*ما بين رادس والجوهرة ولا جديد يازعفوري
*بعد خروج الهلال من التنافس الافريقي للأندية البطلة وهبوطه للكونفدرالية رغم الدعم والمساندة الجماهيرية الكبيرة التي وجدها راح الكثيرون كالعادة يطلقون رصاص الخروج مقسما بين المجلس واللاعب والمدرب ولعل النصيب الاكبر ناله السيد الزعفوري عطفا علي عدم حسن ادارته للمباراتين امام الافريقي والتي يتحسر انصار الهلال بأن الفريق الهلالي كان يمكنه ان يقدم افضل مما كان وان النادي الذي اخرجه من المنافسة لم يتفوق عليه لعبا وفنا بينما تفوق تمثيلا وفهلوة وقتلا للوقت فنال ما نال عطفا علي ضعف ثقافة لاعبينا الكروية . ثم دعوني اخالف الاغلبية وارمي اللائمة في وجه المدرب بعيدا عن المجلس ولاعبنا المظلوم ان كان محليا لم يمنحه المدرب مساحة للإبداع او كان محترفا قتل طموحه ورغبته مدرب قيده بمهام معينه
*ولعلي اذكر ان المدرب ليس سيرة ذاتية فقط وانما يجب ان يتمتع بشخصية وكاريزما وثقافة عامة وفلسفة كروية مقنعة وقرار قوي لا يقبل الا ان يشرك من اراد ومتي ما اراد لا يخضع لإملاءات المجالس
* اقتطف من مقال ما قاله يورجين كلوب عندما قدم لتدريب ليفربول خلال مؤتمر صحفي عن فلسفته في التدريب قال “لاعبون يرغبون فى مساندة الفريق. هذا هو الشىء الوحيد الذى أريده. لابد أن يستمعوا لما أقوله جيدا. هذا مهم للغاية. لأننى أعتقد أن إمتلاك 11 لاعبا يؤدون بطريقة خطأ نفس الشىء أفضل كثيرا من 11 لاعبا يؤدى كل منهم ما يحب أن يفعله. وطريقتى قانون.. ثم إذا إمتلكت الكرة فإن عليك أن تبدع بها وتبتكر . وإذا فقدت الكرة فإن عليك أن تبدأ فورا الهجوم المضاد والضغط الشرس كى تستردها. فالضغط على الخصم مهم جدا. وهذا ليس إقتراحا ولكنه قانون أيضا .. وفريقى يجب أن يلعب كل مباراة بأٌقصى طاقة يملكها كل لاعب وهذا قرار ” ..
* و عن الجمهور قال كلوب: “لابد أن نمتعهم. أن نجعل حياتهم أفضل. إن كرة القدم ليست مهمة جدا. إننا لسنا أطباء ننقذ حياة بشر. وعملنا ومهمتنا أن نجعل جمهورنا يستمتع. وينسى همومه ومشاكله خلال 90 دقيقة . ويخرج من الملعب ليتحدث عن المباراة ويتذكرها ” ..
*بحثت عن مثل هذا المدرب في كشف اسماء من تولي تدريب الهلال بصورة خاصة وفرقنا بصورة عامه فلم اجد من يجلعنا فعلا نحسن الظن ونملك اليقين اننا فعلا يمكن ان نحقق بعض احلامنا واتفق تماما ان مشكلتنا ليست مشكلة لاعب يملك الموهبة لكن مشكلتنا مشكلة مدرب يعرف ان يصنع ويخرج ما يملكه اللاعب لمصلحة الفريق اننا نبحث عن المدرب الذي يستطيع ان يخلق تلك الدافعية وذلك التميز وان يصنع من لاعبينا تجانس وتفاهم وتناغم يصب في مصلحة الفريق فماذا قدم هذا الزعفوري للاعبينا من جديد مابين المباراة الاولي والثانية وماذا اختلف من رادس والجوهرة
*لعل مثال واحد يكفي للإطاحة بهذا الزعفوري بعيدا عن نادي الهلال والاتيان بمدرب يملك تلك المواصفات التي ذكرها يورجين كلوب ولنقل صراحة ماذا فعل الزعفوري مع امبوبو هذا اللاعب المحترف الذي خلخل دفاعات الافريقي وازعجهم برادس واضاع ما اضاع من اهداف امام المرمي في فرص سهلة وضحت مشكلته الاساسية منذ مباراة الخرطوم اما كان من الاولي ان تكون تدريبات هذا اللاعب فردية وان يخصص له وقتا لممارسة التهديف والتركيز كما يفعل المدرب الحقيقي
*ثم لننظر من مشكلة الهلال في التهديف ماذا قدم الزعفوري لحل هذه المشكلة بعد ان كان هجوم الهلال متميزا بالشعلة كرأس حربة صريح بدلا عن امبوبو الذي تكون كل تهديفاته الرأسية او الارضية عن طريق القدم ترتفع عاليا لتصل لمدرجات الجمهور ! لا اود الحديث عن خطة المدرب او طريقته بقدر ما اود ان يكون الجمهور حاضرا في الحكم علي المدرب من زوايا الحلول التي يقدمها للفريق فقد حاولت باحثا عن ميزة تعضد ما فعله مجلسنا بإعادة الثقة في الزعفوري فلم اجد سببا واحدا للإبقاء عليه
*طريقة الزعفوري مابين رادس والجوهرة معروفة فلا جديد فهو لا يلعب بمراكز وإنما يلعب بواجبات وتكليفات قيدت اللاعبين واربكت حساباتهم وشتت افكارهم فالرجل لعب مباراة الجوهرة مباراة الاياب بنفس الفكر والاسلوب مما جعل الليلي لا يعاني فقد درس واستوعب وفهم الهلال جيدا وقد منحه الزعفوري ما يريد وساعده في ذلك طموح لاعبيه وثقافتهم وتكاتفهم
*اشعر فعلا بالأسف لتجديد الثقة في الزعفوري وما حدث من اعادة الثقة من المجلس ليس مفاجأة فالزعفوري يجب ان يرحل ويجب علي مجلسنا ان يدير الفريق الكروي باحترافية فالهلال ليس اكاديمية ادارية لتعلم فنون الادارة الكروية فيها وليس مكانا للتنظير والتجريب
* سادتي في مجلس الهلال هناك معايير عند اختيار مدرب، ومن أهمها بجانب خبراته ونتائجه شخصيته، وأفكاره، وأسلوبه فى التدريب وفلسفته، والشخصية المقنعة فنيا ونفسيا فحين يتولى المدرب المنصب يجب أن يصنع لنا فريقا جيدا من المحليين والمحترفين، ويلعب كرة جيدة بشقيها الدفاعى والهجومى، وأن يجعل للاعب السوداني شخصية جريئة فى الملعب مسلحة بمهاراته وبلياقته البدنية فهل يا مجلسنا الهمام مثل هذا يتوفر في المعد البدني الزعفوري او هذا ما نطمح فيه للاعبينا.
* كلمة لوجه الله لو كنت مكان الزعفوري بعد هذا الخلاف الكبير عليه والاختلاف حوله علنا فإنه يستحق أن يفكر مرتين وثلاثة قبل ان يقبل فقد كتب بنفسه شهادة اقالته من الهلال من رادس قبل الجوهرة لكن مجلسنا رفض التوقيع عليها
** شكرا كثيرا للاعبين الذين قاتلوا بروح عالية لكنهم لم يوفقوا
* لم تعد طريقة اختيار مدرب مشكلة. وإنما أصبحت المشكلة هى طريقة مناقشة كفاءة هذا المدرب، وهل يصلح أم لا يصلح لتدريب الفريق
**ما هى مشكلة الهلال بالضبط؟ هل هى الثقة المفقودة؟ هل هى نقص المهارات؟ هل هى وسائل التدريب وأفكار وأساليب المدربين ا؟ هل هم اللاعبون؟ ..هل هي مجالس الاندية ؟,,هل هو الاعلام ؟ فهل نقتنع ان افضل انجاز لنا سيظل الوصول للنهائي الافريقي مرتين ونظل نكرره كما يفعل اخوتنا في الوصيف بكأس افريقي مضي عليه اكثر من ثلاثون عاما
* المشكلة كانت واضحة فيما يتعلق بالقوة والقدرة الهجومية للهلال في مقابلة الذهاب والاياب مع الافريقي ، لكنها ليست سبب الهزيمة المباشر، ففريق الافريقي الذى لعب امام الهلال كان الأفضل. وكنا أسوأ. كان أعلى وكنا أقل. كان أسرع وكنا أبطأ. كان جادا وكنا نمزح. كان مصمما وكنا مغرورين. مستهترين غير مبالين ومركزين بل مشتتين كان يسعى لما يريد. وكنا ننتظر ما نريد.. ثم إن كرة القدم فى كل أحوالها شأن أى عمل فى كل الأحوال. النجاح يبدأ من التفاصيل الدقيقة. من الأشياء الصغيرة..
* عدم تأهلنا ليس لأن مدربهم «ذاكر» فريقنا جيدا فقط فكل مباراة يجب أن تلعب بتنظيم وبقوة وبلياقة وبتعاون وبجماعية وبإرادة حقيقية. واللاعبون يجب أن يتسلحوا بالسرعة فى التصرف وفى الجرى وهذا سلاح مفقود..
*كلمة صريحة اخيرة ..نحن نتفوق ونلعب بعزيمة في مباراة ونغيب عن التي تليها فنترك العزيمة والاصرار ونفقد التركيز وننسي كرة القدم وجماعيتها فنصاب بالانهيار وتسقط دفاعاتنا فتصبح مثل شوارع الاسواق المكتظة بالمارة والباعة وهم يتجولون كيفما ارادوا ومتي ما ارادوا
*كلمة قاسبه حرة ,,,,نحن سقطنا في الابطال وما يزال البعض يردد : «الأمل مازال موجودا»..! ولكن الحقيقة القاسية ان فريقنا مثل المريض داخل غرفة الانعاش
*اخر كلمة ..اننا نعيش ازمة ثقة حقيقية في مجلس يدير الكرة باحترافية
