صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مقال لإعادة ضبط الحقائق

667

زووم

ابوعاقلة اماسا

مقال لإعادة ضبط الحقائق

 

البعض يريد أن تشرق الشمس من مغربها وتغلق أبواب التوبة

أبوعاقله أماسا
* قبل أن تندلع الحرب اللعينة كنت قد أكثرت من التعليق على بعض الملاحظات اللافتة والتي كانت نذيراً لمصيبة قادمة على العاصمة الخرطوم في أقل تقدير، وأشرت في بوستات ومقالات تجدونها منشورة على صفحتي بالفيسبوك وعلى بعض المواقع والصحف الورقية إلى كثير من الإنحرافات التي كانت تتعارض مع مفهوم الوطن والمواطنة، والسلوك السياسي العجيب لبعض الناشطين (المودرن) وهم يطعنون في الوطن بحجة معارضة نظام الحكم..!
* كتبت عن الدعم السريع معترضاً على قيامها وبنيانها على الأساس القبلي والعنصري والجهوي، وكررت ذلك في أكثر من منبر، وعندما اجتاحوا الرياضة عن طريق نادي المريخ عبرت عن رفضي لهم على ذات المبدأ، بل وبنفس العبارات أعلاها كان ردي على المستشار محمد مختار النور في جلسته الأولى مع الأخ أبوشوتال تمهيداً لإنضمامه للدعم السريع وقد قدم لي دعوة شخصية لإثبات عدم صحة ما أعتقد، وكان ذلك قبل اندلاع الحرب بأربعة أو خمسة أشهر.. ووثقت ذلك في مقال نشر على حلقات بعنوان (كيف انضم أبوشوتال للدعم السريع؟) وهذه المقالات موجودة الآن على صفحتي لمن أراد أن يطلع عليها..!
* بعض الأصدقاء قالوا أنني فوت فرصة ذهبية للصعود إلى أعلى برفضي فرصة الإنضمام للدعم السريع، ورغم مافي هذا من إزدراء وتقليل من قدرتي على قراءة الأحداث كنت أضحك فقط، لأنني على يقين من صحة تقديراتي وتوقعاتي بأن السودان سيعاني من الدعم السريع وكل المليشيات التي سمحوا لها بالتكوين والتضخم، فالواقع أنني ضد كل مايهدد وحدة الوطن ويهدر أرواح المواطنين ويزعزع أمنهم واستقرارهم، لذلك كنت ناقداً ومازلت لبعض سياسات الحركة الشعبية التي تضم معظم أهلي لأنها أضرت بإنسان النوبة أكثر من أن تنفعه ومازال بإمكاننا الحصول على مكاسب أكبر بأساليب أخرى غير إراقة الدماء ووضع حياة الناس وأرواحهم على المحك..!
* من الثوابت أنني لا أعرف من الدعم السريع إلا تلك العناصر التي تعرفنا عليها في ساحات الرياضة، ولم أكن مهتماً بالمعرفة والتواصل مع المزيد، بينما يضم هاتفي أرقام قيادات ورتب عليا في القوات النظامية والجيش، منهم من تقاعد وتوفاه الله ومنهم المعاشي ومنهم المستمر في الخدمة ومنهم من شغل منصب وزير الدفاع، كل ذلك داخل إطار العلاقات الإنسانية والإجتماعية.. وهذا شيء طبيعي لصحفي ممارس للمهنة بتقلباتها وتنوعاتها لثلاثة عقود..!
* كتبت أكثر من مائة بوست ومقال يعبر عن قناعاتي واعتقاداتي في بعض الثوابت التي أتمناها في أي سوداني، ومنها أن أي حديث عن وحدة وتطور البلاد لا ينطلق من فكرة جيش واحد قومي وقوي فهو مجرد حذلقات سياسية مثل التي أدت بنا إلى هذا الدرك السحيق.. وأن المطالبات بالإصلاح في القوات المسلحة يجب أن تكون لاحقة للإعتراف بحقها ودورها في حفظ سيادة وحدود ووحدة الدولة.. كما لا يعقل أن نضر بالوطن بحجة معارضتنا لنظام الحكم القائم..!
* من الحقائق التي تحتاج لإعادة ضبط، أن معرفتي بالمك أبوشوتال تعود لإكثر من 22 عاماً، تمرد فيها مرتين وهذه تعد الثالثة قبل أن يعود ويوقع مع الحكومة.. كان آخرها بعد أحداث ٦/٦/٢٠١١عندما خرج مع مالك عقار وعاد بعدها ووقع قبل عودة عقار نفسه، وفي تلك المرة إحتفلت بعودته كصديق وكنت سعيداً بذلك للعلاقة الأسرية العميقة التي تربطنا به.. وليس بالأمر جديد، رغم اختلاف ما حدث الآن من جميع الأوجه، ولكن الواقع أنني مازلت على أمل أن تُصحَح الكثير من الأوضاع التي تسببت في هذه الكارثة الوطنية وتعود الأمور إلى مسارها الطبيعي، ولكن البعض يريد أن تشرق الشمس من مغربها قبل أن تحين ساعة القيامة وتقفل أبواب التوبة ويبدأ الحساب الآن..ولئن حدث هذا فسوف نكون أمام الخالق العادل..حيث لا أحزاب ولا تكتلات ولا مكاسب في الخفاء ولا تملق ولا أسياد وعبيد..ولا فوز إلا لمن أتى الله بقلب سليم..!

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. محمد سعيد يقول

    الله يخليك وما بتكتب الا الصح
    مش متل ناس قريعتي راحت
    والمشجعين وإنصاف الصحفيين..
    ودمت زخرا للسودان والمريخ…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد