ونحن في أجواء التسجيلات وانشغال الناس بها، ومع توقف الدوري الممتاز، يجد هلال السودان نفسه مجابهاً بمواجهة من العيار الثقيل أمام النجم الساحلي.
مباراة الغد أمام بطل تونس تختلف شكلاً ونوعاً من كل المواجهات التي خاضها عملاق السودان في دوري أبطال أفريقيا على المدى البعيد والقريب.
انتصار الهلال في رادس بهدف المقاتل أطهر الطاهر، جعل النجم يدخل مباراة الغد بشعار (نكون أو لا نكون) من أجل الإبقاء على حظوظه قوية في التأهل إلى ربع نهائي المسابقة.
يدرك لاعبو الهلال قبل الجميع أن الفريق التونسي ليس له ما يخسره وسيلعب الكل في الكل للخروج بالنقاط كاملة لتعزيز حظوظه في التأهل.
ومباراة بمثل هذه المعطيات لن تكن بأي حال من الأحوال هي مباراة اللاعبين وحدهم، بل هي تحدي لكل جماهير السودان على امتداد الوطن الشاسع.
الأسباني جاريدو المدير الفني للنجم يعرف أن مباراة السبت، هي فرصته الأخيرة في الاستمرار في الجهاز الفني لذلك أطلق تصريحات مثيرة أمس، قال فيه إنه سيرد على منتقديه بالفوز في أم درمان.
ليس جاريدو وحده من أشعل شرارة جزوة اللقاء، بل أن المهاجم الايفواري سليمان كوليبالي أكد أن النجم سيعود بالنقاط كاملة من ملعب الهلال.
مثل هذه التصريحات نحوِّلها إلى عناية جماهير الهلال الوفية فهي قادرة على الرد الحاسم وإجبار جاريدو وكوليبالي ومن لف لفهم على الانحناء احتراماً، والاستسلام في جوهرة الهلال.
فعلها جمهور الهلال من قبل في موسم 2007 عندما لقن النيجيري أوموكاشي درساً بليغاً وجرَّده من كبريائه وجعله يعترف بقوة الهلال وعظمة جماهيره.
في تلك الليلة التي دوَّنها التاريخ في السجلات تأهل الهلال بركلات الترجيح إلى مجموعات أبطال أفريقيا كأول فريق سوداني بعد أن فاز على نساروا بثلاثة أهداف في الشوط الثاني.
كان لهدير جماهير الهلال كلمة السر في هزيمة الفريق النيجيري الذي كسب لقاء الذهاب بثلاثة أهداف ولكن في أم درمان انهار وتقبل ثلاثة أهداف، وودع البطولة من الباب الكبير.
في ذات العام تطاول المصري عصام الحضري حارس الفراعنة والأهلي وأطلق تصريحات استفزازية في حق الهلال فكان جزاءه ثلاثة أهداف حوَّلته من حارس عملاق إلى مجرد حارس واقف بين الثلاث خشبات.
مثل هذه الأجواء والملاحم مطلوبة في مباراة الغد، فتصريحات مدرب النجم ولاعبيه لا تخلو من الاستفزاز ونسوا أو تناسوا عمداً أن هزيمة الهلال في أم درمان صعبة المنال.
حدثوهم بلسان سوداني فصيح وقولوا لهم إن الهلال في أم درمان خلفه ثلثي الشعب السوداني وعليكم أن تتحسسوا مواضع أقدامكم قبل أن تفكروا في الانتصار.
جمهور الهلال ظل دائماً هو صانع الفارق في المباريات سيتحدث الناس عن غياب المدافع الكبير وصانع الألعاب الماهر والمهاجم المرعب ولكن جمهور الهلال ليس له مثيل أو بديل.
أثبتوا بياناً بالعمل في الجوهرة غداً أنكم الأعز نفراً والأكثر عدداً وأن هلال الملايين هو اسم على مسمى فأنتم كل الفريق وليس اللاعب رقم واحد كما يردد الناس.
الوضع غداً مختلف ومعقد والمباراة ليست سهلة بأي حال من الأحوال فالهلال عاد بانتصار تاريخي من تونس فلا بد من أن يعززه بفوز ثانٍ يجعله على بعد نقطة من التأهل.
كونوا عوناً وسنداً وساعدوا اللاعبين على الفوز وتوجيه الضربة الثانية لليتوال واجعلوا حظوظه في التأهل في رحم الغيب ولا تمنحوا فرصة للأمان في أم درمان.
أرعبوهم بالتشجيع الداوي والهتاف الذي يشق عنان السماء وحولوا شتاء أم درمان البارد إلى نار واجعلوا لاعبو النجم في حالة رعب وارتباك.
تزيَّنوا بالأزرق واجعلوا مدرجات الجوهرة الزرقاء كما السماء، وأجبروا الحكم على تطبيق القانون وروحه لأن الهلال غداً لابد أن يكون هو الناهي والآمر في الملعب.
ليس هنالك مجال للهدنة والفرجة، بل لا بد أن يكون صوت جماهير الهلال عالياً غداً من صافرة البداية وحتى صافرة النهاية حتى يتحقق النصر الغالي.
لا تمنحوا النجم فرصة لالتقاط الأنفاس لتجميع قواه واجعلوهم تحت الضغط حتى يدركوا أن للهلال جمهور يحميه من ظلم الحكام وخبث المنافسين.
فالمباراة بكل تأكيد هي مباراة جماهير من الألف للياء فلا تثنيكم الأجواء الباردة عن الحضور لأن تواجدكم في المدرجات يؤكد مدى ارتباطكم وحبكم للهلال.
الهلال بكم سيصل إلى أعلى مرتبة في الأبطال.. فكونوا في الموعد كما عودتم اللاعبين في مثل هذه المباريات.
وقبل الختام.. الليلة الوقفة وبكره العيد.. والسلام.