صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

نَزعَـل آهـ.. نَغضَـب لأ

115

صَـابِنَّهَـا
محمد عبد الماجد

نَزعَـل آهـ.. نَغضَـب لأ

في مباريات كرة القدم قد تصل لمرحلة لا تكون أنت الأجدر للوصول إليها، وقد تخرج من مرحلة تكون أنت الأحق بالصعود منها.
هذا الأمر لا يحدث علينا فقط، بل يحدث في جميع المنافسات وعلى كافة المشاركين.
السودان لم يكن هو الأفضل للوصول لهذه المرحلة في بطولة الشان، كانت هنالك منتخبات أحق منّا بالوصول إلى هذه المرحلة المتقدمة التي وصل إليها السودان، على الأقل من ناحية الظروف المُحيطة بتلك المنتخبات والجاهزية التي تمتلكها، في ظل الظروف التي يعاني منها السودان وضعف جاهزيته بالصورة التي تجعله من بين الأربعة الكبار في بطولة الأمم الأفريقية للمحليين.
نحن لسنا الأفضل ـ هذه حقيقة يجب أن لا نغفلها، كنا نعاني في بعض الجوانب وهي معاناة فرضتها علينا الظروف.
وضح أنّ السودان يشارك في بطولة بدون بدائل، ويفتقد كذلك النجاعة الهجومية، أو دعونا نقول إنّ المنتخب السوداني كان يفتقد للمهاجم السوبر.
علينا أن لا نغضب أو نعترض بعد خسارتنا أمام المنتخب المدغشقري، رغم أنه يلعب أمامنا بعشرة لاعبين لمدة 45 دقيقة كاملة وكنا الأفضل والأحق بالفوز، وذلك لسبب بسيط وهو أنّنا سبق لنا أن حققنا الفوز على منتخبات كانت أفضل منّا.
هذا هو منطق كرة القدم، قد تمنحك حيناً نصراً لا تستحقه، وقد تحرمك حيناً آخر من انتصار أنت أحق به، لكن في النهاية هي تنصف من يبذل العطاء والجهد ويتعامل مع معطياتها بذكاء وحكمة.
علينا أن نبني على ما وصلنا إليه ـ لقد اعتدنا في كرة القدم أن نهدم ما بنيناه، لنبدأ من جديد أو نبدأ من الصفر، في كل منافسة نشارك فيها، ما تحقق في بطولة الشان أبنوا عليه، هو إنجازٌ يعتبر لمنتخب السودان، فقد قدم المنتخب السوداني في هذه البطولة أكثر مما كنا نتوقع، الأكيد أننا نستحق، ولكن هل كنا الأفضل؟ هل كنا نستطيع؟
الإجابة بالتأكيد لا.. علينا أن لا نخدع أنفسنا، كنا نتمنى أن نواصل في البطولة، ولكن أمنياتنا كانت مبنية على أن تساعدنا الظروف على التقدم، ونحن ندرك أن مشكلتنا الحقيقية هي الظروف التي نمر بها.
كنا نحلم أن يكون (التوفيق) حليفنا، ويلعب معنا (الحظ)، فقد كنا في حاجة إلى درهم حظ.. ونحن نعلم أن الحظ دائماً يلعب ضدنا.
سيناريوهات المباراة قد تكون ظالمة لنا، فقد كان المنتخب السوداني أحق بالفوز، وكان أمامه فرصة ذهبية للوصول إلى النهائي والفوز بهذه البطولة، في ظروف كان فوز السودان بالبطولة يعني لنا كثيراً، ويُعوِّضنا عن كثير من الجراحات، وقد كنا في حاجة للفرح، في حاجة أن نكتب في هذا الوقت العصيب إنّ السودان بطلٌ.
كنا نحلم، ومنتخبنا أشعرنا أن أحلامنا ممكنة، وأن الكورة ماشة معانا.
كانت أمامنا فرصة ذهبية لكتابة تاريخ يجعلنا نرد الدَّيْن لهذا الوطن ولشعبه الذي لم يتخل عن عشقه لكرة القدم، حتى وسط الموت والقتل والخراب والدمار الذي يتعرض له السودان ويتعرض له شعبه.
كنا نستحق أن نفرح، فقد أصبحنا نبحث عن أفراحنا في كرة القدم.
الانتصار على مدغشقر كان يعني لنا كثيراً، وكانت الفرصة مهيأة لذلك، لكن في النهاية الأمنيات لا تتحقق بهذه الحسبة، هنالك تراكمات وسلسلة تقود إلى ذلك.
ليست هنالك بطولة تتحقق من الصفر.. نحن نملك التاريخ، لكن في كل بطولة نشارك فيها نبدأ من الصفر ـ وهذه هي مشكلتنا الحقيقية.
البطولات لا تتحقق بالخبط العشوائي، في النهاية كرة القدم تمتثل لمنطق التخطيط وتستسلم للأقوى والأجدر.
شارك السودان في بطولة الشان في ظروف صعبة، وبعد انتهاء مرحلة دوري النخبة، الذي أفاد المنتخب وأضر به في نفس الوقت.
أفاد المنتخب في أنه جهز عناصر كانت تلعب في الهلال كعناصر بديلة، وشاركت مع الهلال كعناصر أساسية في مرحلة النخبة، ولعبت مع المنتخب في بطولة الشان كعناصر أساسية، بعد الجاهزية التي اكتسبتها في النخبة، مثل مازن سيمبو وياسر جوباك وكبه والطيب عبد الرازق، إلى جانب تجهيز مرحلة النخبة لعناصر أخرى مثل أبوجا في الزمالة أم روابة، ومازن فضل في حي الوادي، إضافةً لعناصر من المريخ، لكن في نفس الوقت مرحلة النخبة حرمتنا من المهاجم محمد عبد الرحمن وهو كان سوف يفرق كثيراً لو شارك مع المنتخب في بطولة الشان، إلى جانب إصابة رمضان عجب في مرحلة النخبة، وحرمان المنتخب من خبراته ومشاركته في الشان، ليضر ذلك بالمنتخب كثيراً.
لكن في النهاية تبقى مرحلة النخبة، إيجابياتها بالنسبة للمنتخب أكثر من سلبياتها.
نحن دائماً نحكم بالمباراة الأخيرة، التي أشعرتنا أنه كان يمكن أفضل مما كان، وهذه حقيقة، لكن إذا نظرنا إلى مجمل البطولة سوف نجد أنه ليس هنالك أفضل مما تَحَقّـقَ.
لا تحكموا على المنتخب السوداني بالمباراة الأخيرة التي خسرها أمام مدغشقر، انظروا للمنتخب السوداني بجملة مبارياته في البطولة وبظروفه التي يمر بها والمعاناة التي يعيشها.
انظروا إلى ما تحقق من خلال الخلفية التي جاء منها المنتخب السوداني ـ لقد قدم لاعبو المنتخب في هذه البطولة أكثر مما كنا نتوقعه منهم ـ قدموا أقصى ما عندهم، ولم يبخلوا بشئ، حتى الذين أخفقوا منهم.
من بين سلبيات المنتخب السوداني التي كانت سبباً في خروجه هو أن المنتخب لم يكن يملك بدائل جاهزة، فكل العناصر التي شاركت كبدائل للمنتخب لم تضف له، بل لم تحافظ على ما وجدته، باستثناء محمد الرشيد وإرنق.
مبارك عبد الله وعوض زايد ومصعب مكين كانوا سبباً في تراجع الفريق بعد خروج محمد أسد ومازن فضل ومازن سيمبو الذي أضرّ خروجه كثيراً بالمنتخب، علماً أن كل هذه العناصر شاركت في المباراة بعد طرد أفضل لاعبي المنتخب المدغشقري، مع ذلك لم تستفد من ذلك النقص، ولم تحدث إضافة للمنتخب السوداني مكتمل العدد.
لا أدري لماذا ابتعد كبه عن المشاركة مع الفريق بعد أن أثبت وجوده.
عليه، تبقى أزمة المنتخب أزمة بدائل.
من الأخطاء التي وقع فيها كواسي أبياه هو فتح أطراف المنتخب الدفاعية، بعد خروج مازن فضل الذي كان يقوم بدور دفاعي كبير ويرتد بصورة مثالية، إلى جانب تحريكه لموسى كانتي ليلعب للذي كان هو الآخر يقوم بدور دفاعي عندما كان يلعب في الطرف، ليحركه كواسي ليلعب في قلب الهجوم بعد خروج محمد أسد الذي كان يقوم بالضغط على دفاع المنتخب المدغشقري وكان هو حائط الصد الدفاعي الأول للمنتخب، وإن كان أسد أهمل دوره الهجومي، إلا أن ما كان يقوم به كان ينتفع به المنتخب وكان هذا ما يحتاجه.
كذلك لم يكن كواسي موفّقاً عندما قدم ياسر جوباك ليلعب طرفاً هجومياً، وجعل عوض زايد يلعب في خانته بالطرف الدفاعي، ومثلما غاب جوباك عن مساندة الدفاع كما كان يفعل مازن فضل، غاب كانتي كذلك دفاعياً بعد أن تحول لقلب الهجوم ولم يقم بما كان يقوم به محمد تيه أسد، إلى جانب غياب مبارك عبد الله تماماً من المساندة الدفاعية، كما كان يفعل كانتي عندما كان يرتد كما يرتد مازن فضل.
لذلك ظهر مصعب مكين وعوض زايد بهذا الضعف، لأنهما فقدا الساتر الدفاعي الذي كان يمثل حائط الصد الأول لمرمى المنتخب وكان يتمثل في مازن فضل وكانتي وأسد.
خروج مازن فضل كشف دفاع المنتخب خاصة بعد خروج مازن سيمبو، أفضل لاعبي المنتخب، إلى جانب الطيب عبد الرازق، ليشارك مصعب مكين وعوض زايد دون أن يكون هنالك تفاهم أو تجانس مع الطيب عبد الرازق الذي فقد لغة التواصل بعد التبديلات التي قام بها كواسي أبياه.
نحن أشدنا بكواسي أبياه كثيراً ومازلنا نشيد به، ولكنه في تلك المباراة وقع في أخطاء، خاصة في التبديلات، وقد يكون دفعه لذلك النقص العددي للمنتخب المدغشقري، وقد تكون الإصابات، كل ذلك كان سبباً في أن يفرغ كواسي أبياه أو كواسي أهواه، المنتخب السوداني من تركيبته الدفاعية.
مشاركة مبارك عبد الله وعوض زايد ومصعب مكين لم تكن مُوفّقة، وإن أُجبر كواسي أبياه على ذلك.
وهنا نقول إنّ المدرب مهما كان جيداً، يمكن أن يقع في أخطاء، وليس هنالك مدرب يسلم من ذلك، لكن أحياناً نحن عندما نستهدف مدرباً لا ننظر إلا للأخطاء التي يقع فيها.
عموماً، المنتخب استفاد كثيراًِ من هذه البطولة، وحقّق إنجازاً، علينا أن نفخر به ونبني عليه، وأعتقد أن فرصة السودان في تصفيات كأس العالم وفي بطولة الكان سوف تكون كبيرة في وجود كرشوم وأبوعاقلة والغربال ورمضان عجب ومازن محمدين ومحمد المصطفى والجزولي نوح وجون مانو.
هذه العناصر لو كانت متاحة للمنتخب، فإن المنتخب السوداني على موعد مع إنجازات أكبر وأفضل.
كسب السودان من بطولة الشان أبوجا ومازن سيمبو وياسر جوباك وطبنجة ومازن فضل وكانتي وأسد، وهي أسماء يمكن أن يبنى عليها.
المنتخب السوداني بالشكل الذي ظهر به في بطولة الشان، ومع الأسماء التي يمكن أن تلتحق بالمنتخب في الفترة القادمة تجعلنا كل هذه الأمور نقول إنّ فرصة السودان في التأهل لنهائيات كأس العالم قائمة وكبيرة.
هنالك أسماءٌ يمكن أن تضيف كثيراً للمنتخب، كرشوم والجزولي نوح وأبوعاقلة ومازن محمد وجون مانو مع عودة الغربال الذي نتمنى أن يكون جاهزاً لمباراة السنغال.
وأعتقد أنّ بعض هذه الأسماء لو لم تكن جاهزة لمباراة السنغال سوف تكون جاهزة لبطولة الكان.
مباراة المنتخب أمام السنغال في تصفيات كأس العالم تبقى لها أسبوع، نتمنى أن يجمع كواسي أبياه أوراقه من جديد، وأن يستدعي بعض الأسماء التي سوف تحدث إضافةً كبيرة للمنتخب، إلى جانب الأسماء التي تألقت في الشان مثل سيمبو وجوباك والطيب عبد الرازق ومازن فضل وكانتي وطبنجة وأبوجا.
ولا خلاف على روفا وصلاح عادل، اللذين يعتبران من أفضل نجوم المنتخب في البطولة.

متاريس
الهلال يبدأ اليوم أولى تجاربه الإعدادية أمام شاموخا التنزاني.
وخير وبركة إن شاء الله.
أحمد عبد الرحيم راموس مدافع جديد قادم من الشباب، ينتظره المستقبل وهو على موعد مع النجاح إن شاء الله.
مازلنا ننتظر فرحة الإعلان عن انضمام محمد المصطفى للهلال.
عندنا فرحة قادمة إن شاء الله.
ومازلنا نسأل عن خبر أحمد عصمت كنن.
بكرة قرعة سيكافا ـ والهلال سوف يفقد عدداً كبيراً من محترفيه بسبب استدعاء منتخبات بلادهم لهم.
وفي كل الأحوال لن نقبل بأقل من الفوز ببطولة سيكافا.
ريجيكامب عليه أن يفهم أن المشاركة في سيكافا من أجل الإعداد والفوز بها.
الفوز بالبطولة سوف يكون أفضل إعداد للهلال قبل انطلاق مباريات دوري أبطال أفريقيا.
وجود كوليبالي وإيمي مهمٌ قبل مواجهة الجاموس، عناصر الهلال الجديدة في حاجة لبعض الوقت لاكتساب عنصر التجانس والتفاهم.
لذلك وجود كوليبالي وإيمي مهمٌ.
والهلال في حاجة لكوليبالي وإيمي في بطولة سيكافا.
يفترض أن يُعجِّل الهلال بالحل.
لا تستهينوا بالجاموس فقد يكون أسداً.
الهلال في حاجة لكوليبالي وإيمي تحديداً أمام الجاموس.
مباراة الإياب تبقى لها شهر، على الأقل كوليبالي وإيمي يمكن أن يلحقا بمباراة الإياب أمام الجاموس في (أمان).
لازم الهلال يكون في (أمان).
إذا كان مافي مهاجم سوبر، لماذا لا يتواجد كوليبالي وإيمي؟
تصريحات الأمين العام للهلال الدكتور حسن علي عيسى مبشرة، وتؤكد أن الحل اقترب.

ترس أخير: الهِـلال دَا وقـت يلعـب ولـو وديّة برد الــرُّوح.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد