مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
نعم..انا خائن..
ولي كل الشرف ان أكون خائنا في ظل
اختلاف الموازين واختلال المعايير ،حيث تتغير المعاني وتختلف الاحكام في هذا الزمان المعوج ، فيصبح من يخاف علي وطنه واهله وأبنائه خائنا للوطن ، ومن يحرض علي المزيد من القتل والتشريد لابناء شعبه بطل مناضل .
منذ تسعة أشهر ونحن نقول لا للحرب وهم يقولون ( بل بس ) بدون أي منطق او سند ، فمن يرفض السلام يفترض فيه انه يمتلك مقومات الحرب ، ولكن ، لا هم انتصروا ولا هم رضخوا لصوت العقل وجنحوا للسلم .
القارئ الكريم يفهم بالضرورة ان الضمير ( هم ) في الفقرة أعلاه لا يشير للشرفاء من قوات الشعب المسلحة ، بل لمن انتزعوا منهم القرار ورهنوا إرادة الجيش لمصالحهم الخاصة في عكس اتجاه مصالح البلاد .
الواهمون فقط هم يعتقدون ان موافقة الدعم السريع علي الدخول في المفاوضات هو ضعف ومحاولة للنجاه ، فالناظر للأحوال بعين الواقع يدرك من الوهلة الاولي ان الخصم يسيطر علي الخرطوم بالكامل ، وعلي معظم ارجاء ولايات دارفور الكبري ، وولاية الجزيرة . والواهمون ايضا هم من يصورون السلام علي انه استسلام في جهل مفرط ومجافاة للواقع .
المجرمون هم الذين خانوا هذا الشعب من قبل وافقروه بالاستيلاء علي كل مقدرات الدولة والاستئثار بها لانفسهم ، ثم قرروا الانتقام منه لما ثار عليهم واقتلعهم من السلطة .
المنافقون هم من يقلبوا الامور ويرفعون التقارير غير الصحيحة التي تؤدي الي استمرار الحرب لاغراض في نفوسهم . وليتهم اذ فعلوا هذا ثبتوا وقادوا المعارك من داخل الميادين ، ولكنهم فرٌوا بانفسهم وابنائهم ومدخراتهم الي خارج البلاد ودفعوا بأبناء البسطاء الي ميادين القتال .
سنستمر في خيانتنا للوطن متي ماكانت الخيانة تعني الدعوة الي السلام دون ضعف ، والدعوة الي القيادة الرشيدة دون فساد ، والي الاستقرار دون تشريد لابناء السودان ، والي التعمير دون التدمير الذي يمارسه الطرفان ، وما أجملها من خيانة بهذه المعاني .
أنت أكبر خائن للوطن لعنت الله عليكم جميعا يا خونه .