* سمعنا الكثير من الامثال السودانية والعربية التي تحمل في طياتها عميق الدروس مع الحكمة والفهم المتقدم الذي يصب في اتجاه الاستفادة من كل ما يحدث لاي انسان في حياته العادية.. وعلى سبيل المثال يقال (الدار قبل الدار)، و(الرفيق قبل الطريق)، و(الجمرة بتحرق الواطيها)، و(الكواي) أقصد (السواي ما حداث) وغيرها من الامثلة..
* وعبر المثل الاخير (الكواي)، أقصد (السواي ما حداث) ننتقل الى حكاية بكري المدينة ـ الشهير بشقلوب ـ والذي تفنن في السقوط، وتنوعت هفواته مع المريخ في الفترة الاخيرة، وانتهت قصته بالاشتباك الاخير مع الحكم الطيب حسن الذي ادار لقاء الاحمر وهلال التبلدي في دوري النخبة الموسم المنصرم، وخلص الامر الى ايقافه من الاتحاد..
* تفنن المطبلاتية في الدفاع عن شقلوب، ليس لانه نجم كبير فحسب، وانما لانه قادم من الهلال، وفي مريخ آخر الزمان فان القادم من الهلال يعتبر منطقة محظورة يجب ان لا يقترب اليها احد، او يتجرأ على توجيه اي انتقاد، او حتى لوم او نقد لان ذلك يضع صاحبه تحت بند الصحافي المندس، او الهلالابي الذي يدعي عشق المريخ..!!
* المهم، وبعد رحلة مملة من المقالات البائسة الكريهة التي كان الهدف الاول منها الدفاع عن الكواي، خرج علينا الجميع بفكرة احتراف اللاعب في العراق، وامتلأت الدنيا ضجيجاً، ولم يترك اي طبال باب للتغزل في الكواي الاّ وطرقه، ولقد كان من المؤسف ان تتم صفقة الاعارة بـ(140) ألف دولار فقط لا غير للنادي واللاعب معاً..
* وهنا فان ما اصابنا بالاسف ان اصغر لاعب محترف يتم التعاقد معه من جانب ادارة جمال الوالي مثلاَ لا تقل قيمته عن الـ(250) ألف دولار بالتمام والكمال، اي نعم نعلم ان جزء كبير منها كان يذهب الى السماسرة والمطبلاتية وبعض المتصوحفين، وسرعان ما تتكشف حقيقة (ماسورية) ذلك البطل الورقي فيذهب غير مأسوف عليه لمذبلة التاريخ..!
* لقد حزنا غاية الحزن، وتأسفنا لمبلغ الاعارة البائس الذي عُرض على هداف البلاد الاول والاوحد، ومنقذ المريخ، وحامل العصاة السحرية الذي ارسلته السماء لانقاذ مريخ الكاسات المحمولة جوا، وقيادته الى التربع على عرش البطولات القارية والعربية، وليس المحلية التي شبع منها المريخ وامتلأت دواليبه (مع ان الحقيقة غير ذلك تماماً)..!!
* المهم، قال لك ايه.. (خير اللهم اجعله خير) جاء مندوب فريق القوة الجوية العراقي للخرطوم، واتم التعاقد مع (شقلوب الكواي)، وتقرر ان يسافر اللاعب الى بغداد تمهيداً للانضمام الى الفريق الذي يتقدم في ترتيب الدوري محلياً، وترقى قبل اسابيع الى الدور الثاني ببطولة كأس الملك محمد السادس للاندية العربية.. وحقيقة لقد تفاءل الجميع..
* شخصياً، لم اتفاءل بتلك الخطوة، بداية من المقابل كان هايفاً، ولا يتناسب مع الضجة التي احدثها الاعلام الاحمر خاصة المطبلاتية، وثانياً لان اللاعب ظل يجد تعاملاً خاصاً من جانب الاسرة الحمراء خاصة الاعلام الذي عوّد شقلوب على اشياء لا ولن تكون متاحة له في رحلته الاحترافية سواء في العراق او غيرها من البلدان العربية..
* واتذكر انني سألت نفسي عن من يا ترى من المطبلاتية سيقوم بدور الدفاع عن الكواي في العراق اذا ما غاب عن التدريب مثل ما كان يفعل مع المريخ..؟! من سيحميه عندما يشرع في لي ذراع ادارة النادي العراقي لاجل الحصول على راتبه مثلاً او اي مكافأة سواء للفوز او الترقي الى مرحلة متقدمة سواء محلياً او قارياً..؟!!
* اذا كتب عنه رأي في احدى الصحف او القنوات، وقام باخذ حقه بيده كما حدث غير مرة في السودان مع عدد من مراسلي القنوات ومناديب الصحف الرياضية من يا ترى سيدافع عنه، ويتوسط لحل تلك الاشكاليات، ويسعى لحسمها بالطرق السلمية بمعزل عن المحاكم وخلافه..؟!!
* ان تلك الخطوة كانت بالجد تتطلب اجراء احترازي فات على النادي العراقي الاهتمام به يتمثل في ضرورة ان يتم التعاقد مع (طبّال) يتولى امر الدفاع عن الكواي، ويدعمه، ويصوّر له الخطأ على انه صاح، ويكون قادراً على التصدي لاي محاولة لـ(هلالاب العراق) للنيل من النجم الاوحد، والهداف الذي لا شبيه له، لا في الحاضر ولا المستقبل..
* انها، وللاسف، الحقيقة يا سادتي والتي تحكي تعمّق داء عميق في نفوس لاعبينا بفضل النعصب الذي فرض نفسه على جل العاملين في مجال كرة القدم سواء لاعبين او اداريين او صحافيين.. وسيظل لاعبنا يلف ويدور في فلك التراجع والهزائم ما لم يتبدل الحال البائس الحالي الذي فرض نفسه علينا عبر المطبلاتية قاتلهم الله.
* تخريمة أولى: استمتعنا بقمة الدوري السعودي بين الهلال والنصر والتي حول فيها رفاق حمد الله تأخرهم بهدف الى فوز باهر على زعيم السعودية بهدفين مقابل هدف، وكم كان المشهد بديعاً في كل شئ بداية من التصوير ومروراً بالتعليق والاضاءة والتفاعل، ونهاية بالتغطية الاحترافية والتي تمثلت في الاستديو التحليلي قبل وبعد نهاية اللقاء.. لقد ضحكت، وشر البلية ما يضحك، بعد ما علمت بان هنالك مباراة تم نقلها عبر قناة المتاعب بين الاهلي مروي وهلال العاصمة اقيمت في نفس التوقيت.. وحقيقة لا ادري هل تابعت اسرة المتاعب الروعة والجودة والاحترافية وروعة الاستديو التحليلي والمعلومات الغزيرة التي تملأ الشاشة اثناء اللقاء..؟! هل وهل وهل والى غير ذلك من الاسئلة التي تطل برأسها زاحمة المكان تبحث عن اجابة ولو وهمية او تحرك عملي يؤكد ان هنالك رغبة في الاستقادة من الدروس المجانية..؟!!
* تخريمة ثانية: سمعت نتيجة الاهلي مروي والهلال، ولاول مرة تتفق جل الاصدارات الزرقاء على وجود خلل ما، ادى الى تراجع مستوى الفرقة الزرقاء.. لكن لا احد فكر في اسباب ذلك الخلل والذي اعتقد ان علاقته مباشرة وقوية بالرعب الذي ارتاب اللاعبين وفرض نفسه عليهم بمجرد اعلان وقوعهم في مجموعة حديدية بمجموعات الابطال بمعية الاهلي المصري والنجم الساحلي التونسي وبلاتينيوم ولعل الرعب الذي فرض نفسه على اللاعبين هو الذي صرف تركيزهم وادى لتراجعهم..!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
* حاجة اخيرة كدة: ولا تزال الاتصالات تتوالى من جانب القراء الذين انتقدوا تخلف وتراجع قناة المتاعب في تغطية مسابقة الدوري الممتاز، والذي وصل الى مرحلة الاستهتار بالمشاهد دون اي نظرة للطفرة الخرافية التي حدثت في القنوات الفضائية بالدول العربية من حولنا، وطالب الجميع بضرورة جلوس قادة اتحاد الكرة مع اسرة القناة المحتكرة لوضع النقاط فوق الحروف وكتابة نهاية للفوضى الحالية..!!
