صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

هل نحن فقراء فعلاً؟

19

زووم

ابوعاقلة اماسا

هل نحن فقراء فعلاً؟

* أكثر من مليون شخص يمارس كرة القدم في السودان، أكثر من نصفهم ضمن الفئة المثالية للعطاء في هذه اللعبة، أي ما بين (١٠ _ ٢٠) سنة، ونادراً ما تجد حي أو مربع أو قرية لا توجد بها مساحات وميادين للعب، ومع ذلك يبرز لك أحد فطاحلة (الكلام) وببساطة وسطحية يقول: هو السودان فيهو كورة..!!
* بذات المنطق الذي نستورد به منتجات اللحوم والألبان وبعض المنتجات الزراعية بينما العالم كله يعرف أن السودان من أغنى دول أفريقيا والعالم في هذا المجال، بل أغنى من هولندا نفسها….!!
* السودان مثل المطبخ التي توجد فيه كل المطلوبات ويقف عليه طباخ غير ماهر، وأنا هنا لا أعني أتحادات كرة القدم فقط، بل كل من يعمل في هذا المجال.. هم يكرسون وقتهم للصراعات والمشاحنات أكثر مما يستثمرونه في العمل من أجل التطوير..!!
* نحن كسودانيين لا نعرف قدراتنا، وأحياناً لا نعترف بها وكثيراً ما نهدرها بسذاجة ولا مبالاة، والأغرب أن العالم حولنا يتعامل معنا كدولة كرة قدم معروفة ومهابة، وهو ما أكده لنا المحاضر اليوغندي أوغستين في واحدة من كورسات الإعلام التابعة للإتحاد الإفريقي، والمعيار واضح جداً في حديثه هذا، وقد إستند فيه على تأريخ مشاركات المنتخب الوطني، ونتائج ناديي المريخ والهلال في البطولات الأفريقية في السنوات الأخيرة وهي بالتأكيد السجل الأفضل في منطقة شرق ووسط إفريقيا..!!
* عدد الممارسين لكرة القدم في السودان يفوق عدد سكان بعض الدول العربية التي تعافر الآن وتبحث عن مجد كروي عالمي، بل وتلتقط من مواهبنا وتقوم بتجنيسهم ليصبحوا هناك نجوماً تأريخيين في المنتخبات الوطنية، مواهب سودانية تدافع عن أعلام دول أخرى في كأس العالم وأمم آسيا وغيرها، ولدينا في السودان أفضل من تلك المواهب ومع ذلك يتحدث بعض الإداريين عن فقر الساحة من المواهب..!!
* الحقيقة أن الساحة السودانية فقيرة إدارياً في كافة المجالات، في المجال السياسي أولاً، والحرب الحالية واحدة من علامات الفشل السياسي، وفي مجال كرة القدم والرياضة فحدث ولا حرج.. علامات الفشل كثيرة جداً أولها النتائج.. وثانيها المظهر العام.. وأساسها أن يكون لديك نادٍ يتمدد في مساحات شاسعة من الأرض، ويمتلك إستاداً ضخماً، وفوق ذلك يشجعه الملايين ومع ذلك يتحدث أنصاره عن الفقر..!!
أبوعاقله أماسا

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد