هلال وظلال
عبد المنعم هلال
أمي التومة بت عثمان نبع الحنان.. والهلال رمز الفخار
ـ بعد فرحة الإنتصار على فريق الشباب التنزاني استأذنكم أن أكتب اليوم عن ست الحبايب أمي الهلالابية (التومة بت عثمان) التي شاركتنا الفرحة وأكتب عنها ليس فقط لأنها أمي بل لأنها نموذج لكل أم سودانية دعمت أحلام أبنائها وساندتهم في انتصاراتهم وإخفاقاتهم تماماً كما تفعل مع الهلال.
.ـ أمي العزيزة التومة بت عثمان وهي تحمل علم نادي الهلال تختزل معانٍ كثيرة وعميقة فهي ليست مجرد صورة عابرة بل تعبير صادق عن عمق انتمائنا الأسري لهذا النادي العريق الذي يسري حبه في عروقنا كجزء لا يتجزأ من هويتنا السودانية.
ـ أمي بنبع حنانها الذي لا ينضب تشبه الهلال في عطائه ووقوفه كرمز للفخر والمثابرة فكلاهما الأم ونادي الهلال يمثلان قوة مستمرة ودعماً لا نهاية له.
ـ لطالما كانت الأم السودانية رمزاً للصبر والقوة فهي التي تتحمل الصعاب من أجل أبنائها وتواجه التحديات بروح لا تلين وبالمثل نجد أن نادي الهلال على مدار تاريخه الطويل كان يقف شامخاً في وجه كل التحديات مستمراً في مسيرة العطاء ومتمسكاً بقيمه مهما بلغت الصعاب.
ـ إن حب أمي للهلال وتلك الصورة التي تجمعها بالعلم الأزرق هي دليل على أن الهلال بالنسبة لنا ليس مجرد نادٍ بل هو إرث كما أن حب الأم وحنانها هو إرث نعيش به ونستمد منه القوة.
ـ في هذه الصورة تتجسد أعظم قيم الحياة فنحن نجد في حب أمي للهلال امتداداً لروح التضحية التي تمنحها الأم لأبنائها فالهلال مثل الأم يظل رمزاً للاستمرارية والعطاء في لحظات الفوز والخسارة يبقى الهلال موجوداً تماماً كما تبقى الأم بجانب أبنائها في كل الظروف سنداً ودعماً وحضناً دافئاً.
ـ الهلال ليس مجرد فريق كرة قدم بل هو رمز للوحدة والانتماء يلتف حوله السودانيون من مختلف الأعمار والمناطق من داخل السودان وخارجه فتجده يجمع كل محبيه على قلب واحد في الشوارع والبيوت والمدرجات يهتفون باسمه ويرفعون شعاره كذلك الأم هي مركز الأسرة وروحها تجمع أفرادها تحت جناحيها وتزرع فيهم الحب والوحدة وأرى في أمي وهي تحمل علم الهلال تلك الروح الجامعة التي تحافظ على اللحمة بين العائلة كما يحافظ الهلال على انتماء جمهوره وإخلاصهم له.
ـ تعلمنا الأم الانتماء بمعناه العميق ونادي الهلال مثال حي على كيفية تجسيد هذا الانتماء وعندما رفعت أمي علم الهلال شعرت بأن الأمر أكثر من مجرد مشهد رياضي إنه امتداد لتاريخ طويل من الفخر والانتماء تاريخ تجددت فيه مشاعرنا مع كل هدف يُسجل ومع كل هتاف يهز المدرجات ومع كل مباراة تنبض فيها قلوب الجماهير. الهلال بالنسبة لأمي كما هو بالنسبة لنا هو مرآة تعكس القيم التي نشأنا عليها فهو يحثنا على التحلي بالصبر عند الهزيمة ويغرس فينا الأمل عند الانتصار.
ـ تجسد الأم مثل نادي الهلال دوراً أساسياً في صناعة الأمل وبناء المستقبل فالأم هي التي تزرع في قلوب أبنائها بذور الطموح وتشجعهم على المضي قدماً تماماً كما يزرع الهلال في قلوب مشجعيه الأمل بنجاحٍ قادم وانتصار مشرق وأرى في تلك الصورة التي تجمع والدتي بعلم الهلال رؤية واضحة للمستقبل حيث تكمل الأم برسالتها النبيلة مسيرة الهلال في توحيد الجماهير وتعزيز روح الإصرار.
ـ:نادي الهلال بحضوره القوي وانتمائه الراسخ هو جزء من ذكرياتنا العائلية يشكل حكاية تعيد إلى أذهاننا لحظات من الفرح والفخر وتصبح حينها أمي في عيني مثل الهلال رمزاً للصبر والعزيمة لا تهزها العواصف بل تقف بشموخ لتزرع فينا الإيمان.
ـ إن العلاقة بين أمي ونادي الهلال علاقة تنبض بالإخلاص والمحبة وهي ذات المشاعر التي يغرسها الهلال في قلوب مشجعيه ليصبح جزءاً من نسيج حياتهم اليومية.
أمي لم تحب الهلال فقط لأنه فريق يحقق الانتصارات بل أحبته لأنه نادٍ يعبر عن كبرياء السودانيين وتطلعاتهم ويرمز لصمودهم ورغبتهم في تحقيق الأفضل وكما أن الأم تحب بلا مقابل نجد في حب جماهير الهلال لهذا النادي أسمى معاني الولاء حيث يقفون بجانبه مهما كانت النتائج مستعدين للتشجيع والتضحية.
ـ في صورة أمي وهي ترفع علم الهلال أجد رسالة جميلة لكل محبي النادي.
ـ الهلال كالأم يجسد الحب الصادق الذي لا يتغير مع الزمن ويمثل تلك القوة التي تدفعنا للاستمرار والتفاؤل بالمستقبل فالهلال هو امتداد لذلك الحنان والأمان الذي نجده في قلوب أمهاتنا نلجأ إليه في لحظات الضعف ونبتهج به في لحظات النصر.
ـ أمي والهلال هما نبعا المحبة والعطاء اللذان نستمد منهما القوة والشجاعة.
ـ أسأل الله أن يمتعك يا أمي (التومة بت عثمان) بالصحة والعافية وأن يرحم أبي (أحمد هلال) ويغفر له فقد كان الرمز الذي جسد الهلال في حياتنا اسماً ومعنى.
ـ رحم الله أمهاتنا اللواتي غادرن الدنيا وأدام الصحة والعافية على أمهاتنا الأحياء.