أنقذت “المشطوب” من “علقة ساخنة” على يد الثعلب..!

كرات عكسية

محمد كامل سعيد

أنقذت “المشطوب” من “علقة ساخنة” على يد الثعلب..!

* ضج الشارع الهلالي، بالخطوة الغريبة التي اقدم عليها المجلس الجديد، والمتمثلة في فتح باب العودة امام اللاعبين الذين لم يتمكنوا من اكمال مشوارهم في الملاعب بشعار الهلال.. وذلك لاسباب بعضها ظاهر، والجزء الخطير منها غامض وغير واضح..!
* وفجأة اقدم المجلس الهلالي على تقديم “حركة” في شكل “وردة”.. واكد ان فرصة العودة تتاح للاعبين الذين لعبوا بداية من العام 1987.. يعني القصة كدة اتحبكت خلاص، وحققت “الوهمة” كل اهدافها الاساسية، وضمنت جماعة السوباط اعادة قيد المشطوب لسوء السلوك هيثم مصطفى..!
* وبعيدا عن المشاكل، التي ظل مشطوب الهلال يفتعلها كل حين، سواء مع زملائه اللاعبين او المدربين او قادة واعضاء مجالس الادارات المتعاقبة، فان ذلك الشخص باع هلاليته في لحظة واحدة..!
* تلك اللحظة تمثلت في خطوة توقيعه فى كشوفات المريخ، الند التقليدي، دون اي اعتبار لتاريخه، الذي سطره في العرضة شمال.. فتحول اسمه، بين ليلة وضحاها عند الارزقية، من “المشاغب” الى “امير الساجدين”.. ولا عجب..!
* تحول “الارزقية”، بمقدار مائة وثمانون درجة، كان من الامور العادية، التي تعكس بعمق حجم التعصب والحقد والحسد الذي يملأون به قلوب المشجعين ليل نهار، ويؤكد بتلك الخطوة المباغتة – انهم كارزقية – قد استوعبوا تماما الدروس التي تعلموها في مدارس الكيزان..!
* المشطوب تجاهل اعتصام الجماهير الوفية في ستاد الهلال، والذي طلبت فيه باعادة “هيثم سيطرة” الى الكشوفات، حرصا على تاريخه، ليفاجئهم بعد ساعات بالانضمام للمريخ.. بل والتصربح بان ثلاثة اشهر في المريخ، كانت افضل من 18 سنة بالهلال..!
* وبعيدا عن ما فعله المشطوب قبل وبعد الشطب من الهلال، فان تاريخ هذا اللاعب يظل ملطخا بالتجاوزات، والهفوات والتمرد، وكل ما له علاقة بالفوضى..!
* نعود الى العام 1996، عندما نظم الاهلي مصر بطولة الاندية العربية بالقاهرة، بمشاركة سبعة فرق قسمت لمجموعتين، ووقع الهلال في المجموعة الثانية الى جوار الهلال السعودي والرجاء المغربي والوحدات الاردني.. ********************** كنا ساعتها نعمل في “صحيفة الخرطوم”، التي كانت تصدر كصحيفة معارضة لنظام الانقاذ من القاهرة.. وكان قدوم اي بعثة رياضية الى مصر، يعتبر عيدا بالنسبة لنا، لاننا نقوم بتوسيع ارشيفنا المتواضع، في وقت لم تصل فيه اجهزة الاتصالات الى ما هي عليه الان..!
* كلفت من ادارة تحرير الصحيفة بتغطية مباريات الهلال.. وفي اول مباراة للازرق، امام الوحدات الاردني، تعرض ممثل السودان للهزيمة (3/2)، وشهد ذلك اللقاء طرد الثنائي “الصاعد المغمور” حمد كمال وهيثم مصطفى..!
* طرد الثنائي المذكور في ذلك اللقاء، كان له الدور الكبير في هزيمة الهلال. فما كان لرئيس البعثة، الراحل المقيم محمد حمزة الكوارتي، الا ان اصدر قرارا بارجاع الثنائي الى الخرطوم فورا..!
* وقبل اتمام اجراءات تسفيرهما الى الخرطوم، لعب الهلال امام الهلال السعودي، وفاز ازرق السودان بهدف والى الدين، واستعاد الامل في المنافسة على التأهل لنصف النهائي، ليتراجع رئيس البعثة، بعد تدخل الزملاء المرافقين، عن قرار ابعاد الثنائي واعادتهما الى الخرطوم تمشيا مع روح الانتصار..!
* في اليوم التالي، ذهبت الى الفندق، حيث تقيم بعثة الهلال وعدد ممدن البعثات.. والتقيت بصديقي الراحل الكوارتي، وسألته عن سبب تراجعه كرئيس للبعثة عن قرار ارجاع الثنائي.. واثناء جلستتا وصل جمال الثعلب “كابتن الفريق”، فطلبت منه شاكرا، ان يجمعني بحمد وهيثم، لاستفسارهما عن رائيهما في قرار البعثة الادارية بالابقاء عليهما في القاهرة..!
* تعامل معي الثعلب بكل ادب.. ورافقني الى غرفة الثنائي، وطرق الباب.. وما هي الا ثوان حتى فتح حمد كمال باب الغرفة، ورحب بي وبالكابتن جمال الثعلب..!
* فقال الثعلب لحمد كمال: “الاستاذ ده عايز يستفسركما عن رأيكما في قرار البعثة الادارية الخاص بالعفو عنكما، وصرف النظر عن ارجاعكما الى الخرطوم، واستعداداتكما لقادم المباريات بالبطولة”..؟!
* .. ودون ان نراه، او يرانا.. سمعنا هيثم “المشطوب” وهو يقول (بصوت مسموع من داخل الغرفة ويشوح بيديه): “كان حقو يرجعونا زاتو الى الخرطوم، لاننا ما عايزين نلعب في البطولة دي تاني”..! ************************ بعد تلك “الجملة القبيحة” التي قالها المشطوب.. “عينك ما تشوف الا النور”، حيث اندفع الثعلب نحو المشطوب، وامسك به من عنقه داخل الغرفة، وكاد يفتك به، وهو يردد بصوت مرتفع: “يا زول ما تتكلم باحترام وزي الناس مع الاستاذ”.. فما كان مني الا ان تدخلت، ونجحت بحمد الله في انقاذ المشطوب من بين يدي كابتن الثعلب الذي كان سبفتك به حتما ولا محالة..!
* وبعيد عن ما حدث، فقد تلقيت اعتزارا رقيقا من حمد كمال، عن ما بدر من المشطوب، ومنحني تصريح في شكل اجابة عن السؤال الذي من اجله حضرت الى الفندق، وغادرت وانا اهدئ في الموقف، واطالب الثعلب بعدم الانفعال، بعدما اكدت له عدم معرفتي بذلك الصاعد، وان القصة بالنسبة لي انتهت خلاص..!
* لا تزال قصة (سيدنا يوسف) تحاصر عقلي وبالتحديد مشهد الكهنة الذين يعرف كل واحد منهم درجة الوهم التي يتعامل بها (كبيرهم اليخماو) رغم ذلك يصرون على التسبيح بحمده ليل نهار، رغم علمهم بانه موهوم.. وهم يفعلون ذلك من باب الحرص على مصالحهم الخاصة وما اكثر مثل تلك النوعية في زماننا الحالي.
*تخريمة اولى:* حتى لا ننسى فان المشطوب – الذي يفتخر مجلس الهلال باعادته – وصف جماهير الازرق بالطير.. واهان كل الكيان مقابل دنانير، وخسر كل الذين حوله بخطوته التكبرية..!
*تخريمة ثانية:* حتى بعد انضمامه للمريخ، خسر المشطوب كل محبيه، بعد ما رفض اتمام فترة تعاقده.. ولو لا “سطحية صاحب الجيب الكبير” لما ضاع حق الاحمر عند ذلك المشطوب..!
*تخريمة ثالثة:* منذ تلك الحادثة، كونت فكرة كاملة متكاملة عن المشطوب، الذي كان لاعبا عاديا، قبل ان يتحول الى “طاغية”، يثير الرعب في نفوس زملائه، وعدد مقدر من الاداريين والمدربيين.. وكان من الطبيعي ان يقدم الاداري القوي “الامين البرير” على خطوة انهاء “هذه الوهمة” التي عادت اليوم الى الازرق، تمهيدا لتمددها داخل الكيان مجددا.. وربنا يستر..!
*حاجة اخيرة:* “يا صاحب الجيب الكبير، انا احوالي صعبة، وجريدتي ما بتبيع ومطلوب ملايين، وناس الورق عايزين يسجنوني، عايز مليار” فيأتي الرد:” مليار تحل ليك مشاكلك” آي يا ريس “خلاص هاك دي 400 الف كاش وده شيك ب 600 الف يللا انصرف”..!
*همسة:* نكرر تاني وتالت وعاشر: “يعلم الله اني ما نسيتك، ولا ح اقدر انساك، يا مدمن الانبطاح في شركة الاحمر”..!