من أسوار الملاعب
حسين جلال
أخطاء المدني الكارثية تُكبد الهلال خسارة ثنائية
في مباراة تُعد من أسوأ مباريات الهلال التنافسية في الدوري الرواندي، لعبت الأخطاء الفردية القاتلة دوراً حاسماً في سقوط الأزرق أمام فريق كيفو الرواندي بهدفين مقابل هدف. وقد تحوّل فوز الهلال بهدف ضيوف الرأسي إلى خسارة مؤلمة بسبب الهفوات الكارثية للحارس محمد المدني، الذي أهدي نتيجة المباراة كاملةً للفريق المنافس.
لم يقدم الهلال المردود المنتظر، وجاء الأداء باهتاً ومتراجعاً، خاصة بسبب تباعد الخطوط، وبصورة أكثر وضوحاً في منطقة العمليات بوسط الميدان. إذ فشل الثلاثي ماديكي، كيندز كول، وأحمد سالم في أداء أدوارهم في البناء وصناعة اللعب، وكان التوهان عنوانهم الأبرز، مع عجز تام في إمداد المناطق الهجومية بالكرات النوعية.
في المقابل، اعتمد فريق كيفو على استراتيجية دفاعية محكمة، تمثلت في إغلاق المساحات بترسانة دفاعية قوية ورقابة لصيقة، ما أجبر الهلال على اللجوء للتمريرات الطويلة عبر الأطراف. ووجد كوليبالي ضغطاً عالياً ومزدوجاً من لاعب الطرف الأيمن ولاعب الارتكاز، مما صعّب مهمة المدرب الروماني في إيجاد حلول هجومية فعالة.
ولم يقدم المهاجم صنداي المستوى الذي ظهر به في مباراة الشرطة، حيث بدا مستسلماً للرقابة الدفاعية، في ظل بطء واضح في الضغط على الخصم، وتراجع المستويات العامة لكل من كول، سالم، وماديكي. هذا الوضع كشف خللاً كبيراً في الربط التكتيكي، وانعدام المرونة بين وسط الميدان والمناطق الهجومية.
ورغم النشاط النسبي لطرفي الملعب، إيبوولا ولوزولو، إلا أن بطء الحركة جعل معظم الطلعات الهجومية تحت سيطرة دفاعات وحارس كيفو، الذي قدم درساً عملياً لحارس الهلال في كيفية التعامل بثبات مع الكرات العرضية العالية والكرات الثابتة، بيقظة وتركيز كاملين.
ومن خلال مجريات اللقاء، تفوق فريق كيفو في وسط الملعب، وكسب أغلب التمريرات الطويلة والثنائيات، إلى جانب تمركز دفاعي مثالي. وعجز هجوم الهلال عن استثمار السوانح القليلة المتاحة، بسبب التكتل الدفاعي المحكم الذي تجاوز خمسة لاعبين، مانعاً الأزرق من هز الشباك مجدداً. وفي حالات الارتداد، اعتمد الفريق الرواندي على التحولات السريعة والهجمات المعاكسة التي شكّلت خطورة بالغة على الهلال، في ظل غياب الأدوار الدفاعية لثلاثي وسط الميدان.
آخر الأسوار
غياب البناء الهجومي من عمق وسط الملعب انعكس سلباً على أدوار الأطراف كوليبالي وفلومو، بفعل الضغط والرقابة الصارمة، مما أفشل الهلال في الوصول لمرمى الخصم بالصورة المعتادة. ويمكن القول إن محمد المدني اغتال آمال الهلال بأدائه الضعيف، الذي لا يؤهله لحراسة فريق في هذا المستوى، ناهيك عن نادٍ بحجم الهلال، الذي أنجب عبر تاريخه أسماءً كبيرة في حراسة المرمى أمثال سبت دودو، زغبير، الريح جادين، أحمد آدم، يور، وسليمان بمبي.
وأصبح من الواجب على المدرب الروماني ريجي كامب ابتكار أساليب جديدة لتنويع العمليات الهجومية، سواء عبر العمق الهجومي، أو بتطوير مهارات التسديد من خارج المنطقة، لكسر التكتلات الدفاعية التي باتت سمة ملازمة لمواجهات الهلال في قادم المباريات.


