راى حر
صلاح الاحمدى
هو الجهل !!
ما هى الاسباب الحقيقية لتدهور الكرة عندنا فى السودان ؟ هذا السؤال اصبح روتينيا بحيث اصبحنا نسمعه ونقراه يوميا واصبحنا نمل من كثرة ترديده وانا اردده الان لكي اطالب بالانتقال الى سؤال اخر وهو كيف نعالج هذا التدهور ..الحقيقة ان معالجة التدهور تحتاج قبل كل شى الى التدقيق فى بحث اسبابه والتدهور الكروى لم يحدث فجاة ولم يحدث فى مجال واحد ولا فى ادارة واحدة بل فى كل قنواتنا الادارية والفنية فمسرحنا الكروى تدهور بمعنى اننا الان يستحيل ان نقارن بين كرتنا الان وما بين السبعينات الخ وزمان كان عندنا صديق منزول وحسن عطية وبشارة وكمال عبد الوهاب والدحيش وعلى قاقرين وابرهومة وماجد وعشرات المتميزين فى مستواهم الكروى اما الان فمن عندنا ؟ عندنا المال وتدفق المحترفين وازدراء اللاعبين والمصالح الشخصية وطمس الهوية الكروية عند الشباب .
عندنا المال يقدم الشخص على المصلحة العامة فى الرياضة عموما وفى الاندية الرياضية بصفة خاصة الدولة رافعة يدها عن الرياضة تماما المؤسسات الرياضية تمومة وغير معنية بتفلتات الادارين بكل النواحى وخاصة المالية عزوف اللاعبين القدامى عن العمل الادارى والفنى فى ادارة الكرة بالبلاد فمثلا فى الادارة لايزال يتحكم فيها المال وحكم الفرد وغياب الجماعية بالرغم من وجود ما يسمى بمجلس النادى او المؤسسة ولكن
نجد الكثير منهم يمثل الغالبية الاضعف من خلال الامكانيات الادارية والمالية حتى القراءة الفنية المعنية بتطوير كرة القدم حيث يعتبر البعض منهم وصوله الى قمة الهرم الرياضى يعنى بتغير وضعه فى الخارطة الكروية فى البلاد .
نافذة
اذن الافضل ان نبحث عن اسباب تدهور الكرة بحث علميا وموضوعيا وذلك لنصل الى التشخيص الموضوعى لهذا التدهور وبمعرفة اسبابه سنهتدى الى وسائل المعالجة والانقاذ وعندئذ سنجد ان الاسباب كثيرة جدا ولكن السبب الجوهرى هو الجهل الذى اصبح سمة تلاحق كل ادارى بعيد عن مربع المستديرة متمسك بتلابيب قضايا كروية ليس له فيها شان واصبح يتفشى من داخل القوانين الكروية التى لم يحسن انسيابها فى الخارطة الرياضية وتتبلور فى احيانا لتصبح الخصم الثقيل الذى يقبل كل التأويل من خلال قانونه وقد يستشرى فينا بعد عجز الاختيار الديمقراطى من خلال مجالس الادارات بما يسمى بالجمعيات العمومية التى يساهم فيها جسم غريب على الرياضة من خلال ممارسات قد تحقق مطالب البعض وهى المفوضية التى تشرف على الانتخابات بطريقة سرعة اكمالها دون تعميق الفهم الادارى .. اتمنى ان تعالج الكلمات تدهور الكرة السودانية بالانصياع لها ووضع كل ادارى فى مكانه الصحيح ومتطلبات كل مرحلة له وانا متفائل فالجهل علاجه العلم ولكن كيف نقنع الجهلاء من اداريينا والذين يحتلون مواقع تهوى بنا الى القاع الكروى بانهم جهلاء؟
خاتمة
قد يعتقد الكثيرون ان جلب المحترفين قد يطور الكرة السودانية وهذا امر قد يبدوا صحيحا على الصعيد الفنى ولكن يظل خصم على العمل الادارى الذى يجب ان تطبق فيه نفس الاحترافية وعند اللاعب السودانى نفسه وهى مرحلة يتجنبها الكثيرون من الاداريين الجهلاء بمعنى الاحترافية الادارية التى تضع على اسس وخطط من شانها التقدم بالكرة السودانية وحمايتها من التدهور الفظيع .. وهذا كله يعنى أن سبب تدهور كرتنا الجهل ؟؟