أين جماهير المريخ؟

زووم

ابوعاقلة اماسا

أين جماهير المريخ؟

يتتابني إحساس قوي بأن معظم جماهير المريخ التي تتكدس في القروبات والبعض مواقع التواصل الإجتماعي ينتظرون الخطأ ليحولوا مواقعهم إلى سرادق عزاء يبكون فيه على المؤسسية والمعقولية، وأحياناً يحتفلون بالأخطاء وبالزلات، والخطأ عندهم غير مغفور والمذابح والمشانق منصوبة على مدار الساعة ويا ويل من لا يتفق معهم..!!
* كل ذلك ومدرجات الفريق في مبارياته الدورية مثل مباراة الفلاح خالية تماماً، وعضوية النادي برغم النداءات وسلاسة الإجراءات لم تتجاوز (١٠٠٠) عضواً، وكأن الجميع قد أصبح مسكوناً بروح الخلافات الشريرة ومشحونا بالطاقة السلبية، بحيث أنهم يتعاملون مع الأخطاء ولو كانت صغيرة بطريقة (اللواكه) وخارج معايير ومقاييس الصحيح والخطأ في مجمل الممارسة الرياضية، وبعيداً عن مناقشة القضايا بالمنطق الذي يتناسب مع روح الإحتراف ومنهجه أم أن الجميع مستسلمين للواقع الذي يساوي المريخ مع فريق نادي (الجوهرة) بمدينة الهلاليه و(الهدف الكديوه) بإتحاد الجنيد..
* ذلك مع التسليم بأن ما يميز المريخ كنادٍ كبير وبقية أندية عموم السودان أنه يتميز بقاعدة كبيرة تتسم بنوع من الثقافة والوعي، وفيه أقطاب وعقليات وقدرات كلها تعمل في إتجاه أن تسير الأمور الداخلية فيه بسلاسة وحنكة ودرايه، وهو ما لم يحدث في المريخ حتى في سنوات جمال الوالي، إذا اتفقنا أنها كانت من أنجح السنوات وأكثرها حركة، وفي كثير من الأحيان نجد القيادة المتمثلة في مجلس الإدارة أو التسيير والإعلام وكبار الأقطاب والجماهير كلهم يسددون بقوة خارج المرمى، في الوقت الذي نكون فيه مطالبين بالتركيز والدقة لنقفز قفزات تحمل المريخ لمستقبل أفضل من الحالة المأساوية التي يعيشها..!!
* بعض جماهير المريخ يبدو أنها تنقاد خلف موجات الحماس الضار وتمارس ما يمكن أن يصنف ضرراً على النادي، كأن تشتبك مع الإداريين والإعلاميين في نقاط هي في الأصل موضوع جدل وليس نقاش يفترض أن يخرج منه أحد الأطراف مقتنعاً.. وفي العادة يستمر الجدل العنيف دون أن يتفق الطرفين على شيء يفيد المريخ…!!
* ورغم أن الجميع في الفترة الأخيرة قد إرتكب خطأ أو قصر في واجبه تجاه النادي إلا أنني أرى أن جميع المخطئين قد حملوا أوزارهم وأوزار شركائهم وأرادوا أن يعلقوها على كاهل حازم مصطفى، وهذا الأخير هو آخر من انضم لركب المريخ بشكل عملي.. حتى ولو كان له إرتباط سابق بالمريخ فالحقيقة أنه آخر الإداريين المنضمين إلى المسرح المريخي، وبذل جهداً يمكن أن يخضع للتقييم مثل أي بشر لنعرف فيما أصاب وفيم أخطأ.. وبدلاً من ذلك تحول المريخ إلى ساحة إتهامات هدفها تجريم الرجل بأسلوب واضح وبحقائق معظمها مشكوك في صحتها.. وأنا هنا لا أريد أن أدافع عن حازم مصطفى، ولكن أتوقع أن يستمر ذلك الأسلوب ويطبقوه على أيمن أبوجيبين ومن يخلفه..!!
حواشي
* هذا الأسلوب يفرغ النادي من كوادره المقتدرة ويجعل القدامى من المقتدرين يحجمون عن التقدم للتضحية والعمل حتى لا يلاقوا جزاء سنمار…!!
* قطعاً هنالك أسايب أكثر حضارة في إدارة الحوار بين ماهو صحيح وماهو خطأ.. وأيهما ينبغي أن يسود؟… ولكن إذا استمر أسلوب التصفيات هذا فسوف يضطر المريخ بعد سنوات إلى قبول كل متردية ونطيحة..!!
* حازم نجح في حل مشكلات كثيرة جداً وأخفق في التعامل مع معطيات الواقع المرير في المريخ.. ويكفي أنه أنفق ملايين الدولارات.. يجب علينا إحترامه إن كنا نحترم المريخ… حتى نثبت مايصبح ديدناً في التعامل مع الرؤساء من بعده..!!
* بالأمس أصدرت لجنة التسيير قراراً بإعادة كمال دحيه مديراً للإستاد… وحقيقة هذا القرار قد تأخر كثيراً.. فالأخ كمال من النادرين ما لم يكن الأوحد الذي يحفظ تفاصيل الإستاد أفضل من بيته… للمبالغة..!!
* أراهن على أن المدير الجديد للملعب سيختصر الكثير من الأساليب التي كانت تهدر الوقت والمال وهيبة الرجال…!!
* ما لم يتقدم رئيس يمتلك رؤية إستراتيجية متكاملة وطوحاته تمتد في فضاء المريخ الفسيح، ومعه مجلس يديك أن من أولى مهامه هي وضع السياسات العامه، وإدارة تنفيذيه تتولى إنزال كل ذلك إلى أرض الواقع… تكون التغييرات الإدارية الحالية والقادمه تحصيل حاصل