صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أبو عاقلة ودعناك الله

107

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

أبو عاقلة ودعناك الله

ـ في التاسع من سبتمبر الماضي كتبنا تحت عنوان التجديد لنائب العميد نطالب فيها إدارة الهلال بتجديد عقد أبو عاقلة الذي شارف على الإنتهاء ولكن لا حياة لمن تنادي ..
ـ أبو عاقلة عبد الله يعد من أبرز المواهب التي قدمها الهلال في السنوات الأخيرة تميز بقدرته الفائقة على الربط بين الدفاع والهجوم وإجادة استخلاص الكرة من الخصوم ببراعة إضافة إلى تمريراته الدقيقة مثل الهلال والمنتخب الوطني في العديد من المحافل الدولية وكان رمزاً للثبات في الأداء والانضباط داخل الملعب وخارجه وعلى الرغم من تألقه يجد اللاعب نفسه في مواجهة مع إدارة الهلال بعد انتهاء عقده حيث تأخرت عملية إعادة قيده لأسباب لم تكن واضحة في البداية.
ـ التأخير في إعادة قيد أبو عاقلة أثار استغراب العديد من محبي الهلال والمتابعين لكرة القدم السودانية خاصة أنه لا يمكن تعويض لاعب بمثل هذه الصفات الفنية بسهولة وإدارة الهلال بدورها لم تقدم تفسيراً شافياً لهذا التأخير مما فتح الباب أمام الشائعات والتكهنات حول مستقبل اللاعب مع النادي.
ـ قد يرى البعض أن تأخر إعادة قيده مرتبط بسياسة إدارة الهلال الجديدة في التعاقدات حيث ركزت الإدارة في الفترة الأخيرة على التعاقد مع عدد كبير من اللاعبين الأجانب ولكن في الوقت الذي تتكدس فيه قائمة المحترفين يبقى السؤال حول مدى حاجة الهلال لأبو عاقلة إبن النادي والذي يملك خبرة كبيرة ومعرفة كاملة بأجواء الكرة السودانية ومطالب الجماهير إضافة إلى ذلك فإن العلاقة الجيدة التي تربط أبو عاقلة بزملائه في الفريق وروحه القيادية داخل الملعب تعد من النقاط التي كان يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار فهو ليس مجرد لاعب بل يعتبر جزءاً من كيان الهلال وروح الفريق وإعادة قيده كانت ستمنح الجماهير شعوراً بالثقة في إدارة النادي.
ـ مع تأخير عملية إعادة القيد بدأ الحديث يدور حول وجهات جديدة قد ينتقل إليها اللاعب وأنه في طريقه لتوقيع عقد مغري مع أحد أندية المقدمة في ليبيا مما زاد من قلق جماهير الهلال ومع ذلك تظل آمال محبي النادي في أن يتخذ مجلس الهلال قراراً سريعاً وحاسماً يعيد أبو عاقلة إلى بيته الطبيعي.
ـ الهلال أتم تعاقده مع اللاعب الموريتاني غاسوما فوفانا لتعزيز خط الوسط وذلك بعقد يمتد لمدة عامين فوفانا القادم من الدوري القبرصي يمثل إضافة قوية للفريق ويأتي في إطار استعدادات الهلال لمراحل مجموعات دوري أبطال أفريقيا ومن المتوقع أن يكون هذا التعاقد جزءاً من جهود الهلال لتعويض بعض الفراغات في خط الوسط خاصة بعد الأخبار التي تؤكد مغادرة لاعب مهم مثل أبو عاقلة عبد الله وفوفانا يعد أحد التعاقدات النوعية التي تهدف لدعم الفريق في بطولات كبرى مثل دوري أبطال أفريقيا لكن يبقى التساؤل حول مدى تأثيره الفوري وقدرته على التأقلم سريعاً مع أجواء الفريق لتقديم الإضافة المرجوة وهل سيعوض فقد أبو عاقلة.
ـ تأخر مجلس الهلال في إعادة قيد أبو عاقلة عبد الله قد يكون بمثابة جرس إنذار حول أهمية الحفاظ على المواهب المحلية التي تبني جسور الثقة بين النادي وجماهيره فأبو عاقلة ليس فقط لاعباً موهوباً بل هو نموذج للاعب الذي يمثل قيم الهلال وروحه ويجب أن تعالج هذه الأزمة سريعاً قبل أن تفقد الجماهير ثقتها في القرارات الإدارية.
ـ إهمال الهلال في إعادة قيد أبو عاقلة عبد الله قبل انتهاء عقده بفترة كافية قد يكون ناتجاً عن عدة أسباب منها أن إدارة الهلال ركزت في الفترة الأخيرة على تعزيز صفوف الفريق باللاعبين الأجانب مثل غاسوما فوفانا وذلك استعداداً للبطولات الكبرى مثل دوري أبطال أفريقيا وهذا التركيز على استقطاب المحترفين الأجانب قد يكون سبباً في تأخير حسم ملف تجديد عقود اللاعبين المحليين مثل أبو عاقلة وقد تكون المفاوضات بين الهلال وأبو عاقلة تعثرت بسبب تلقي اللاعب عروضاً من أندية أخرى مما جعله ينتظر خيارات أفضل ولا يستعجل إعادة قيده وهذا من حقه إضافة إلى ذلك قد تكون إدارة الهلال حاولت تحقيق توازن مالي بين العقود الجديدة والمحافظة على اللاعبين القدامى.
ـ مع التعاقد مع لاعبين أجانب جدد في خط الوسط قد تكون إدارة الهلال رأت أن مركز أبو عاقلة يمكن تعويضه بلاعبين آخرين ما جعلها تتأخر في حسم أمره.
ـ يبدو أن إدارة الهلال كانت تواجه تحديات في التوازن بين سياسة التعاقدات وتقدير أهمية اللاعبين المحليين مثل أبو عاقلة وهو ما أدى إلى التأخير في إعادة قيده.
ـ من حق أبو عاقلة أن يؤمن مستقبله فعندما تنتهي فترة لاعب الكرة بالسودان لا يجد التكريم اللازم ولا يجني سوى السراب ويصبح نسياً منسياً لذلك لا يجب أن لا يقع اللوم على أي لاعب يجد فرصة للاحتراف الخارجي بعائد محترم يكفيه شر الحاجة عندما تدير له الكرة ظهرها ..
ـ من المهم أن يؤمن أبو عاقلة أو أي لاعب سوداني مستقبله خصوصاً مع غياب التقدير اللازم بعد انتهاء مسيرته الكروية وعندنا في السودان يواجه اللاعبون بعد اعتزالهم صعوبات كبيرة في الحصول على الدعم والتكريم الذي يستحقونه بالإضافة إلى ذلك لا يتوفر نظام متكامل يضمن للاعبين فرص عمل أو دخل مستقر بعد انتهاء فترة اللعب فكم من لاعبين ضاقت بهم سبل العيش وأصبحوا يطرقون الأبواب ولا مجيب لهم.
ـ أبو عاقلة مثل غيره من اللاعبين له كل الحق في التفكير بمستقبله وتأمينه من خلال فرصة احترافية خارجية تتيح له دخلاً محترماً والاحتراف الخارجي يوفر للاعبين فرصة للادخار والاستثمار في المستقبل بينما قد لا يجدون هذا الدعم المالي في السودان وفي حال عدم استغلال هذه الفرص قد يجد اللاعب نفسه مهمشاً بعد الاعتزال دون عائد يؤمن حياته.
ـ كرة القدم ليست فقط رياضة بل هي مصدر دخل ومعيشة للعديد من اللاعبين لذلك لا يمكن لوم أي لاعب إذا اختار فرصة احترافية خارجية بمردود مادي أفضل خصوصاً في ظل التحديات التي قد يواجهها بعد انتهاء مسيرته في الملاعب.
ـ أبو عاقلة أينما كان اختيارك وأينما كانت وجهتك فإننا ندعو لك بالتوفيق والسداد وستظل جزءاً من تاريخنا وذاكرتنا الجماعية .. ودعناك الله.

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد