صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

هزيمة المؤتمر الوطني مدخل لانتصار الثورة وبناء الدولة ..

213

مذاق الحروف

عماد الدين عمر الحسن

هزيمة المؤتمر الوطني مدخل لانتصار الثورة وبناء الدولة ..

 

تحت العنوان اعلاه كتب الاستاذ طه عثمان اسحاق القيادي بالحرية والتغيير مقالا مطولا عدد فيه الطرق والاساليب التي انتهجها مجرمو المؤتمر الوطني في سبيل العودة الي الحكم ابتداءا من مساهمته في جريمة فض الاعتصام ، ثم مجهوداته في بذر الفتنة في الشرق وفي اقليم دارفور ، وصولا الي دورهم في الحرب القائمة الان ، وقال ان الهدف من كل ذلك هو محاربة الثورة وقطع الطريق امام التحول الديمقراطي ، ثم اسهب طه في سرد تفاصيل كثيرة وحقائق يعرفها الجميع عن المؤتمر الوطني ، ثم تطرق في المقال الي اسباب فشل قوي الثورة في ايقاف تلك التحركات وهو يعزي ذلك الي عدم تفكيك ومحاربة الكيزان من مؤسسات الدولة بالصورة المطلوبة ، وللمعارضة والصعوبات التي واجهتها لجنة التفكيك من قوى الثورة نفسها قبل ان تكون من نظام المؤتمر الوطني بسبب الآلة الاعلامية والتضليل الاعلامي لنظام المؤتمر الوطني ومساعدة عناصره في المكون العسكري و قيادة الأجهزة الأمنية التي تدين بالولاء للنظام القديم .
تحدث المقال باسهاب شديد وهو يحكي المشكلة ويفند معطياتها ، لكنه بكل اسف اكتفي بجملة واحدة فقط عندما حاول تقديم الحلول ، فهو يري ان ( الواجب هو اصطفاف كل القوى التي اسقطت نظام المؤتمر الوطني في ١١ أبريل لاعادة هزيمته مره اخري ) لكنه لم يشرح كيفية ذلك الاصطفاف ولا اليات تطبيقه علي ارض الواقع ، ولم يشر الي اي تحركات ايجابية يمكن القيام بها في سبيل محاربة تلك التحركات ، والشرح مطلوب لان المؤتمر الوطني قادر علي استخدام الته الاعلامية مرة اخري وكل وسائله التي استخدمها في المرة الاولي للمحافظة علي وجوده .
طه كان مطالبا بحديث اكثر ايجابية من واقع مسؤليته كعضو في لجنة ازالة التمكين وكقيادي في الحرية والتغيير بدلا من ان يحكي لنا ما فعله المؤتمر الوطني بهم وبنا ، وهو بهذا السرد يشابه ما قاله البرهان في خطابه امام الامم المتحدة بالاكثار من الشكوي دون تقديم اي مقترحات بالحلول ، وهو اسلوب يكاد يقول اني عاجز ولا اعرف ماذا افعل .
هذه السلبية توصل رسائلا للمؤتمر الوطني بان الخصم ضعيف وغير قادر علي حماية مكتسبات ثورته وهو دافع محفز له دون شك لاعادة الكرة من جديد والاستمرار في محاولات العودة للحكم ، كما انها تضعف ثقة الشارع في قياداته خاصة والذواكر تحتفظ لازالت بفشل الحرية والتغيير في ان تحمي الاتفاق الاطاري وقبل ذلك فشلها في حماية الوثيقة الدستورية .
الجميع الان يراقب ما يقوم به المؤتمر الوطني ولكن لا احد يتحرك بايجابية لمقاومة تلك التحركات . فالحرية والتغيير تعول علي مجهودات سياسية ودبلوماسية ضعيفه وهي تتنقل بين عدد من العواصم في سبيل الحصول علي دعم لن يسمن ولا يغني من جوع ، اما لجان المقاومة فما عاد احد يسمع لها صوتا وكاد الناس ان ينسوا دورها ، بل واسمها كذلك ، فذهب الشارع بين هؤلاء واولئك في سبات عميق .
هزيمة المؤتمر الوطني مدخل لانتصار الثورة وبناء الدولة ، صدق العنوان ، ولكن كيف نفعل ذلك ، مؤكد انه ليس بالشعارات ، ولا بالنظريات التي ختم بها طه عثمان مقاله ، ولكن بالاصطفاف الحقيقي والتحشيد وتهيئة القيادة القوية القادرة علي قيادة الشارع واعادة المواكب من جديد ، فالتعبير عن الرفض يكون في الحرب وفي السلم ، والحرب ليست مبررا لهذا السكون …

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد