واقعية كرة القدم في الاحترام

ضوء القمر
عبد العليم مخاوي
واقعية كرة القدم في الاحترام

المفاجآت جزء لا يتجزأ من كرة القدم وهي ظاهرة عالمية تحدث في كل دوريات وبطولات العالم..و كرة القدم ساحة متاحة للجميع ليست حكرًا على أحد، واقعية كرة القدم تأتي من مبدأ احترام الخصم صغيرًا كان أم كبيرًا.
فالاحترام أول سلالم الفوز والنجاح، و غالبًا الفرق التي لا تقدم الاحترام لخصومها تفشل وتسقط.
كرة القدم لا تحترم من لا يحترم الخصم والملعب ويحترم النتيجة؛ وتقبل النتيجة شكل من أشكال الاحترام التي تشمل الروح الرياضية وتقبل النصيحة و النقد والاعتراف بالخطأ وتحمل المسؤولية.
لذا فإن مباراة الهلال عصر اليوم امام الاهلي شندي برسم الجولة السابعة لمسابقة الدوري الممتاز تعتبر من الطلعات الولائية المهمة للفرقة الهلالية التي ينبغي عليها ان تضع الاحترام المناسب للاهلي حتى تتمكن من مواصلة رحلة انتصاراتها وتحقيق الفوز الخامس توالياً في النسخة الثامنة والعشرين من المسابقة الاولى بالبلاد.
ولعل ما يحمد للكنغولي فلوران ايبينجي المدير الفني للفريق انه ظل يردد دائماً للاعبيه بانهم لن يواجهوا منافساً سهلاً او صعباً على المستويين المحلي والقاري بل يطالبهم بالقتال بقوة ويقوم بتذكيرهم في معظم التدريبات بأهمية المباراة القادمة ويتحدث عن اهميتها وكأن الفريق مقبل على خوض مباراة نهائية “كاسها قاعد برة”، ولعل هذا الامر واحداً من الاسباب المهمة التي جعلت لاعبي الهلال يقاتلون بقوة ولا ينظرون للنتيجة الآنية للمباراة مهما كانت ويسعون لفرض اسلوبهم وشخصيتهم على منافسهم داخل وخارج قواعدهم، وهي من الاشياء التي كان يتميز بها الهلال في فترة زمنية سابقة جعلت الفريق يحصد العديد من الانتصارات على الصعيدين المحلي والقاري.
عقب فراغ الهلال من مباراته امام الفلاح عطبرة وفي اول حصة تدريبية في اطار استعدادات الفريق لنزال الرابطة كوستي حرص فلوران في بداية المران على الحديث للاعبيه مطالباً اياهم بتلافي السلبيات والاخطاء التي صاحبت ظهورهم امام الفريق العطبراوي العائد للدرجة الممتازة بجانب وضع الاحترام المناسب للرابطة كوستي الذي كان ينتشي وقتها بالفوز “التاريخي” الذي حققه على المريخ في الجولة التي سبقت مباراته امام الهلال وهو ما وضعه اللاعبون نصب اعينهم وتمكنوا من حسم الجولة مبكراً مع المحافظة على نظافة شباكهم وهو ما جعل مهمة الرابطة في العودة الى اجواء المباراة صعبة للغاية نسبة لارتفاع دوافع لاعبي الهلال.
مباراة اليوم لا تقل اهمية بأي حال من الاحوال عن كل الجولات التي خاضها الهلال في المسابقة ، فالاهلي “الجريح” يسعى لتضميد جراحه عبر “بوابة” الهلال لجهة ان الفريق الشنداوي لم يتذوق طعم الفوز في الجولتين الماضيتين بعد ان سقط بالخسارة امام كوبر والمريخ على التوالي وهو ما يجعل من مباراة اليوم بمثابة “طوق نجاة” بالنسبة له ومدخل كبير للعودة الى اجواء التنافس بعد ان “تدحرج” الفريق الى المركز الخامس.
عدد من لاعبي الاهلي شندي سبق وان دافعوا عن ألوان الهلال على غرار حارس المرمى “المتطور” يونس الطيب الذي قدم مباراة “محترمة” أمام المريخ في الجولة الماضية بجانب المهاجم ولاء الدين موسى يعقوب وزميله صانع الالعاب الشاب وليد علاء الدين ، فهؤلاء الثلاثة سيعملون على تأكيد خطأ الهلال في الاستغناء عن خدماتهم وسيلعبون بروح جديدة من اجل تأكيد جدارتهم لذا فإن الهلال لن يكون في “نزهة” في مدينة بربر وملعبها “الجميل” بل سيجد نفسه في امتحان حقيقي وصعب للغاية حال لم يضع الاحترام المناسب للاهلي.
واقعية فلوران ترجح في الغالب كفة الهلال فهذا المدرب “الواثق” من إمكاناته يجيد قراءة المنافس خلال 45 دقيقة ويضع التكتيك الذي يمكن فرقته من كسب الرهان في نهاية المطاف.
ولعل الروح الجميلة التي تظلل فريق الكرة بالهلال هذه الايام والتي تحدث عنها فلوران ستكون كلمة السر في التفوق الهلالي على الارسنال بمشيئة الله، فعندما يكون اللاعبون على قلب رجل واحد ويعملون من اجل تحقيق “هدف مشترك” فإن الانتصار سيكون حليفهم بعون الله.
هي مجرد 90 دقيقة جديدة ينبغي على اللاعبين القتال فيها بقوة ولعل عودة القائد محمد عبد الرحمن ستمنح القيمة المضافة لخط الهجوم الازرق ، فالغربال الذي منح راحة طويلة غاب على اثرها من مباريات الفريق الاخيرة سينزل الملعب وهو “جائع” للعب كرة القدم بالتالي سيقدم بإذن الله افضل ما عنده.
الامنيات للهلال بالتوفيق وتحقيق فوز جديد في ثاني طلعاته الولائية حتى يتمكن من استعادة الصدارة بعد ان يؤدي مباراتيه المؤجلتين امام الزومة وحي الوادي نيالا.
اللهم ارحم أمي عشة والسر واغفر لهما واجعلهما من اصحاب اليمين.