صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أسلوب انهار في مونديال قطر.. هل دق المغرب المسمار الأخير في نعش “التيكي تاكا”؟

426

 

أثار الإقصاء المبكر لمنتخب إسبانيا من الدور ثمن النهائي لمنافسات كأس العالم “قطر 2022” العديد من التساؤلات حول جدوى وفعالية ما أُطلق عليه أسلوب “التيكي تاكا”.أهم هذه الأسئلة على الإطلاق هو: هل انتهى عصر “التيكي تاكا”؟ خاصة بعد خروج منتخب إسبانيا بقيادة المقال لويس إنريكي من المونديال الذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير لمحبي وعشاق هذه الطريقة والمؤمنين بها.هذا التساؤل لم يكن وليد هذا الإقصاء فقط، بل جاء نتاج مواسم عديدة، خسر فيها الأب الروحي لهذه الفلسفة نادي برشلونة العديد من المباريات بل والألقاب بسبب تمسكه بـ”التيكي تاكا”.

هل انتهى عهد “التيكي تاكا”؟

قبل أي شيء ولتوضيح الصورة أكثر فإن “التيكي تاكا” هو أسلوب لعب يعتمد في الأساس على استحواذ الفريق على الكرة ويهدف إلى حرمان الفريق المنافس من الحصول عليها اعتمادا على التمريرات القصيرة والسريعة، وفيه يبدأ الهجوم من خط الدفاع.وعند فقدان الكرة يسعى الفريق إلى استرجاعها بأسرع وقت ممكن عبر تطبيق الضغط العالي على المنافسين.ونجح غوارديولا بهذا الأسلوب في احتكار جميع الألقاب مع برشلونة بموسمه الأول، وكان لفريقه السبق في التتويج بالسداسية التاريخية (الدوري والكأس والسوبر في إسبانيا، دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية)، وأضاف إليها ألقابا أخرى في المواسم الثلاثة الأخرى التي قضاها في “كامب نو”.وبعد رحيله عن الفريق الكتالوني ظل الطرفان وفيين لهذا الأسلوب، فواصل برشلونة السير على النهج ذاته مع مدربين آخرين، فيما نقل غوارديولا هذه الفلسفة إلى بايرن ميونخ ومانشستر سيتي على التوالي.اعتُبر هذا الأسلوب ثورة في كرة القدم، وأثبت فعاليته على مدى عدة سنوات، وشهد تتويج الأندية المذكورة أعلاه بالعديد من البطولات، وسار على النهج ذاته منتخب إسبانيا الفائز بكأس العالم 2010 وكأس أوروبا 2012.ومع تطور كرة القدم نجح الكثير من المدربين في إيجاد حلول ثبتت فعاليتها في كثير من الأحيان، أبرزها إغلاق المنطقة وتضييق المساحات، والاعتماد على الهجمات المرتدة، وهي طريقة أصابت “التيكي تاكا” في مقتل، خاصة في ظل شح اللاعبين الذين يتقنون هذه الطريقة، بعد اعتزال تشافي هيرنانديز، ورحيل أندريس إنييستا وليونيل ميسي عن برشلونة، وهم أفضل من طبقوا “التيكي تاكا” برفقة الجيل الذهبي “للبارسا”.

المغرب دق المسمار الأخير

وجاءت خسارة إسبانيا من المغرب في ثمن نهائي كأس العالم لتزيد حدة الانتقادات لهذه الطريقة التي وصفتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية بأنها “وهم”، خاصة أن لاروخا فشل في هز شباك “أسود الأطلس” لمدة 120 دقيقة.وكان ميشيل سالغادو نجم ريال مدريد ومنتخب إسبانيا الأسبق أحد نجوم اللعبة الذين انتقدوا هذه الطريقة، مؤكدا أنها “ألحقت ضررا كبيرا” بكرة القدم الإسبانية.وأجاب سالغادو عن سؤال حول هذا الأسلوب خلال حوار جديد مع صحيفة “ماركا” (Marca) الإسبانية، فقال “برأيي أن التيكي تاكا تلحق بنا الكثير من الأذى”.وأضاف لاعب ريال مدريد الأسبق “رأيي نابع ليس لأنها سيئة أو جيدة، ولكن لأنها باتت معروفة ومفهومة، حتى الأطفال باتوا يعرفونها”.أما المدرب الإيطالي المخضرم فابيو كابيلو فأكد بما لا يدع مجالا للشك أن بطولة كأس العالم التي تستضيفها قطر حاليا كانت شاهدة على انتهاء حقبة التيكي تاكا.

وداعا للمهاجم الوهمي

وكتب كابيلو مقالا حول ذلك أبرزته صحيفة “موندو ديبورتيفو” (Mundo Deportivo) الإسبانية قال فيه “في هذه البطولة سنحتفل بنهاية تيكي تاكا، وداعا للمهاجم رقم 9 الوهمي”.ويرى كابيلو في الأسلوب الذي وضع إسبانيا على قمة كرة القدم العالمية أنه يحتاج إلى لاعبين من الطراز الرفيع من أجل تطبيقه.وقال “حتى غوارديولا 2022 ليس هو نفسه غوارديولا عام 2010، حين كان لديه في برشلونة نجوم مثل ميسي أو إنييستا في أفضل مستوياتهم من أجل اللعب بهذا الأسلوب والنجاح في تطبيقه”.وأضاف كابيلو (76 عاما) حول جزئية المهاجم الوهمي “يمكن لذلك أن ينجح في بعض الأحيان، لكنه لن ينجح بصورة منتظمة، لأن الأمر متوقف على شخصية وقدرات المهاجم الأساسي”.

ويؤكد كابيلو أن استحواذ إسبانيا على الكرة أمام المغرب لم يكن أسلوبا ناجعا، لأن ذلك لم تصاحبه السرعة في نقل الكرة.وكانت صحيفة “ماركا” الإسبانية قد نشرت تقريرا في عام 2019 تحت عنوان “وفاة التيكي تاكا” دللت فيه على صحة حديثها بالعديد من النتائج.وأظهرت الصحيفة في ذلك الوقت إحصائيات تؤكد تخلي الأندية الكبيرة في القارة العجوز عن أسلوب “التيكي تاكا” والاستعاضة عنه بآخر ذي فعالية وسرعة أكبر.وضربت “ماركا” مثلا في برشلونة الذي كان معدل استحواذه على الكرة 73% في عام 2011 مع غوارديولا، ليتراجع إلى 57% في عام 2018، والأمر نفسه انطبق على بايرن ميونخ الذي استحوذ على الكرة بنسبة 71% في موسم غوارديولا الأخير عام 2016، ثم تدنت إلى 57% في 2018 أيضا.

الجزيرة نت

قد يعجبك أيضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد