أخطاء فوفانا وأبو عشرين.. ناقوس خطر يجب تداركه

هلال وظلال
عبد المنعم هلال

أخطاء فوفانا وأبو عشرين.. ناقوس خطر يجب تداركه

ـ مباراة الهلال القادمة أمام الأهلي المصري في ربع نهائي بطولة الأندية الأفريقية الأبطال هي مواجهة من العيار الثقيل لا تحتمل أي هفوة أو خطأ خاصة تلك التي ارتكبها الحارسان عيسى فوفانا وعلي أبو عشرين في مباراتي المريخ وتولدي الموريتاني فالأهلي ليس كأي فريق بل هو بطل متمرس في البطولة الأفريقية يعرف كيف يستغل أخطاء الخصوم بأفضل صورة.
ـ الهلال يدخل هذه المباراة الحاسمة وهو يدرك أن أي خطأ أمام فريق مثل الأهلي لن يمر بسلام بل سيكلف الفريق الكثير وربما يؤدي إلى خروجه من المنافسة لذلك لابد من معالجة الأخطاء السابقة والعمل بجدية أكبر على تجهيز الحراس وإعدادهم نفسياً وفنياً لهذه المواجهة المصيرية.
ـ لا يختلف اثنان على أن حراسة المرمى تشكل نصف قوة أي فريق وأن الهلال يمتلك حراساً على مستوى عال من الموهبة والخبرة لكن الأخطاء الأخيرة التي ارتكبها حارسا الفريق عيسى فوفانا وعلي أبو عشرين خلال مباراتي الهلال أمام المريخ وتولدي في الدوري الموريتاني دقت ناقوس الخطر وأثارت تساؤلات مهمة حول مدى جاهزية الحراس للتحديات القادمة.
ـ في مباراة الهلال والمريخ ظهر الحارس الشاب عيسى فوفانا بمستوى جيد قبل طرده حيث لعب بثقة واتسم أداؤه بالهدوء إلى جانب توزيعه الدقيق للكرات نحو زملائه سواء المدافعين أو المهاجمين لكن كل هذا التألق تبخر عندما ارتكب خطأً فادحاً أدى إلى أن يلعب الهلال ناقصاً لاعبين بعد تم طرد اللاعب ياسر عوض قبله بدقائق قليلة ما أدى إلى خسارة المباراة.
ـ انفراد مهاجم المريخ من الجهة اليمنى كان يجب التعامل معه بحكمة وتقدير صحيح للموقف لكن فوفانا قرر الخروج السريع من مرماه بشكل مبالغ فيه وابتعد لمسافة غير مبررة خارج منطقة الجزاء وكان عليه الانتظار والتقدم بشكل تدريجي لتضييق زاوية التسديد ومنع المهاجم من المرور لكنه اختار التهور على حساب التروي ولم يكن أمام الحكم سوى إشهار البطاقة الحمراء وطرده من الملعب.
ـ أما الحارس علي أبو عشرين، فقد وقع في خطأ لا يقل سوءاً عن خطأ زميله فوفانا وذلك خلال مباراة الهلال أمام تولدي.
ـ الثقة الزائدة لدى أبو عشرين جعلته يتعامل باستهتار مع كرة مرجعة إليه من أحد المدافعين تحت ضغط هجومي مكثف من لاعبي تولدي.
ـ بدلاً من تمرير الكرة بسرعة إلى زميل غير مراقب أو إبعادها عن مناطق الخطورة قرر مراوغة مهاجم الفريق الموريتاني لكن ما حدث بعد ذلك كان كارثياً حيث فقد السيطرة على الكرة ليخطفها المهاجم واضطر أبو عشرين للاندفاع نحو المهاجم بسرعة دون تقدير مناسب للحظة الانقضاض عليه وهو ما أدى إلى طرده هو الآخر.
ـ أخطاء فوفانا وأبو عشرين تسلط الضوء على مشكلة حقيقية يجب أن يتعامل معها الجهاز الفني ومدرب الحراس بسرعة وفعالية لمعالجة هذه الأخطاء الكارثية.
ـ يجب تدريب الحراس على كيفية تقدير اللحظة المناسبة للخروج من المرمى والتعامل مع المهاجمين بذكاء وهدوء مع تحسين كفاءة خطوات الاقتراب والتركيز على تقنية الاقتراب الصحيح من المهاجمين مع التدرب على الإغلاق التدريجي للزوايا والتوقيت السليم للانقضاض.
ـ التعامل السريع مع الكرات المرتدة وأهمية التمرير السريع والدقيق دون المخاطرة غير المحسوبة التي قد تكلف الفريق الكثير.
ـ تعزيز الثقة والانضباط النفسي فالثقة مطلوبة لكنها إن زادت عن حدها تصبح سلاحاً ذا حدين وعلى مدرب الحراس العمل على توجيه حراس الهلال نحو الثقة الهادئة المدعومة بالتركيز والانتباه.
ـ الثقة لا تعني الاستهتار وما حدث في مباراتي الهلال أمام المريخ وتولدي يجب أن يكون درساً مفيداً وليس محطة لجلد الذات.
ـ الحارس الممتاز هو من يتعلم من أخطائه ويعمل على تصحيحها نعم أخطأ فوفانا وأبو عشرين لكن الأهم هو كيف سيعودان أكثر قوة وإصراراً على إثبات الذات وتقديم الأداء الذي يتوقعه جمهور الهلال.
ـ الهلال يملك حراساً على قدر عال من الكفاءة ولكن الأخطاء واردة في عالم كرة القدم والمهم الآن هو العمل الجاد والمتواصل من الجهاز الفني لتهيئة الحراس نفسياً وفنياً للمباريات القادمة خاصة مباراة الأهلي.