صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

هاردلك للهلال ومبروك للمريخ!!

3٬363

صَابِنّهَا
محمد عبد الماجد

هاردلك للهلال ومبروك للمريخ!!

نتيجة مباراة القمة الأخيرة، ورغم أنها انتهت بفوز الهلال بهدفين دون ردٍّ، إلّا أنّنا مع ظروف المباراة وسيناريوهاتها، ومع الاستقرار الذي يعيش فيه الهلال والقوقعة التي فيها المريخ، (القوقعة دي جديدة)!! توقّع كثيرون أن تكون النتيجة كبيرة وعريضة لصالح الهلال، لهذا نقول للهلال هاردلك مع الانتصار، ونقول للمريخ مبروك مع الخسارة، لأنه خسر فقط 0 / 2 وهذا مكسبٌ للمريخ!! وكان يمكن أن يخسر المريخ بنتيجة قياسية، خاصةً وأنّ المريخ كان يلعب ناقصاً منذ الدقيقة 35 من عمر المباراة.
الفرصة كانت مواتية للهلال لتحقيق أكبر انتصار على المريخ، ولكنه اكتفى بالهدفين لأنه لعب بعد أن سجّل الهدف الثاني بشئ من التراخي الذي وصل أحياناً لدرجة من الاستهتار والتعالي وكان يمكن للمريخ أن يعدل النتيجة لولا النقص.
اللاعب السوداني عندما يصل للهدف الأول يكتفي بذلك القدر ولا يطمع في المباراة ولا يستغل الفرصة بشكل جيد.. والهدف الثاني يعني أنّ المباراة خلصت وماتت وأصبحت فاصلاً من الرتابة والملل.
هذه هي النقطة السلبية الوحيدة في المباراة بالنسبة للهلال، الذي كان خارج نطاق الخدمة بعد الهدف الثاني، وهي نقطة يجب أن يتداركها الهلال في المستقبل والمباريات القادمة، مع التأكيد أنّ التغييرات تسبّبت في تراجع أداء الهلال بعض الشئ.. وقد كان التراجع كما أشرنا بسبب النتيجة والإحساس بانتهاء المباراة، وهذا عاملٌ نفسيٌّ مُؤثرٌ.
مع ذلك مهمٌ جداً، أن نقول إنّ ظروف الهلال لم تكن مثالية بشكل كبير كما حاول أن يصوِّر ذلك المريخاب، علماً بأن المريخاب أنفسهم قبل المباراة كانوا يراهنون على أن مباريات القمة يكسبها دائماً الفريق الذي يكون أقل جاهزيةً وأضعف استعداداً، وكانوا يقولون إن مباراة القمة لا تكسب بالنجومية ولا بالموهبة، ولا بالاستقرار، لذلك كان رهانهم على المريخ، وهذا اعترافٌ منهم بجاهزية الهلال وقوته. لقد كان المريخ في مباراة القمة الأخيرة، يراهن على ضعفه وتفككه.. وكان يعمل لإثارة الفوضى والعنف في المباراة كما اعتاد المريخ على ذلك في مباريات القمة التي تكون جاهزيته فيها أقل من جاهزية الهلال، لكن المريخ تفاجأ بحكم حاسم وصاحب شخصية قوية.. فرض شخصيته وحسم تفلتات لاعبي المريخ وعاقبهم على ذلك، وقد تسبّبت الكروت الملونة المستحقة للاعبي المريخ في تحجيمهم وإيقاف عنفهم، وساعد على ذلك أيضاً وجود تقنية الفيديو في المباراة، وعرف الهلال كيف يستفيد من هذه الظروف.
بعد المباراة، نسي المريخاب كلامهم هذا وعادوا يتحدّثون عن جاهزية الهلال وعن 12 محترفاً يلعبون في الهلال، رغم أن لائحة الدوري الموريتاني تمنع إشراك أكثر من 5 محترفين أجانب في وقت واحد من عمر المباراة، وهي نفس اللائحة التي يلعب بها المريخ، ومعاناة الهلال في ذلك أكبر لأنّه حُرم من ما يقرب من ثلث قوامه.. عكس المريخ الذي استفاد من اللائحة دون أن يتضرر منها، إذ تبعد لائحة الاتحاد الموريتاني 7 محترفين من الهلال وتحرمه من الاستفادة منهم بشكل جماعي وفي وقت واحد.. بينما العناصر الأجنبية التي لم يستفد منها المريخ بسبب محدوديتها في كشوفات المريخ، وقبل ذلك بسبب ضعف مردودها الفني.
ضعف مردودها الفني دي جديدة.
أعود وأقول إنّ جاهزية الهلال للمباراة لم تكن بالصورة المثلى، لأن الهلال كان يشارك منه 13 لاعباً مع منتخبات بلادهم المختلفة، انضموا للهلال قبل المباراة بـ48 ساعة، وبعضهم انضم للهلال قبل 24 ساعة من المباراة أمثال ياسر عوض كوجاك وأحمد عصمت كنن، الذي شارك في المباراة.
هذه العودة المتأخرة والانضمام للفريق قبل 48 ساعة أو 24 ساعة من المباراة تسبّبت في إرهاق لاعبي الهلال وفي إحداث ربكة في استعداد الهلال، لأن غياب 13 لاعباً من أي فريق يحدث شللاً تاماً للفريق، ويربك الجهاز الفني الذي يستعد لمباراة مهمّة ومصيرية.
لاحظ أن الهلال تضرّر من مشاركة عناصره الوطنية مع المنتخبات، في وجود 12 محترفاً أجنبياً في الهلال لا يشارك منهم في أرضية الملعب أكثر من 5 محترفين فقط.
من الهلال انضم 8 لاعبين وطنيين للمنتخب الأول، بينما انضم 3 محترفين أجانب لمنتخبات بلادهم وهم: خادم وفوفونا لمنتخب موريتانيا وجان كلود لرواندا، في الوقت الذي انضم فيه ياسر عوض وأحمد كنن لمنتخب الشباب، وكل هذه العناصر أساسية في الهلال.
المريخ قد يكون عانى من نفس الأمر، لكن بنسبة أقل، لأنّ المريخ انضم منه 7 لاعبين فقط مع المنتخب الأول ومنتخب الشباب دون مشاركة أي محترف أجنبي من المريخ مع منتخب بلاده.
من العوامل المؤثرة أيضاً في نتيجة المباراة والتي تضرّر منها الهلال، هي أرضية الملعب.. الهلال لا يحسن الأداء في النجيل الصناعي وإن كان يحاول كسر هذه القاعدة بالمشاركة في الدوري الموريتاني.
أجزم أن نتيجة مباراة القمة كانت سوف تكون كبيرة، وكان يمكن للهلال أن يُحقِّق انتصاراً تاريخياً وقياسياً لو أنّ المباراة كانت تُلعب على أرضية نجيل طبيعي.. كنتم سوف تشاهدون هلالاً مُختلفاً لو أنّ أرضية الملعب كانت جيدة، فقد خصمت أرضية الملعب من الهلال كثيراً.
مع هذا أؤكد أنّ الخلل في الهلال وليس في أرضية الملعب، لا أحب البحث عن أعذار، مطلوبٌ من الهلال أن يحسن وينتصر ويجوِّد الأداء في كل الظروف ومع كل الأحوال، إن لم ينجح الهلال في ذلك فلن يُحقق بطولة خارجية.
أتحدّث هنا عن الظروف المثالية، وأقول إنّ الهلال لم يكن في أفضل حالاته كما ُيردِّد المريخاب، وكما يتعذّرون فيما بينهم.
دخل الهلال مباراة القمة وهو يفقد أهم ثلاثة عناصر في تشكيلته في الفترة الأخيرة، حيث فقدَ الهلال روفا وخادم بعاملي الإصابة، وفقدَ أبو عاقلة عبد الله أهم لاعب وسط في السودان في هذه الفترة.
بعامل الإصابة، فقدَ الهلال صلاح عادل وفوفونا الحارس وفوفونا لاعب الوسط الموريتاني ، وكان اللاعب إيمي قد عاد من إصابة طويلة.
هذه العوامل كانت سبباً في أن لا يحقق الهلال نتيجة كبيرة في مباراة القمة.
لا شك أنّ الاستقرار الفني والإداري في الهلال يفوق الاستقرار الفني والإداري في المريخ بقرن ضوئي، غير هذا فإنّ المريخ فقدَ في الفترة الأخيرة عناصر مُؤثِّرة في تشكيلته بأسبابٍ مختلفةٍ، وهذا الأمر هزيمة للمريخ وأمرٌ يُحسب على المريخ وليس له، لذلك ليس من المنطق والمقبول أن يتعلّل إعلام المريخ وجمهوره بهذا العذر، لأنّ المريخ فقدَ تلك العناصر بإرادته وباختياره ولم يفقد عناصره نتيجة أسباب وعوامل خارجية.
الإصابات والإرهاق بسبب المشاركة مع المنتخبات أو مع النادي تعتبر عوامل خارجية لا يملك النادي قدرة للسيطرة عليها، لكن إبعاد لاعب أو عدم القدرة على المحافظة عليه، أمرٌ يُسأل عنه مجلس المريخ.. وقبل الهلال، فقد هزم المريخ مجلسه وجهازه الفني.
هنالك سواقة بالخلا أخرى وهي ما ظل يُردِّده المريخاب عن أنّ المريخ في مرحلة بناء ـ مرحلة بناء في وجود المعلمين أمير كمال ورمضان عجب والسماني الصاوي – (ما قلنا حاجة) خشمنا عندنا وعناصر الخبرة مهمة في عملية البناء، بس غير مقبول الحديث عن عناصر صغيرة وموهوبة في المريخ يستوجب الصبر عليها إلى أن تصل مرحلة أمير كمال.
قد تكون هناك عناصر شابة موهوبة في المريخ، ولكن بأية حال من الأحوال ليس مثل عناصر الهلال الشابة والموهوبة.. نصف محترفي الهلال الأجانب عناصر صغيرة وأعمارهم تحت 23 سنة.
إنتوا عارفين جان كلود عُمره كم؟
أسألوا طبنجة.
أما عن العناصر الوطنية، فحدِّث ولا حرج، ففي الهلال الاَن عناصر وطنية شابة مثل الحارس مدني ومازن سيمبو ومروان رجب وياسر عوض وأحمد عصمت كنن وفخري سليمان والعثيمين شمس الدين، وكل هذه العناصر موجودة مع الهلال في موريتانيا وسوف يكون دورها في الأيام المقبلة كبيراً وهي مواهب ممتازة ويُنتظر منها الكثير.
ومن مواهب الهلال المهاجرة والمنتظرة سليمان عز الله وأمجد قلق وأنس وطلال عادل والمنذر وأحمد يحيى وغيرهم من الطيور المهاجرة والعناصر التي تلعب لفريق شباب الهلال.
لهذا، الحديث عن مواهب المريخ وصغر أعمارهم يخفي عن الناس مواهب الهلال التي يغفل عمرها وتتعامل على أنها عناصر كبيرة وأصحاب خبرة.
الهلال أيضاً في مرحلة بناء، على الهلالاب أن لا يجهلوا ذلك، وعلينا أن ندرك ونعلم أنّ الأندية الكبيرة والعظيمة دائماً بتكون في مرحلة بناء. بل إنّ البطولات تتحقّق عن طريق البناء والمواهب الصغيرة في السن.
مشروع البناء لا يعني تجاهل البطولات ولا هو أمرٌ تُعلِّل به الخسائر والهزائم.
أي مشروع بناء لا يقوم على الانتصار الآني وتحقيق البطولات الحالية، يبقى مشروعاً فاشلاً ولا يُنتظر منه شئٌ.
لا يمكن أن تخلق فريق بطولات من الهزائم والأنقاض والتجارب الفاشلة.
علمياً، التجربة الفاشلة تؤدي إلى النجاح، ولكن في النهاية هي تجربة لا تبنى عليها.. والتجربة الفاشلة هي تجربة يتم استبعادها وكذلك المشاريع التي تبرر الخسارة والهزيمة.
الأندية والمنتخبات الأوروبية الآن تُحقِّق البطولات بفضل مشاركة بعض المواهب الصغيرة مع عناصر الخبرة، يحدث ذلك في برشلونة وريال مدريد وارسنال وسيتي، ويحدث في منتخبات بحجم أسبانيا وفرنسا وإنجلترا.
أي فريق أو منتخب لا يجدد لن يتقدم.. المواهب الصغيرة في السن أضحت هي القاسم المشترك في تحقيق البطولات، وهي قوام أي فريق يحقق بطولة.
عناصر الخبرة وحدها غير قادرة على تحقيق البطولات إن لم تُدعم بمواهب صغيرة في السن.
لهذا نقول إنّ نظرية الهلال التي يمضي بها في الفترة الأخيرة، نظرية سليمة وسوف يُؤتى أُكلها قريباً إن شاء الله.
طبعاً ناس المريخ اعتادوا السير على خطوات الهلال، حتى أطلقت عليهم الصحافة اليوغندية لقب (الضل).. والمريخ الآن خجلان أو يشعر بالحرج ولا يريدون أن يقولوا إنّ المريخ عنده (مشروع) زي مشروع الهلال.
خجلانين من الاعتراف بذلك.
الاختلاف بين مشروعي الهلال والمريخ، إن الهلال لم يستغن عن عناصر الخبرة عشوائياً، فهم عنصرٌ مهمٌ في بناء الفريق وتحقيق البطولات، بينما نجدهم في مشروع المريخ استغنوا عن جل عناصر الخبرة والعناصر الأساسية، قبل أن يستقدموا البدلاء الجيدين والمواهب الحقيقيّة.
إنتوا فاكرين الحكاية لعب.
ناس النمير ديل عاوزين ليهم كورسَات مكثفة من العليقي.
قبل ذلك، أحدث صلاح إدريس ثورة وطفرة رياضية كبيرة في الهلال والأهلي شندي والسودان عامة، وسار على نهجه جمال الوالي في المريخ.
المريخ الآن لا يوجد فيه جمال والي آخر ليسير على نهج العليقي.
النمير يسير على نهج حازم مصطفى، وهو النهج الذي يعنى بالرد على تعليقات مواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة حراكها.
النمير أثبت أنه مازال “نمير” والمريخ يحتاج لنمر عديل وليس نمير.
يلا قوموا اتحركوا.. إلا بقولوا ليكم الكلام كدا عديل في وشكم.
العندو مشوار يتخارج.

متاريس
طبنجة محتاج فترة نقاهة.
مصعب مكين يحتاج لمرحلة تأهيل جديدة.
جان كلود منح 5 لاعبين في المريخ راحة إجبارية.
في ظل الضغوط ومشاركات لاعبي الهلال مع المنتخب الوطني، يفترض أن يعتمد الهلال في الدوري الموريتاني على عناصره الشابة مثل مدني وسيمبو ومروان رجب وياسر كوجاك وكنن والعثيمين وفخري، وأظن أن هذا هو ما يخطط له الجهاز الفني للهلال.
كنت أتمنى استمرار سليمان عز الله وعدم إعارته لحاجة الهلال إليه.
كذلك أتمنى في القريب العاجل عودة أمجد قلق.
ولا ننسى مواهب الهلال دبل ميسي عثمان وأباذر.
لا خوف على الهلال.
الهلال مليان مواهب.
انتوا تعالوا هنا لعيبة المريخ مالهم بتوقعوا كدا؟
الجن بتداوى كعبة الإندراوة.

ترس أخير: وجع الضرس عندو علاقة بهدف كوليبالي الثاني والّلا الموضوع عادي..؟!

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد