلحة الوطن اكبر من الجميع

584

افياء
ايمن كبوش
مصلحة الوطن اكبر من الجميع

# قلت له: رغم التعقيدات التي تكتنف المشهد السوداني.. الا ان اللعبة السياسية في هذا البلد الممحوق، تجري على ارض مكشوفة.. وتكتيكات واضحة لا تحتاج لبرهان ولا عبد الفتاح السيسي… كتبت عنوان المقال اعلاه وقلت لنفسي انه يصلح (هاشتاق)… يجب ان اُحيي به معالي السيد رئيس الوزراء السوداني، الدكتور عبد الله حمدوك الذي تجاوز كل مرارات ما حدث في الايام الماضية… وتعدى حاجز ذكريات (اربعة طويلة) التي اختطفت الثورة.. واختار ان يحقن دماء الشباب من اجل مصلحة الوطن.. بدد حمدوك احلام احزاب الاختطاف، الامة والمؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي والبعث بعد ان تأكد تماما ان هذه الاحزاب، في حاجة للجلوس والمراجعة ومن ثم العودة الى مرحلة الاساس لتعلّم خبايا واسرار السياسة التي وضح ان (العسكر).. يعرفون عن دهاليزها اكثر من كل الاحزاب السودانية، عتيقها وحديثها ولكن.
# في زحمة التواريخ وتكرار الصور والاحداث والمواقف، لا حاجة لي في كتابة تاريخ هذا المقال الذي سوف يتذكره الكثيرون من خلال وقائعه واحداثه حيث قلت فيه: (يستحق ما حدث في الساعات الاولى من صباح الثلاثاء ان نسميه (قيدومة انقلاب) عطفا الى ما سوف يجري في الايام القليلة القادمة.. واذكر تماما انني بتاريخ 13 يوليو من العام 2019 كتبت عن (حلاوة قطن) الانقلابات العسكرية التي كان يحدثنها عن المجلس الانتقالي في تلك الفترة وتذوب كما تذوب تلك الحلوى المعروفة وسط الاطفال.. فرغم مضي عامين عليها لم يُقدّم قادة تلك المحاولات الفاشلة لاي محاكمات عاجلة.. كما جرت العادة في مثل هذه الاحوال.. في ذلك التاريخ كتبت الاتي: (متلازمة ’’هجم النمر’’.. كما في رواية ’’محمود الكذاب’’.. عن الانقلابات العسكرية ’’الفاشلة’’ و’’المجهضة’’ في سودان ما بعد ’’البشير’’, والتي وصلت الى الرقم خمسة, ولله المنعة, جعلت الشعب السوداني يتلقى هذه الانباء بعدم اكتراث ظاهر.. لان تعامل المسئولين مع الانقلابات السابقة وقادتها ’’المفترضين’’ لم يكن يتناسب مع الجرم المرتكب.. علاوة على ان اعلان اسماء مدبري ومنفذي الانقلاب, ذات نفسه, كان من الاسرار الحربية التي تعامل معها المجلس العسكري بضبابية شديدة تستحق, بدون شك, التعامل معها بشيء من عدم الاهتمام.. واللا احترام.. هذه المرة.. إختلف الامر.. نسبياً.. وتعامل المجلس العسكري مع المحاولة التي قادها رئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق اول ركن ’’هاشم عبد المطلب’’, بتكتيك جديد استصحب فيه ما ردده الشارع اثناء الانقلابات الماضية, حاليا تم الكشف عن قائمة من الاسماء, تقدمها رئيس هيئة الاركان, اضافة الى واجهة سياسية, معلومة, تم الاعلان عنها بشكل شفاف الا وهي ’’الحركة الاسلامية’’ وابنها الشرعي ’’المؤتمر الوطني’’.. هذا ’’اللعب المكشوف’’ يؤكد اول ما يؤكد بان ايام ’’شهر العسل’’ ما بين المجلس العسكري وقادة النظام السابق قد انتهت, وان كان البعض منا, يقول بان العلاقة لم تكن تعبر عن أي ’’شهر عسل’’ حقيقي بقدرما هي ’’شهور عدة’’ يحاول المجلس العسكري الخروج من قيودها باستقطاب جديد.. يعيد له بعضاً من المساحات التي افتقدها في الشارع السوداني.. لذلك حاول ’’خطب ود’’ الشارع بمقتطفات من ’’البيان الاول’’ الداعي, حسب اعلان المجلس العسكري عبر التلفزيون الرسمي, لحل المجلس العسكري وتعيين مجلس انتقالي جديد.. وان تدير القوات المسلحة شئون البلاد لفترة لا تقل عن عامين.. لا اقصاء فيها ولا ابعاد فكري لأحد الا ما تقتضيه العدالة.. ولعل المجلس اختتم بث البيان بهذه الكيفية ’’المقتطفاتية’’ لكي يرسخ للكافة بان الانقلابيين الجدد يمثلون النظام ’’البائد’’.. المجلس العسكري لم يكن في عجلة من امره حتى يقوم ببث ’’مقتطفات’’ فقط من البيان الاول لاضخم محاولة انقلابية اكتسبت اهميتها من رأسها الذي يمثل رئاسة هيئة الاركان ومعه مجموعة من قيادات الصف الاول في الوحدات العسكرية, فمن الغرابة بمكان ان يفشل انقلاب مثل هذا.. يؤمه عدد كبير من الفرقاء واللواءات والعمداء.. مازالوا في الخدمة العسكرية.. ملمون بكل التفاصيل اليومية للجيش السوداني, تحركاته, ثكناته, وعدته وعتاده.. الامر الذي يفتح الكثير من علامات الاستفهام والتعجب حول صدقية العملية التي اختار المجلس العسكري من ’’بيانها الاول’’ ما يريد ساعياً الى إلباسها ثوب ’’الحركة الاسلامية’’ وابنها الشرعي ’’المؤتمر الوطني’’.. مع ان ’’البيان الكامل’’ اظهر عداءً كاملاً وواضحاً لحزب ’’الشتات الوطني’’ الذي تم حله, حسب البيان, ومصادرة كل امواله وممتلكاته لصالح الدولة مع اعتقال رموزه وكل الذين تحوم حولهم تهما بالفساد.. فهل يا ترى اراد المجلس العسكري كسب الشارع باخفاء مثل هذه المعلومات المهمة لكي تبدو المحاولة كثورة مضادة للاجهاز على مكاسب الشعب وثورته ؟ ام ان المجلس اراد ان يضرب عصافير عديدة بطلقة واحدة فيتخلص من خصومه ’’المعلنين’’ في القوات المسلحة, واعداءه ’’المستترين’’ من قادة النظام السابق, مع انه, أي المجلس العسكري, في ايامه وشهوره الاولى بذل لهم من العناية والحماية.. ما صور به المشهد برمته كمسرحية هزلية سيئة الاخراج.. اشبه بتلك التي رسمها الشيخ الراحل ’’حسن الترابي’’ وجسد فصولها عمر البشير.. ’’اذهب الى القصر رئيسا وسوف اذهب الى السجن حبيساً’’.. عموماً الاحتمالات مفتوحة امام سيناريوهات عديدة.. الوضع في الشارع العام لا يحتمل أي ’’مماحكات’’ او عروض جديدة على خشبة ’’المسرح السياسي التجريبي’’ الذي يدفع كلفته الشعب السوداني من صبره وقدرته على الاحتمال.. انتهى ما كتبته قبل عامين بصحيفة (اليوم التالي) ولم تنته (حدوتة) الانقلابات العسكرية.. واخرها انقلاب الثلاثاء الذي نعتبره تمهيد لما ستؤول اليه احوال البلاد في الايام القادمة قبل اعلان حالة الطوارئ و(دق المزيكا).. ما تم في سلاح المدرعات كان محاولة متعجلة ومستعجلة من قيادات وسيطة في الجيش السوداني.. حاولت هذه المجموعة المحدودة والصغيرة والمعزولة، استباق تلك الخطوات المدروسة التي سوف تبدأ لاحقا بزيادة الضغط على ازمات البلد وذلك بشح شامل في كل الخدمات الاساسية.. مع اغلاق الشرق.. ليأتي تدخل الجيش كضرورة حتمية تقتضيها ظروف البلد والمهددات الماثلة.)
# اخرج مما قلته في الماضي وألامس احداث اليوم بعد توقيع الاعلان السياسي بين البرهان وحمدوك… متجاوزا تلك (المراهقة) التي تدفع البعض للقول بان حمدوك خان حاضتنه السياسية، لان البعض لا يريد لهذا البلد الاستقرار تنفيذا لاجندات خارجية مخابراتية ترى ان مصلحة الافراد اكبر من مصالح الوطن.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد