من خلف الكواليس
عصام هجو
مودريتش وبكري المدينة وأمير كمال
*قرات تصريحا موضوعيا للمهاجم الالماني من أصول بولندية ميروسلاف كلوزه هداف بايرن ميونخ ومنتخب المانيا ذكر فيه أن لاعب الكرة يكون في أفضل حالاته عند الثلاثين من عمره وقال هذه السن بالتحديد تعتبر السن التي يسخر فيها لاعب الكرة كل خبراته التي اكتسبها عندما كنت في عقد العشرينات وأضاف انا الان عمري 32 عاما واشعر باني في افضل حالاتي وقمة عطائي ونضوجي الكروي وهي السنوات التي تعقب الثلاثين أي مابين 30 الى 35 عاما ولعل هذا ماجسده هداف الفريق البافاري على أرض الواقع بمحافظته على النجومية بعد تخطى سن الثلاثين وجسده معه اخرون مثل السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي قاد ميلان بالفوز بلقب الكالشيو قبل أيام وجسده بصورة مدهشة النجم الصربي لوكا مودريتش لاعب وسط ريال مدريد الذي يواصل العطاء بصورة افضل واكثر حيوية ونشاطا ولعل ماقدمه في نهائي دوري الأبطال قبل يومين خير شاهد على أهمية المحافظة على اللاعبين في الملاعب بعد تشبعهم بمرحلة النضوج الكروي كلما مضت من عمره سنة والامثلة حيه وكثيرة فأمامنا النجميين العالميين الأسطورة ميسى والبرتغالي كرستيانو رونالدو.
*قدم نادي ريال مدريد درسا في هذه الناحية بتجديد التعاقد لموسمين مع مودريتش رغم ان اللاعب تفصله 3 شهور فقط ويصبح عمره 37 سنة بالإضافة الى تعاقد مانشتسر سيتي مع كرستيانو وهو في السادسة والثلاثين من عمره وباريس سان جيرمان مع ميسي لان هذه الأندية تعرف قيمة النضوج الكروي وتعرف قيمة مدى أهمية وجود لاعب الخبره الذي عصرته التجارب في كرة القدم وتسعى للاستفادة منه وهذا الأمر ليس قاعدة ثابتة فاللاعب الذي يحترم نفسه ونجوميته ويستطيع ان يحافظ على نفسه بامكانه أن يعمر في الملاعب دون التاثر بتقدم السن والتي تعتبر عنده مجرد أرقام من خلال مانشاهد عليه كرستيانو ومودريتش وإبراهيموفيتش وحارس المرمى المصري عصام الحضري .
*مانريد أن نصل إليه من هذه المقدمة الأوروبية أننا في السودان مشكلتنا كبيرة وعويصة في مثل هذه الأمور ولدينا قرارات مسبقة وقناعات غير واقعية متفق عليها والسلام من دونقاش أو وقفة مع النفس فعندما يبلغ أي شخص عندنا سن الخمسين ويشارف الستين طوالي يتم الحكم عليه بانه خلاص دوره في الحياة إنتهى واصبح في الطريق الى المقبرة وينظر اليه بعين العطف والحنان ويشعرونه بأنه ليس امامه سوى أن ينتظر يومه علما بأن الاعمار بيد الله للصغير والكبير ولعل مثل هذه القناعات هي التي رسخت في رؤوس إدارات الأندية ان اللاعب عندما يشارف الثلاثينات خلال (ودع الملاعب) بعدين الجمهور بيعلنها عديل كفاية خلاص داير يلعب لمتين دة وخير مثال اللاعب مهند الطاهر الذي شطبه الهلال فقد ابدع وصال وجال مع هلال الأبيض وأيضا اللاعب بدرالدين قلق الذي قدم مباراة كبيرة مع الخرطوم الوطني أمام المريخ قبل أسابيع.
*الشاهد في نادي المريخ ان الإدارة الحالية وأدت موهبة بكري المدينة وأمير كمال بجرة (سيستيم) مش جرة قلم كما يقولون حتى أنها لم تحترم تاريخهما وتضحياتهما خلال مسيرتهما بالنادي الأحمر وتم الإستغناء عنهما ولم يسال أحد عنهم ولم يبك عليهم أحد لأن رأي الإداري والمشجع مسبق ومتفق عليه مجتمعيا سلفا ان اللاعب الذي تخطى الثلايين من عمره أصبح خارج نطاق الخدمة وإذا فرضنا ان كثرة الشكوى من الإصابات عجلت برحيل بكري وامير كمال هل سالت الإدارة نفسها عن الرعاية الطبية التي وفرتها لهما ولكن حسب رأيي الشخصي بفقدان أمير وبكري إفتقد فريق المريخ عنصرين مهمين وطبيعي يصبح الفريق بلاهوية ومن دون شخصية وواضح تاثير عدم وجود لاعب ناضج كرويا وثابت الاقدام وصاحب خبرة يتمتع بروح القيادة في الملعب في الفترة الأخيرة.
*الخلاصة أننا قاعدين (نلعب على كرة القدم) بعد سيطرة الجلابة وأصحاب الأموال و القرار في إدارات الأندية وبعض هواة التعاقدات وبالله عليكم مسؤولين من الخير ركزوا معاي شوية بس ماكتير شوفوا رئيس الهلال ورئيس المريخ ورئيس الاتحاد ذات نفسه فيهم واحد كان لاعب كرة قدم ومعاهم رئيس المريخ السابق والذي قبله والذي قبل اللي قبله طيب خليك من لاعب هل كانوا أصلا إداريين في أندية عشان نقول شوية عندهم شوية خبرة أو على الأقل تدرج من مدير فريق الى اداري الى امين عام ثم رئيس واللا جاء واقع بالبراشوت في الرئاسة أقصد (بالبنكنوت) وفي النهاية هذه ليست مشكلة كبيرة ويكون للرئيس الذي نزل بالبنكنوت ناجحا في ادارته للنادي بشرط اذا كان يستمع ويستفسر أصحاب الخبرة او أصحاب النظر والمفهومية في المجال الكروي يستطيع ان يكون رئيسا جيدا او مقبولا نقصد في عمله بالنادي بعيدا عن شخصه لانه خصه يخصه لاعلاقة لنا به فهناك رؤساء مميزين وعلى راسهم الراحل المقيم في قلوب المريخاب حبا المغفور له باذن الله عبدالحميد الضو حجوج الذي قاد المريخ للفوز بكاس الكؤوس الافريقية من دون كلام كتير او بهرجة وتصريحات فهو مثال ونموذج للقائد الفذ والناجح .
* اثبت فريق نادي ريال مدريد بقيادة ثعلب الإدارة بيريز فهو تاجرعديل كدة يتعامل وفق منطق الربح والخسارة في إدارة نادي ريال مدريد ولكنه يتعامل بفهم عميق ولديه مستشارين يقدمون له خلاصة خبراتهم وتجاربهم وهو ينفذ ومن خلال قيادته للفريق الملكي اثبت للجميع ان المال ليس الكلمة العليا في تحقيق البطولات والإنجازات بدليل ان ريال مدريد هو الأقل صرفا مقارنة بالأندية التي تفوق عليها وعلى راسها باريس سان جيرمان وليفربول وتشيلسي فكل هذه الأندية صرفها المالي اكثر من ريال مدريد الذي ركز على إستقطابات محدودة وبأسعار زهيدة وركز على لاعبين صغار في السن وباختصار مادايرين نبالغ لفوارق الإمكانات ونقول نحن نريد إدارة في مستوى مدريد او باريس او ميونخ بل نريد الحد الأدنى من النظام .
*دعونا نتوقف مع إدارة بيريز الى ملف كليان مبابي فقد كان واقعيا ووضع سقفا محددا للصفقة ورفض كل المزايدات وتمسك بالسعر الذي وضعه وبنفس الفهم تعامل مع ملف كريستيانو رونالدو عندما أخطره بعرض يوفنتوس الإيطالي وكذلك مع راموس عندما حدد مطالبه للتجديد فهل سألنا أنفسنا لماذا كان هذا البيريز هو الصواب في كل هذه المنعطفات الخطيرة والمصيرية فقط لأن هذا التاجر يمتلك فريق عمل ومستشارين على أعلى مستوى وبعدأن يصله ملخص أصحاب الخبرة يتعامل معه وفق منظوره التجاري من منطلق الربح والخسارة.
*الشواهد كثيرة بس مين يتعلم ومين يتالم ومين يتهندم مين يتفندم ومين يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب ومين يمتلك الشخصية القوية في إتخاذ القرارات المفصلية والمصيرية وكل هذه الأمور تعود الى مدى قوة الشخصية والحنكة التي ينبغي أن يتمتع بها رئيس مجلس الإدارة وكل مافي المسألة أنها تحتاج الى حنكة ودراية وبعد نظر وليس التقاط صور أو إستئجار طيارة أو فشخرة مجتمعية في بيوت الأفراح والأتراح.
*لو كان المال وحده يفوز بالبطولات لما ترك الفريق الباريسي لقبا في الدنيا فهو الفريق الذي تعاقد مع نيمار ومن بعده ميسي وراموس ودوناروما وذي ماريا وايكاردي وغيرهم وأخيرا تم التجديد لامبابي في صفقة تخطت العيار الثقيل ووصلت الى عيار المبالغة.
*المال مهم ولكن لوحده لايدير منظومة واذا توفر الفكر أولا ثم من بعده توفر المال يمكن أن يكتب للمنظومة النجاح .
*مازال (اللت والعجن) متواصلا في عمل مجلس إدارة نادي المريخ.
*مازال التخبط والعشوائية في القرارات والتصريحات وآفة العصر أصبحت التسريبات والتسجيلات تسيطرعلى الأجواء في القلعة الحمراء.
*فكروا في مريخ بكرة احتمال يكون المخرج وزي مابتقول امثالنا الشعبية (الغرقان يتعلق في زبدة) و(المودر يفتح خشم البقرة) وللأسف المريخ الآن غرقان ومودر.
*غايتو مع الإدارة الحالية مش حاتقدر تغمض عينيك.
*كل ساعة فيلم جديد.
* أفلام هندية والعروض تتواصل في الفيس بوك والواتساب.
*الجمهور يتابع عبر المنصات بعد أن أصبح بلا مدرجات.
*زمان عندنا المسطبة الجنوبية وهسه المنصة الواتسابية والصفحة الفيسبوكية.
*لم يبق من الأحمر الوهاج سوى ذكرياته الجميلة وياسلام على أيام القرن وإسحق ابوقرن.
*زمان جمهورنا يهتف سكسك وباكمبا وابوعنجة وصعب صعب يابريمة وبعدهم العجب حبيبي وايداهور والضرب بالدور وعقروب الشقلوب.
*أما الآن المساطب الجنوبية ذاتها مافي خلي يهتفوا بمنو.
*نتمنى ان تتزامن عودة الملعب وجمهور المساطب الجنوبية للقلعة الحمراء مع عودة احمد التش.
*الملعب مصاب ومصابنا جلل والتش برضو كمان مصاب .
*ونواصل في المرة القادمة عن رجل موظف وفقير قدم الكثير للمريخ ومازال يقدم بصمت وفي حدود إمكاناته . عصام هجو esamhajo@gmail.com
ارجو انك تعرض مقالك على مصحح لغوي قبل نشره …
صنع خصيصاً ف السودان ، أمخاخ سودانية سياسية كانت أم رياضية ، حنك بس ، لهذا السبب السودان متدهور ف كل شيء نفتقد القائد الملهم الواعي و المدرك الذي يعمل لمصلحة الوطن و هلم جرا ! ! !