صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

ﺭﻏﻢ ﻫدوء ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ..

69
السودان2

من الخاطر

هنادى عمر

ﺭﻏﻢ ﻫدوء ﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ..

ﺍﻻ‌ ﺍﻧﻚ ﺗﺠﺪ ﺿﺠﻴﺠﺎً ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻠﺒﻚ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺫﻫﺒﺖ..
ﻋﻴﻮﻧﻚ ﻻ‌ﺗﺤﻜﻲ .. ﺳﻮﻯ ﺍﻟﺤﺰﻥ
ﺗﺠﻠﺲ ﻭﺣﻴﺪﺍ ﺣﺎﺋﺮﺍ ﺑﺄﺣﺰﺍﻧﻚﻣﺤﻤﻼ‌ ﺑﻬﻤﻮﻣﻚ ﻭﺃﺷﺠﺎﻧﻚ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺘﻚ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﻪ ﻻ‌ﺗﺴﻤﻊ ﺳﻮﻯ ﺻﻮﺕ ﻭﻗﻊ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﺬﺗﻚ..!
ﺗﺘﻨﺎﺛﺮ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ بهﺪﻭﺀ ﻭﺭﻗﻪ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ ﺗﻬﻤﺲ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﻧﻨﺎ ﺑﺼﻮﺕ ﺧﺎﻓﺖ ﺗﻔﺎﺀﻟﻮﺍ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺴﺘﻤﺮﻩ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻷ‌ﻣﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩﺍ ﻣﺎﺯﺍﻟﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﺗﻨﻬﻤﺮ ﻭﺗﻄﺮﻕ ﻧﺎﻓﺬﺗﻚ ﺑﻠﻄﻒ ﻓﺘﺬﻫﺐ ﻟﺘﺘﺄﻣﻠﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺮﺏ ﻭﺗﻘﻒ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﻩ ﺗﺮﺍﻗﺐ ﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻓﺘﺮﺗﺴﻢ ﻋﻠﻴﻚ ﺍﻻ‌ﺑﺘﺴﺎﻣﻪ ﻭﺗﻨﺴﻰ ﻫﻤﻮﻣﻚ ﻭﻟﻮ ﻟﻠﺤﻈﺎﺕ ﺑﺴﻴﻄﻪ ﻭﺳﺘﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﻨﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﺷﻲ !

ﺇﻟﻰ ﻃﻔﻮﻟﺘﻚ ﻭﺇﻟﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕﺍﻟﺘﻲ ﻣﻀﺖ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻙ ﺳﺘﺤﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻬﺎ ﻭﺃﺣﺎﺳﻴﺲ ﻧﺴﻴﺘﻬﺎ ..!
ﺳﺘﻐﻤﺾ ﻋﻴـﻨﻚ ﻭﺗﺴﺘﺮﺟﻊ ﺷﺮﻳﻂ ﺃﺣﻼ‌ﻣﻚ ﺑﺤﺐ ﺳﺘﻨﺴﻰ ﻛﻞ ﻣﺎﺑﻘﻠﺒﻚ ﻣﻦ ﻧﻘﺎﻁ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻧﻘﺎﺀ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﺗﺬﻛّﺮ ﻛﻞ ﺻﻔﺎﺗﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻴﺘﻬﺎ ..ﺑﻔﻌﻞ ﻣﺘﺎﻋﺐ .. ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻷ‌ﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺳﻴﻪ .. ﻭﻟﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺴﻬﺮ ﺍﻟﺤﺰﻳﻨﻪ ﺗﺬﻛﺮ ﻛﻞ.. ﻣﺎﻛﻨﺖ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﻳﺪﺧﻞ ﺷﻌﻮﺭ ﺍﻟﺒﺆﺱ ﺇﻟﻰ ﻗﻠﺒـــﻚ..ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺐ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺃﻭ ﺣﻠﻢ ..ﺗﻼ‌ﺷﻰ ﺃﻭ ﺻﺪﻣﺎﺍﺍﺕ ..ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ.. ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﺸﺒّﻊ .. ﻭﺍﺭﺗﻮﻯ..ﺗﺬﻛّﺮ ﺃﻧﻚ ..ﻛﻨﺖ ﺭﺍﺋﻌـــﺎً ﻭﻣﺎﺯﻟﺖ ﻛﺬﻟﻚ ..!
ﻟﻜﻨﻚ ﻧﺴﻴﺖ ..ﻧﻔﺴﻚ ﺑﻴﻦ ﻣﺘﺎﻋﺒﻚ ﻭﺗﺮﻛﺘﻬﺎ ﺿﺤﻴﺔ ﻷ‌ﺣﺰﺍﻧﻚ..ﻭﻷ‌ﺣﻘﺎﺩ ﻏﻴﺮﻙ ﻭﻇﻠﻤﻬﻢ ﻓﻼ‌ﺗﻈﻠﻢ ﻧﻔﺴﻚ ﺑﺄﻥ ﺗﻘﻴﺪﻫﺎ ..ﺑﺎﻟﺤﺰﻥ ﺃﻻ‌ ﻳﻜﻔﻴﻬﺎ ﻗﻬﺮ ﺍﻟﺰﻣﻦ .. ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻟﺒﺸﺮ ..!!
ﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﻄﺮ ﻳﻨﻬﻤﺮ..ﻭﻳﺸﺘﺪ ﻭﻗﻊ ﺻﻮﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻄﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻧﺎﻓﺬﺗﻚ ﻓﺘﺼﺤﻮ ﻣﻦ ﺃﺣﻼ‌ﻣﻚ..! ﻭﺗﺸﻌﺮ ﺑﻀﻴف ﻳﺮﻳﺪ ﺩﺧﻮﻝ ﻏﺮﻓﺘﻚ ﺗﻔﺘﺢ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ ﺁﺫﻧﺎً ﻟه ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﺘﺤﺘﻮﻳﻚ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺮﺍﺋﺤﻪ ..ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻐﻠﻒ ﻗﻠﺒﻚ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻧﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﻤﻄﺮ ..ﻫﻨــﺎ ﺃﻫﻤـﺲ ﻟـﻚ ﺍﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻧﺎﻓﺬﺓ ﻏﺮﻓﺘﻚ ﻭﻛﺄﻧﻬﺎ… ﻧﺎﻓﺬﺓ ﺣﻴﺎﺗﻚﻭﺍﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﻄﺮﺍﺕ ﺍﻟﻤﻄﺮ… ﺃﻣـﻼ‌ ﻭﺍﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺪﺧﻮﻝ… ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻏﺮﻓﺘﻚ ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﺇﻟﻰ … ﺣﻴـﺎﺗﻚ ﻭﺗﻔﺎﺀﻝ ..ﻋﺶ ﻣﺤﺒﺎً ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻭﺻﺎﺩﻗﺎً ﻣﻌﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﺤﺐ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﻭﺗﺤﻴﺎﻫﺎ ﺑﻜﻞ ﻣﻌﺎﻧﻴﻬﺎ ﻭﻏﻠّﻒ ﺑﺎﻟﺤــﺐ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ..ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﺍﺟﻌﻞ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻚ ﻭﻃﻨــﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺣﺐ ﺍﻵ‌ﺧﺮﻳﻦ ..ﻭﻳﺤﻤﻞ.. ﺃﺣﻼ‌ﻣﻚ ﺣﺘﻰ ﻭﺍﻥ ﺗﻼ‌ﺷﺖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ..ﺃﻭ ﺗﻠﻚ ﺍﻷ‌ﺣﻼ‌ﻡ ..ﻓﻼ‌ﺗﻨﺴﻰ ﻗﻠﺒﻚ..ﻓﻤﺎﺯﺍﻝ ﻭﻃﻨــﺎً ..ﻣﺎﺍﻓﺘﻘﺪﺗﻪ ﺳﻴﺘﺮﻙ كذﻟﻚ ﺑﺼﻤﺎﺕ ﻣﺆﻟﻤﻪ .. ﻟﻜﻦ ﺍﺳﺘﺒﺪﻟﻬﺎ ﺑﺤﺐ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺓ..ﻭﻻ‌ﺗﻘﺘﻨﻊ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﺣﺪﻩ ..ﺑﻞ ﻫﻮ ﻭﻃﻦ..ﻟﻜﻦ ﻛﻦ ﻗﻠﺒﺎً ﺻﺎﺩﻗــﺎً..ﺍﻧﺖ ﻻ‌ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﺗﺰﺭﻉ ﻭﺭﻭﺩﺍً “ﺣﻤـــﺮﺍﺀ”ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ..ﺗﺤﺒﻬــﺎ فكن محبا لهم وهذا يكفي ..
هنادي عمر
hanady.omer7@gmail.com
قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد