صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أبو عشرين بين الأخطاء الرياضية والهجوم الجماهيري: هل فقدت كرة القدم روحها الرياضية ..؟

411

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

أبو عشرين بين الأخطاء الرياضية والهجوم الجماهيري: هل فقدت كرة القدم روحها الرياضية ..؟

 

في مباراة منتخبنا الوطني ومنتخب أنغولا ارتكب الحارس أبو عشرين عدة أخطاء أبرزها تسببه في ضربة جزاء نتيجة ارتباكه وازداد الوضع سوءاً عندما قام بمسك الكرة بيده داخل منطقة الستة أمتار بعد أن أرجعها له زميله مما جعل الحكم يحتسب ضربة حرة خطيرة على السودان هذه الأخطاء، رغم شيوعها في عالم كرة القدم فتحت الباب أمام حملة انتقادات واسعة من الجماهير السودانية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
– كانت الانتقادات موجهة بشكل قاس وغير مبرر حيث تجاوزت حدود النقد الرياضي إلى هجوم شخصي حتى أن بعض التعليقات كانت مؤذية لدرجة كبيرة ومنها ما طالبت بتسليمه إلى “الجنجويد” لكي نرتاح منه كما جاء في التعليق السخيف المقرون بصورته وهو تعليق مقزز وغير أخلاقي وبعيد كل البعد عن الروح الرياضية صحيح أن الأخطاء جزء لا يتجزأ من كرة القدم إلا أن الجماهير حكمت على أبو عشرين وكأنه ارتكب خطأ لا يغتفر بل وصل الأمر إلى المطالبة بنفيه وإبعاده عن المنتخب والهلال وحرمانه من ممارسة كرة القدم .!!
ـ على الرغم من كل هذه الانتقادات يجب علينا أن نتذكر أن أبو عشرين قدم الكثير لمنتخب السودان ونادي الهلال على مر السنوات لقد كان حارساً أميناً ودافع عن شرف الوطن في العديد من المباريات فلا يوجد لاعب معصوم من الخطأ وكل لاعب قد يمر بفترات غير موفقة وتتعثر خطواته ويتدني مستواه وهكذا هي تقلبات كرة القدم.
ـ يعد غياب الحارس عن اللعب التنافسي لفترة طويلة واحداً من أكبر العوامل التي تؤثر على أداء أي لاعب وخاصة حراس المرمى الذين يعتمدون بشكل كبير على “حساسية المباريات” حساسية المباريات هي قدرة اللاعب على التأقلم مع سرعة اللعبة واتخاذ القرارات الصحيحة تحت الضغط واستعادة الثقة بنفسه من خلال المشاركة المتواصلة في المباريات.
ـ بالنسبة للحارس علي أبو عشرين ابتعاده عن اللعب لفترات طويلة سواء في الهلال أو المنتخب الوطني يعني أنه قد افتقد هذا الإحساس بالمباريات مما يفسر ظهوره بمستوى مهزوز وبدون المشاركة المنتظمة في المباريات يصبح من الصعب على اللاعب الاحتفاظ باللياقة البدنية والذهنية المطلوبة للتعامل مع مواقف الضغط العالي.
ـ يحتاج أبو عشرين إلى الدعم في هذه المرحلة فهو لم يفقد مهاراته ولكن غيابه الطويل عن الملاعب أثر على مستواه وإذا تم منحه الفرصة للمشاركة بشكل منتظم مع الهلال والمنتخب الوطني ومع الدعم من الجماهير سيكون بإمكانه استعادة حساسية المباريات والعودة لمستواه المعهود.
ـ في عالم كرة القدم تعتبر الأخطاء جزءاً لا يتجزأ من اللعبة حتى أعظم اللاعبين وأفضل الحراس في تاريخ كرة القدم ارتكبوا أخطاء مكلفة في مباريات مهمة والخطأ هو جزء من الطبيعة البشرية ولكن في بعض الأحيان يتعرض اللاعبون لضغوط كبيرة مما يؤدي إلى ردود فعل جماهيرية غير عادلة وقاسية.
ـ في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018 بين ريال مدريد وليفربول ارتكب الحارس الألماني لوريس كاريوس خطأين فادحين كلفا فريقه ليفربول اللقب الأول كان تمرير الكرة باليد بشكل خاطئ مباشرة إلى قدم كريم بنزيما الذي سجل الهدف أما الثاني فقد كان فشله في التصدي لتسديدة سهلة من جاريث بيل ما أدى إلى هدف آخر، كاريوس تعرض لحملة هجوم عنيفة من الجماهير ومسيرته في ليفربول تأثرت بشكل كبير بعد هذا النهائي.
ـ أبو عشرين يستحق منا الدعم والمساندة في هذا الوقت الصعب وليس الهجوم والذبح بسكين صدأة.
ـ من المؤسف أن البعض أصبح في الآونة الأخيرة عدوانياً في انتقاداته بحيث يستل سكاكينه تجاه كل من يخطئ وكأن الخطأ غير مسموح به ولا يغتفر علينا أن نتذكر أننا جميعاً بشر وكل شخص قد يخطئ في مجاله ومن المهم أن نرفع أيدينا عن أبو عشرين وندعمه بدلاً من مهاجمته فهو بشر مثلنا يخطئ ويصيب وجل من لا يخطئ.
ـ كرة القدم لعبة تعتمد على المهارة ولكنها أيضاً لعبة تعتمد على الأخطاء. لا يوجد لاعب معصوم ومن الضروري أن نتعلم كيف نوجه النقد بشكل بناء بدلاً من الهجوم الشخصي. الأخطاء هي جزء من تطور اللاعب ومنحه الفرصة للتعلم والنضج وأن الرياضة في النهاية تعتمد على الروح الرياضية والاحترام المتبادل.
ـ التحية للحارس الأمين أبو عشرين وزملائه اللاعبين الذين يواصلون رفع علم السودان رغم كل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد وحتى لو خسر المنتخب أو خرج من تصفيات كأس العالم وهو المتصدر لمجموعته أو خرج من تصفيات أمم أفريقيا سوف نجد لهم العذر فالظروف النفسية التي يعاني منها اللاعبون ليست ببعيدة عن ما يعانيه الشعب السوداني بأسره.
ـ أتمنى أن لا تؤثر هذه الحملة السلبية على أبو عشرين وأن يعود إلى سابق عهده كحارس مميز كما يجب أن نتوقف عن تحميله مسؤولية هزيمة وضياع المنتخب خاصة وأن هناك من ضيع الوطن بأكمله بابتسامة بلهاء.

ظل أخير
أبو عشرين لا تيأس ولا تحزن
خطأٌ صغيرٌ لا ينهي الـمسيرَ
في الملعب الـكبير قد كافحتَ
وفي كل لقاء قد ضحيتَ وبذلت
فمن يصمد في وجه الرياحِ العاتية
يظل في قلب الجمهورِ راية سامية
لا تخشَ نقدا أو كلام يقال
فـقد زدت عن الوطنِ بكل نضالِ
أنت البطل وإن زلت قدماك مرة
فالنجاح يأتي بعد كل كبوة مُرة

قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. طارق عبدالرحمن يقول

    نعم ابوعشرين قد الكثير للمنتخب الوطني وقدم للمريخ وللهلال ولكنه الان لا يصلح لحراسة مرمى المنتخب الوطني لانه لا يتعلم ابدا من اخطائه ودائما ما تجي اخطاؤه قاتلة مثلما حدث في كرة الجزاء وتسلمه للكرة بيده عندما لعبها له زميلة وهو كان يعرف بانه لا يمكنه استلام الكرة بيده ولكن ارتبك عندما شاهد المهاجم قريب منه وكان من الافضل له اخراج الكرم الى رمية تماس بدلا من هذا الخطأ الذي كاد يكلف هدف
    واذا كان متواجد في المباراة القادمة فانني متاكد تماما باننا سوف نشهد منه خطأ قاتلا لانني شاهدت المباراة منذ بدايته وكانت اخاف من ابو عشرين اكثر من المهاجمرين الانغوليين
    يجب علينا ان لا نجامل في المنتخب الوطني وعلى الجهاز الفني ابعاده حالا من المنتخب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد