صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

مَهلا و اهلا ايها ألموت (4) 

159

من السبت إلى السبت
كمال حامد
مَهلا و اهلا ايها ألموت (4)
** توقفت الاسبوع الماضي عن كتابة الحلقة الرابعة عن الموت الذي عشعش بيننا و خطف العديد من الاعزاء و المعارف و الشخصيات العامة و كما. وصفته في الحلقة الأولى قبل أكثر من شهر مشبها له كما هو في حالة جرد سنوي و سباق و اجد نفسي هذا الاسبوع مرغما على ألمواصلة لانه هذا الأسبوع بكينا لفقد اعزاء منهم الأصدقاء و الاقارب.
** فقدت على المستوى الشخصي اعز الأصدقاء منهم الأخ العالم الاعلامي الدبلوماسي المعلم الاستاذ الدكتور إبراهيم  دقش و فقدت  رفيق الطفولة الصبا و الشباب الأخ ابراهيم بلنجة و فقدت من رموز الاسرة عمتنا الحاجة مريم القراي ارملة شيخنا العابد الزاهد عمنا البلال الطيب أبوزيد و ساحاول في السطور التالية اكتب مافي النفس عمن فقدناهم.
 ++ بلنجة طبت حيا و ميتا
** ظللت لشهر كامل اكتب َمقالي الاسبوعي بصحيف السوداني تحت عنوان (مهلا و تمهل ايها الموت) و كانت تصلني ردود الفعل و التعليقات و منها ما وصلني من الصديق العزيز ابراهيم دية  رفيق الطفولة و الصبا و الشباب و الجوار الجميل في حي امبكول العريق الجميل بعطبرة  و كان تعليقه (انت خايف من الموت و الا شنو؟) و لهذا أضفت كلمة اهلا للعنوان الذي كان مهلا.
** لكنه ابراهيم محمد الحسن بلنجة و اللقب لوالده الذي اشتهر بعبارة بلنجة و هو العنوان التلغرافي للسكة الحديد حين كان التلغراف سيد علوم الاتصال و كان عمنا محمد الحسن البشير بلنجة أشهر ناظر لمحطة الوطن الكبير عطبرة و كان يجهر بعبارة بلنجة رافعا العلم و الفانوس لضبط حركة القطارات حين كانت محطة عطبرة زاخرة بالقطارات البضاعة و السفرية  القادمة من بورتسودان و وادي حلفا و كريمة لتلتقط أنفاسها و تحمل احتياجات و ثقافة الوطن الكبير للخرطوم و منها إلى نهاية ما يعرف برأس السكة التي  وصلت بابانوسة و نيالا و واو و سنار و الدمازين و ما يعرف بخط الدوران (عطبرة هيا كسلا خشم القربة القضارف العزازة سنار ود مدني الخرطوم عطبرة. )
** أعود لتعليق صديقنا ابراهيم بلنجة الساخر من الموت فهكذا كانت حياته و تذكرت كل هذا الشريط و قد صحوت من النوم على هاتف من ابنتي رشا من الإمارات تبلغني و تعزيني (صاحبك ابراهيم دية مات).و لم تكن تعرف إلا هذا الاسم المحبب ليَ.
** ابراهيم دية مات لا حول و لا قوة إلا بالله انه الفيروس اللعين الذي لا يعرف و لا يفرز لانه لو كان كذلك لما اقترب من إبراهيم الأخوة الصادقة و المواقف النبيلة و السعي بين الناس بالحسنى و المساعدة حتى صار مضرب مثل للمغتربين بالإمارات مع تؤامي روحه الاستاذ عمر صديق و الأخ اسامة عبد الرحيم محجوب   اعزيهما سائلا الله ان يخفف عنهما و عن اخينا عثمان بلنجة و كل اسرتهم هذا المصاب الكبير و هذه المصيبة فقد ورد ذكر الموت في القرآن الكريم بأنه مصيبة و وجهنا بأن نقول و نكرر (انا لله و انا اليه راجعون) حتى تحل بنا الصلوآت و الرحمة و نكون من المهتدين كما في الآية الكريمة.
** فقد ابراهيم فقد أمة و موأقف خالدة و ذكرته في كتابي (نصف قرن بين القلم و المايكرفون) بأنه كان أحد و ابرز قادة ثورة عطبرة منتصف الستينات التي وضعت حدا للتعليم الكنسي و ما يعرف بمدارس كمبوني مع زملائه الثوار جعفر عبد الدايم و الرشيد على بري و عمر السيد محجوب و على هريمي و ونعمات عجلاوي و رفاقهم الذين قادوا الثورة و ساندتهم عطبرة برجالها و جلود الأضاحي و نقاباتها و حاضن المدينة السكة حديد و نجحت الثورة  و إثمرت المدرسة الأهلية و تعرف بمدرسة الجلود و التاريخ حاضر.
** نتبادل طرفة عن اخينا ابراهيم بلنجة و حين أبلغني ابن عمي ألمرحوم العميد بشير العبيد و كان رئيسا مباشرا للعقيد ابراهيم بلنجة في إدارة الشؤون المالية بالقوات المسلحة و صدر القرار للجيش باخلاء ما كان يعرف بعشش فلاتة و هو الحي الكبير جنوب السوق الشعبي و يقال ان كل الجهود فشلت في اخلاء الحي وسرت اشاعات بوجود سحر و كجور و ان عددا من الذين باشروا الاخلاء ما بين ميت و مشلول وقال محدثي لقد اوكل الجيش المهمة لقوة تولى قيادتها حسب  رغبته العقيد ابراهيم محمد الحسن بلنجة و خلال ثلاثة أيام كانت عشش فلاتة أثرا بعد عين و رحل أهلها للحي الجديد الازهري وسعدوا به و اطلقوا عليه (الحكومة دقس. )
** رحمك الله يا ابراهيم دية و اسكنك الجنة بقدرما قدمت وساعدت و نصحت و الهمنا الصبر.
** الدكتور ابراهيم دقش
** الدكتور  دقش علامة فارقة لرجل المجتمع و العلم من الدرجة الأولى و كنت قريبا منه عقب عودتي من الاغتراب مسؤولا عن مكتب صحيفة الشرق الأوسط بالخرطوم و كانت تشاركني المكتب الدكتورة العالمة الاعلامية بخيتة امين و كنت استمتع بزبارات زوجها الدكتور إبراهيم دقش حينما يأتي من مقر عمله في اديس ابابا واحرص على الإفادة من نصائحه و توجيهاته و استمر هذا في زياراتي المتعددة العاصمة الاثيوبية التي انطلق منها لتغطية القرن الافريقي لصحيفتي الشرق الأوسط ثم الحياة و إذاعة لندن.
** لم يكتف الدكتور دقش بتسهيل َمهامي في التغطية الأفريقية من خلال موقعه الرفيع في قمة الجهاز الاعلامي لمنظمة الوحدة الأفريقية و التي تحولت للاتحاد آلافريقي لم يكتف بهذا بل أصر على نقلي من الفندق غير الأمن لداره الآمنة و كانت دار السودانيين الذين جعلوا أيامنا معهم ممتعة و اذكر منهم السادة السر ود البحر و الدكتور نورين و على الصادق و كثيرا ما يكون معهم الصديق الرائد مأمون عوض ابوزيد يرحمه الله.
** بعد تقاعدنا كنت مع دقش في لقاءات شبه يوميةو يكفي انه شاركنا في تأسيس  رابطة خريجي مدرسة عطبرة الثانوية القديمة بخبرة  رابطة خريجي مد سة حنتوب العريقة و لم يكتف بهذا بل شاركنا  رحلة القطار الشهير لعطبرة و حضور الاحتفال بستينية المدرسة وهناك أظهر عن شخصيته كأحد ابناء السكة حديد و مثلنا  ولد في قطاطي المحطات و ترحمنا على  والده ناظر محطة السوكي.
** رحم الله الدكتور دقش بقرما قدم و علم من جليل الاعمال.
** فقدنا الاسبوع الماضي من الرياضيين الشاب عصام يوهانس درة شباب بورتسودان و فقدنا الحكم الدولي انس محمد ابراهيم والنجم العراقي احمد راضي و من أهلنا بديم القراي يظل فقد عمتنا الحاجة مريم القراي نسأل الله الصبر لابنائها احمد و ياسر و عاصم و مبارك البلال الطيب و اختهم و كل الاسرة
** و قبل أن نغلق ملف الموت الذي هو الحقيقة الكبرى  وصلني نعي الاستاذ الدكتور حسين جمعان و كان أحد اساتذتنا لمادة فن التذوق في قسم المسرح بَمعهد الموسيقى و المسرح حين كنت احد طلابه منتصف ااسبعينات  ربنا يرحمه و يرحم امواتنا و يرحمنا اذا صرنا الي ما صاروا اليه.
*** *،نقطة نقطة****
** طالعت مقالا جميلا لكاتب اسمه كمال حامد و اشهد الله انه ليس لي مع احترامي لكاتبه و إعجابي بأسلوبه وذيلت المقال بتوضيح و تصحيح للاسم مع تاكيدي بانني قررت الاعتزال و خاصة الكتابة في الرياضة و السياسة بناء على نصيحة الأطباء حفاظا على ما تبقى من صحة و ايام ما بعد السبعين الا من هذه السبتيات  و الحمد لله.
** ليتني كنت في البلد لاشارك في افتتاح استوديو على شمو الخاص بإعادة بث المواد القديمة و كنا في احد اجتماعات التلفزيون قد اقترحنا إطلاق قناة السودان زمان واذكر ان التلفزيون حين نجح مؤخرا في إعادة حفظ المواد القديمة ان كلفوني بتقديم حلقة عما توفر من مواد و قدمت الحلقة العام الماضي بمشاركة الدكتور كمال شداد و خلالها نقلنا جزءا من إحدى مباريأت الهونفيد المجري الذي ضم عمالقة الكرة بوشكاش و ديستيفانو و بروشتش لعبوا بدار الرياضة بأمدرمان في الزمن الجميل الذي كانت تزور بلادنا أعظم الفرق من أوروبا و البرازيل.
** كنت َمفتونا بلقاء برلين لدعم بلادنا وموملا كغيري بنتائج باهرة كما ظننت و لكن ما قراته من مقالات لعلماء منهم الخبير الاقتصادي العالمي الدكتور التيجاني الطيب و غيره جعلني اسعد بخطوة التقارب مع المجتمع الدولي بعد غيبة و العافية درجات.
** أؤيد ما جاء في بيان حزب الامة و المؤتمر الوطني بعدم المشاركة في تظاهرة الثلاثين من يونيو خاصة بعد أن ظهرت حالات اعتداء و اغتيال و هذا ما كان العقلاء يحذرون منه و نسأل الله اللطف.
** اتصلت بي مشكورة الصحفية الرياضية النشطة  رفيدة محمد احمد  تستفسر عما تردد حول اختفاء اي توثيق لبطولة كأس الأمم آلافريقية عام ١٩٧٠م التي فزنا بها  و ما يتردد حول ضياع الأشرطة او مسحها فالحقيقة ان هذه البطولة لم تسجل لعدم ظهور الفيديو و إنما التقطت لها بعض الدقائق سينمائيا من وحدة افلام السودان و لكن السينما المصرية تحتفظ بالكثير و رفضوا مدنا بشي رغم كل الجهود و الوساطات.
** كلما اسمع بوجود تسوية َمع ضحايا هجمات المدمرة كول و السفارتين الأمريكيتين في نيروبي و دار السلام امسك راسي خوفا على دولاراتنا القليلة التي قد يطاها الفيل دون وجه حق و حسبنا الله.
** في مسألة سد النهضة و حرص مصر على ضمنا إلى جانبها اسأل بكل براءة أليست فرصة مناسبة لنسال عن حلايب التي ضمتها مصر رسميا و حين سألت إحدى القنوآت وزير الخارجية الإثيوبي  واغيدو عن الخلاف حول الحدود أجاب بأنها مسألة بسيطة تحدث مع المزارعين منذ مئات السنين و سنصل فيها لحل لأننا  لم نضم اراضي سودانية لاثيوبيا كما فعلت مصر في حلايب علقت ( و الله الحبشي خطير).

 

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد