أفياء
أيمن كبوش
أخطأ (عيسى رمضان) التصرف.. ولكن الهلال هو نادي التربية.. !!
- قلت له: انني اذ انسى… فلن انس بطبيعة الحال.. ما كتبته عقب مباراة الهلال الاولى في تمهيدي دوري الابطال امام سان جورج الاثيوبي على ملعب بحردار.. وهي المباراة التي عايشنا دقائقها الصعبة… بكل حواسنا وجوارحنا كما مثلت لنا مشاركة اللاعب اليافع (عيسى رمضان).. صداعا مزعجا لم نتجاوز اثاره.. الا بعد ان سجل الهلال هدفه الغالي الذي جاء بقدم (عبد الرؤوف يعقوب) في الدقائق الاخيرة، بعدها اتفقنا (كفاحا).. كما بدا لاحقا.. على عدم ممارسة اي نوع من انواع القسوة في انتقاد اللاعب الشاب الذي حسبنا انه ربما واجه تجربة اكبر منه ومن سنه في الملاعب السودانية، علاوة على اننا لا يمكن ان نكون ملكيين اكثر من الملك.. وهو مدربه الذي صبر عليه ولم يشأ ان يبعده حتى من لقاء الاياب في قلب ام درمان حتى لا يعدم موهبته وهو مازال في اول الطريق.. !
- اذكر تماما انني علقت على اداء (عيسى رمضان) في المباراة الاولى.. واكتفيت بالقول: (لم يجد ابينيجي بديلا لعيسى رمضان الذي كان مرتبكا على مدار الشوطين وكلف وجوده في الملعب انذار خطر مستمر على الهلال.. الا ان فلورانت تعامل معه باحترام مقدرا حداثة تجربته وصغر سنه فلم (يشخط) فيه او يتذمر منه وهذا هو تعامل المدربين الذين يدافعون عن اختياراتهم حتى وان كانت خاطئة).
- قلت هذا الذي قلته من باب العشم في لاعب صغير.. كنت ومازلت محيطا بكل الظروف والملابسات التي اتت به الى الهلال… خصوصا وان مسيرته لم يكن فيها ما يدهش او يلفت النظر.. بدليل ان سقوط اسمه من حسابات المدرب السابق (موتا) لم يرسم اي علامات استفهام.. رغم عدم وجود اللاعب المتخصص في الرواق الايسر، وكذلك سار الوطني (خالد بخيت) على نهج (موتا) ولم يعتمد عليه في العشر جولات الاخيرة من بطولة الدوري الممتاز، قبل ان يتسلم (فلورانت) الامور الفنية.. ويعيد اكتشاف اللاعب بمنحه الثقة الكاملة والاعتماد عليه مع عدم جاهزية (اطهر الطاهر) العائد من فترة توقف طويلة.. ولكن.. !
- كيف تعامل (عيسى رمضان) مع هذه الفرصة الذهبية.. ؟! هل اغتنمها بمحاولة اثبات وجوده وترسيخ اقدامه في التشكيلة الاساسية ؟! ام جنح الى مسار آخر.. ؟! للاسف غادر اللاعب محطة الهدوء والرغبة في اثبات الوجود… وكشف عن وجه جديد لا اعتقد انه يعبر عنه.. ما لم تكن هناك تدخلات خارجية دفعته دفعا الى انتهاج سلوك جديد.. بدأ هذا السلوك الجديد بالمطالب المتكررة والحديث المعاد عن بعض التفاصيل الخاصة بعقده مع نادي الهلال، هذه امور عادية ومن حقه ان يعرف رأسه من رجليه في ناد كبير مثل الهلال.. ولكن دون ان يتبع ذلك بأي تصرف اخرق يبعده عن الملعب مثلما حدث منه في الايام القليلة الماضية.. حيث توقف عن التدريبات ومن الطبيعي كذلك ان يغيب عن المباريات لان طبيعة الاشياء لا تؤمن بالفراغ… لذلك ابعده مدربه من الحسابات وهو لم يترك خيارا للمعالجة حينما اغلق هاتفه واختفى تماما عن الانظار ولم يعد متاحا حتى في المقر المخصص للاعبين.
- مازال هناك الكثير من الوقت امام القطاع الرياضي، العليقي وعوض طاره ومحمد مشرف ودائرة الكرة، عبد المهيمن والفاضل حسين، والمدير الفني فلورانت وخالد بخيت، لمعالجة امر اللاعب بالحسنى في الاطار التربوي، ولابد من مراعاة حداثة تجربته، مع ان سلوكه هذا، لا علاقة له بالاحتراف، وفي ظني ان اللاعب اصيب برهبة شديدة و(دخلتو خوفة)، خاصة بعد مشاركته الاخيرة مع الفريق تحت الضغط الجماهيري الذي سبب له ارباك وارتباك، فآثر السلامة بالهروب بطريقته غير الاحترافية.
- اخيرا اقول ان (عيسى رمضان) اخطأ التصرف.. ولكننا لن نطالب باعدامه.. طالما ان هناك وسائل كثيرة للمعالجة.. كما لا ننسى ان الهلال ناد تربوي لا يمكن ان يترك ابناءه للرياح والضياع.