الواحدة ظهرًا بتوقيت غرينيتش اليوم 27 جانفي 2023، هو الموعد الذي حدّدته هيئة الإذاعة البريطانيّة “بي بي سي” للتخلّي عن القسم العربيّ في الإذاعة، بعد أكثر من 85 عامًا من البث الذي نشأت وترعرعت عليه أجيال عربيّة، وذلك تنفيذًا للقرار الذي جاء من الهيئة، في أواخر سبتمبر الماضي، ضمن الهيكلة الجديدة نتيجة الأزمات الماليّة التي عصفت بالهيئة البريطانيّة، واضطرّتها إلى إلغاء مئات الوظائف فيها، بسبب معدّلات التضخّم المرتفعة والتكاليف المرتفعة.
وتعتبر هيئة الإذاعة البريطانيّة، إحدى أعرق وأقدم إذاعات العالم، إذ يمتدّ تاريخها إلى عام 1920، حتّى وصولها إلى انطلاقة النسخة العربيّة عام 1938، ردًّا على إذاعة “باري” التي أطلقتها إيطاليا الفاشيّة في المنطقة العربيّة عام 1934، وكانت انطلاقة النسخة العربيّة بمقدّمة المذيع أحمد كمال سرور، في جملته الشهيرة “هنا لندن… سيّداتي سادتي… نحن نذيع اليوم من لندن باللغة العربيّة للمرّة الأولى في التاريخ”، وبلغ عدد اللغات التي تقدّم فيها هيئة الإذاعة البريطانيّة برامجها نحو 40 لغة مع نهاية الحرب العالميّة الثانية.
وقبل تدشين خدمة هيئة الإذاعة البريطانيّة لخدمتها العربيّة، فقد تعاونت مع الفيزيائيّ غوليلمو ماركوني، لتأسيس الإذاعة الوطنيّة الفلسطينيّة عام 1936 والتي توقّفت مع النكبة عام 1948، والإذاعة الوطنيّة المصريّة، التي تأسست عام 1934 ولا زالت تعمل حتّى الآن. والخدمة العربيّة بدأت ببثّ يزيد عن الستين دقيقة لأوّل مرّة، كانت تستهلّ بنشرة أخبار، ثمّ رسائل من “قادة مناطق الانتداب”، في وقت كانت المنطقة فيه تحت استعمارين؛ البريطانيّ والفرنسيّ، ثمّ برامج متنوّعة، شهدت على الحرب العالميّة الثانية.
وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية، أنه قبل الإغلاق سيقع بث حلقة خاصة يحكي فيها المستمعون عن ذكرياتهم مع الإذاعة من السودان و تشاد ومصر بالإضافة إلى جزء من لقاء خاص أجراه الإذاعي محمود المسلمي مع الفنان نور الشريف وكذلك حوار مع سيدة الغناء العربي أم كلثوم.
وكالات