صحيفة كورة سودانية الإلكترونية

أشياء.. ولكن من حتى..

1٬073
افياء
أيمن كبوش
أشياء.. ولكن من حتى..
# عندما يأتيني صدى حرفه المغموس في الورد والود والندى، مطرزا على جدائل السطور البهية، أدرك تماما بأن الرجل يريد أن يعطيني أمرا مشابها لذلك الأمر القطعي الموشى ب”ضجة الخوف والهواجس”.. كان أيامها نداء “اجمع الكراس” يعني ضمنيا بان “كل شيء انتهى وما عاد ينفعك الحكي”.. لذلك يجب أن نقول اليوم أرضا سلاح.
# أقف عند حروفه على أطراف أصابعي، اغوص فيها، أمارس وظيفة “دودة الكتب” التي تلتهم السطور التهاما دون أن تبقي منها حرفا، ثم اعيد التلاوة مرة أخرى مثل درويش في حضرة الحضرة.. أو راهبا متبتلا في سانحة تعميد.. اعيد القراءة، اتمتم بما احسه ولا ادري ان كانت “تمتمتي” هذي قد جاءت كطلاسم على بساط البراءة، أم هو المس الذي يعتقل الحواس ويبقى طويلا وطويلا تحت الجلد.
# أعدت القراءة ولم أكن احمقا مثلما قال صاحب “العودة لذات النهر.. عودة لذات الوجع”.. ولكن في بعض الإعادة إفادة كما في ثقافتنا السودانية.. وشكرا لهذا الهلال الذي جعل كل تلك الحروف الوضاءة ممكنة في زمن الكورونا والموت المجاني، شكرا لك أخي الدكتور حسن علي عيسى، فما بين الهلال، والأدب النبيل والحزن النبيل والحب الجميل، أكثر من وشيجة وصلات قربى وقواسم مشتركة.. شكرا لك على هذا السفر الذي دعاني إلى رحلة اسفيرية بطعم “الناس في بلدي يزرعون الحب”.. لك شكري ومودتي التي تعلم.
# خرجت من لدن حروف الدكتور حسن ممتلئا بها، ثم توقفت عند الأخ الأستاذ صلاح الحويج الذي اعتاد على أن يحيي عندي “أدب الرسائل” التي لا تنتهي بكلمة وداعا.. مثلما كان يفعل صديقي الأثير الغائب الحاضر “عبد المنعم محمد سيد أحمد”، الكاتب الذي تفتقده صالات زفاف الحروف وتفتقده مهرجانات وأمسيات الخرطوم الشجية التي كان يعطرها شدو المغني حمد الريح بامنيات الشاعر عثمان خالد عندما كتب رائعته الومضة” إلى مسافرة” فقال: “أهديك حروف ما قالا زول.. وما أظن يقولا وراي بشر.. أهديك عيوني عشان استريح.. الدنيا بعدك ما بتسر.. يا حليلو”.. حليلو هذه للأسف الشديد، تقودني إلى تلك المناطق المحظورة التي اخشى عليها من “الدوس بنعال المواقف المختلة”.. مثل خشيتي “الفوبيا” من البوح في زمن الكلام النوح.
# كتب لي صلاح الحويج رسالته المعتادة تعليقا على مقال الأمس فقال:” ياحبيب كيفك واخبارك.. انت بتأذن في مالطه.. منو العندو صبر علشان نبني شخصية البطل.. زمان في واحد قال الهلالاب ديل عاوزين قبل بداية المباراة الهلال يغلب عشرة صفر.. تفتكر جماهير محبة زي دي ممكن تصبر علشان تبني ليك فريق خلال عشره سنوات مثلا.. خليك عاقل.. لكن لابد مما ليس منه بد.. نضرب في الوتر حتى تتحقق الأمنيات.. وينشأ جيل يتعلم ويؤمن بالمؤسسية.. العمل الدؤوب والصبر وتحمل الاخفاقات والمتاريس.. تحياتي ياحبيب طولنا ما اتلاقينا”.. ولم لا اؤذن في مالطة.. لعل مالطا انجزتنا ما نحب.
# اخيرا.. قلت له: أكاد أجزم بأن صفاء الأصم التي تكتب ورود وبارود على أخيرة صحيفة “اخبار النجوم” الوليدة ماهي إلا نادية عابد التي كانت حروفها تسكن دواخل الكاتب الضجة مفيد فوزي في ” شيء ما” على صفحات الجميلة “صباح الخير”.. ولعل ما بين مفيد فوزي والكاتب الضخم حسن عبد الرحيم تجربة وزاد.. كرنفالات حب واعياد.. و.. هنا انقطع المساء على ضفاف تعتزل النساء.. والقاكم..
كبوش
قد يعجبك أيضا
تعليق 1
  1. أبو ساروتا يقول

    من السهولة بمكان أن يكتب صحافي المقالات اليومية عن الرياضة بروح المشجع المتعصب الأعمي وما أكثرهم بلونيهم الأزرق والأحمر وخاصة أهل القبيلة الحمراء فهم أكثر من يمثلون حالة ( رمتني بداءها وانسلت ) أقول من السهولة كتابة أكثر من مقالة في اليوم الواحد من شالكة التبخيس ما عند الآخرين ومفردات تُكتب وتُباع كل يوم ( الدلاقين .. الوصيف الدائم .. شداد .. الحكام .. الصفر الدولي .. وكاااااااااااااااااااك ) ولكن أتحدى أولئك ( أي الذين يكتبون بمثل ما ذكرت آنفاً ) ولمدة ثلاثون يوماً أن يكتبوا ولو مقالة واحدة (فكرة ومفردة ) مثل ما يكتب هذا الشاب كبوش .. لك التحية من الأعماق إبني وأسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضى ، وسير على هذا المنوال عسى ولعل أن يتبدل الحال والمقال في الرياضة والصحافة عامة ولك شكري ومحبتي .عبدالهادي القضارف

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد