العمود الحر
عبدالعزيز المازري
إدارة القطاع الرياضي لأبناء الهلال… الطريق للنهضة الحقيقية
الهلال، أيقونة الكرة السودانية، ليس بحاجة إلى إدارات تفتقر إلى المعرفة، ولا إلى مدراء يملكون مالاً وصوتًا مرتفعًا دون كفاءة. قطاع الكرة، الذي يُعنى بتنظيم الجهاز الفني والمتابعة اليومية، يجب أن يُسند لأبناء الهلال من أصحاب التجارب والخبرات التي لا تُضاهى.
لجنة مستقلة لإدارة القطاع، ترفع تقاريرها مباشرة إلى المجلس، يناقشها المجلس بجدية، ويُنفذ ما يحقق مصلحة الهلال مع محاسبة دقيقة… هذا هو الطريق الحقيقي للنهضة. لكن السؤال: أين أبناء الهلال من هذه المسؤولية؟!
أسماء كثيرة من أبناء النادي أثبتت جدارتها داخل السودان وخارجه. عبدالعزيز منقستو، لم يكتف بمسيرته لاعبًا، بل أسس أكاديميات رياضية في قطر، درّب مدارس وفرقًا وصقل خبراته ليصبح مدربًا مرموقًا. مبارك سلمان، لاعب الهلال السابق، درّب منتخب السودان وترك بصمة واضحة. دينلسون، صقل نفسه بأعلى الشهادات التدريبية، وبرز كمحلل ومتابع حريص على كل صغيرة وكبيرة في الكرة السودانية. كابتن السادة، مدرب ومحلل معروف، أثرى الساحة الفنية بتحليلاته ومساهماته العميقة.
باري ديمبا، المدافع الصلب، ليس سودانيًا لكنه عاشق للهلال ومتابع دائم يملك تجربة لا يمكن إغفالها. مجدي مرجان، لاعب محترف سابق، امتلك تجارب واسعة في الداخل والخارج، وله مساهمات إدارية وفنية مهمة. محمد أحمد بشير (بشة)، قائد الهلال السابق، تألق في التحليل الفني وحقق نجاحات كبيرة كلاعب وقائد. عمر النقي، إداري مثقف وخبير، جمع بين التجربة الميدانية والمعرفة الإدارية. حمد كمال، مدرب معروف ولاعب سابق قدم الكثير، يمتلك مؤهلات فنية وإدارية تؤهله لقيادة ناجحة.
أسامة الثغر، البلدوزر الهلالي، الاسم الكبير الذي يحقق نجاحات لافتة حاليًا في لبنان، يُمثل خبرة نادرة ينبغي استثمارها.
ولا ننسى يوسف محمد، النيجيري العاشق للهلال، صاحب الرسائل الداعمة والمتابعة الدائمة، الذي يمكن أن يكون إضافة نوعية في المجال الإداري أو الفني أو حتى الاستشاري.
هل مثل هؤلاء يُهملون بينما نبحث عن “الإنجاز” في جيوب من يملكون المال دون معرفة؟!
ولا يغيب عن البال أن العديد من المدربين الأجانب الذين مرّوا على الهلال، خصوصًا من البرازيل، لهم ارتباط وجداني وفكري بالنادي، ويحملون أفكارًا وتجارب ثمينة. يمكن تأسيس لجنة استشارية دائمة تضم بعضهم للاستفادة من فكرهم وتجاربهم بما يخدم مستقبل الهلال.
الهلال، عبر تاريخه، لم يتنكر لأبنائه قط. بل الإدارة الجيدة فيه تبحث دومًا عن الكفاءات لتتقدم بالنادي. جميع هؤلاء رهن الإشارة، جاهزون لخدمة الهلال، والعودة به إلى موقعه الطبيعي في القمة.
وهنا، تبرز الضرورة الحاسمة: فصل القرار الفني عن الجانب المالي. فليس كل من يدفع يملك الحق في اتخاذ القرار الفني… القرار يجب أن يكون بيد أهل المعرفة والاختصاص.
هؤلاء الأسماء ليست مجرد ماضٍ جميل، بل طاقات حاضرة، قادرة على صناعة مجد الهلال خلال عام أو عامين فقط. في حين نستمر في مطاردة محترفين أجانب عابري سبيل، نُقصي من عرفوا الدروب، وحملوا الشعار، وخبِروا التحديات.
الهلال بحاجة إلى مشروع وطني مستدام، لا إلى ردود أفعال، مشروع يُبنى على المعرفة، الخبرة، والانتماء الصادق… لا على المجاملة أو الصوت العالي. المال وحده لا يصنع فريقًا، ولكن العقول المخلصة والخبيرة تفعل.
على مجلس الإدارة أن يمنح هؤلاء الكفاءات الفرصة… لأن الهلال لا يُبنى بالشعارات، بل برجال عاشوا الهلال، وفهموه، واستعدوا للتضحية من أجله.
—
### *كلمات حرة:*
* أبناء الهلال خبراتهم ليست ورقة منسية، بل رصيد استراتيجي يجب أن يُستثمر بحكمة.
* الإدارة الحقيقية تُبنى على المعرفة، لا على الألقاب أو النفوذ.
* الهلال بحاجة إلى مشروع شامل يعيد له مجده التاريخي، لا إلى حلول مؤقتة لا تُثمر.
* احترام النادي يبدأ باحترام أبنائه، وتمكينهم من المساهمة الجادة والمسؤولة.
### *كلمة حرة أخيرة:*
لماذا نتنكر لأبناء الهلال؟ لماذا نفقد معهم الخبرات والتجارب؟ نحن بحاجة لأن ننتصر أولًا للهلال… لا لأنفسنا. فالهلال لا يُبنى بالعناد، بل بالتواضع للحق، وبتمكين من يستحق. لنعد لأبناء النادي حقهم في القيادة، فهم وحدهم القادرون على إعادة المجد.
*من الاخر*
الحل في البل ياسوباط أعد كل لموقعه ورتب البيت هكذا التغيير!!