* يتطرق قادة اتحاد الكرة في كل مرة تتاح لهم فيها فرصة الحديث عن كل ما يتعلق بالكرة السودانية عبر وسائل الإعلام، لضرورة وضع قوانين مواكبة وتتماشي مع لوائح وقوانين الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) .. غير أن ما يحدث في ملف المنتخبات الوطنية يؤكد أن الاتحاد السوداني ولجانه المختلفة يأخذون ما يطيب لهم من لوائح الفيفا ويتركون ما لا يأتي على هواهم، ويحرصون فقط على الجوانب التي تحفظ حقوق الاتحاد، مع إهمال وتجاهل للنقاط التي تحفظ حقوق الأندية واللاعبين.
* إذ يحرص الاتحاد الدولي في لوائحه على توضيح كل صغيرة وكبيرة بشأن النظم التي تحكم علاقة اللاعبين بالمنتخبات الوطنية، ويشير بالتفاصيل المملة وبوضوح للمباريات التي (يجب) على الأندية أن تطلق سراح لاعبيها فيها للمشاركة مع المنتخبات، وهي مباريات المنافسات المعتمدة من قبل الفيفا إلى جانب المباريات الودية الدولية التي تلعب في أيام (الفيفا داي)، ولا يكتفي الاتحاد الدولي بتوضيح المباريات التي تكون فيها الأندية ملزمة بإطلاق سراح لاعبيها، وإنما يفصل عدد الأيام التي يجب أن ينضم فيها اللاعب للمنتخب التي تتراوح بين (يومين وأربعة أيام) في مباريات التصفيات والمباريات الودية، وتصل إلى (أسبوعين) قبل البطولات الكبيرة التي تقام بنظام التجمع (النهائيات القارية).
* وبالقدر نفسه الذي يضع فيه الاتحاد الدولي لوائح يلزم بها الأندية واللاعبين بالانضمام للمنتخبات للمشاركة في المباريات المدرجة في أجندة (الفيفا)، فإنه يضع لوائح تحفظ حقوق اللاعبين وأنديتهم على حد سواء، فالأندية لا تكون ملزمة بإطلاق سراح لاعبيها، إلا في البطولات المعترف بها من قبل الاتحاد الدولي ومباريات الفيفا داي، والاتحاد الوطنية تكون ملزمة بإعادة اللاعبين لأنديتهم بعد 24 ساعة فقط من نهاية مباراة المنتخب، كما أن الاتحادات الوطنية تبقي ملزمة بدفع مبالغ للاعبين نظير مشاركتهم بالمنتخب لأنهم يمارسون (عمل ومهنة)، وبالتالي ينبغي أن يكون لهم (حقوق) نظير ممارسة هذا العمل، والأهم أن الفيفا يمكن أن يفرض عقوبات على الاتحاد الوطنية حال الإصرار على إشراك لاعب مصاب ويبيح للأندية مقاضاة من يقدمون على ذلك السلوك ويعرضون اللاعبين للخطر ويحرمون الأندية من لاعبيها، كما يفرض على الإتحاد الوطنية تحمل تكلفة علاج اللاعب الذي يتعرض للإصابة رفقة المنتخب وليس ذلك فحسب بل وتحمل رواتبه طوال فترة إصابته وبقاءه بعيداً عن الملاعب حتى لا تتضرر الأندية التي تملك عقود ملزمة مع أولئك اللاعبين.
* ويبقى السؤال هنا، هل يطبق الاتحاد السوداني لوائح الاتحاد الدولي كاملة في مسألة مشاركة اللاعبين مع المنتخبات؟ وهل يظهر ولو أدنى درجة من الحرص على حفظ حقوق (اللاعب) و(النادي)؟ والإجابة بلا شك هي (لا).. إذ يستغل الاتحاد العام جهل أو تجاهل إدارات الأندية بحقوقها وتفريطها في حفظ حق النادي وتبعاً له حق اللاعب وهو ما يغري اتحاد الكرة للتمادي في اضطهاد اللاعبين وأنديتهم وظلمهم تحت ذريعة (الوطنية) مع العلم أن (الحق) مرتبة أعلى من الوطنية والحق أحق أن يتبع.
* ولندرك لأي درجة تفرط الأندية في حقوقها فلنطالع هذه الأخبار المتفرقة (قررت إدارة نادي الشباب السعودي يوم أمس الجمعة رفع شكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا ضد إدارة المنتخب الأنغولي لكرة القدم وذلك بعد قيام الأخير بإشراك اللاعب الأنغولى أمادو فلافيو في مباريات بطولة أمم إفريقيا وهو مصاب، حيث سيتم أرفاق كافة التقارير الطبية والمستندات التي تثبت ذلك في ملف الشكوى. . ويأتي هذا القرار من قبل الإدارة الشبابية بعد أن أظهرت النتائج الطبية التي خضع لها مهاجم الفريق فلافيو يوم أمس الأول وجود تمزق في العضلة الخلفية ويحتاج إلى برنامج تأهيلي يمتد إلى ثلاثة أسابيع، وتبين من خلال النتائج أن اللاعب يعاني من الإصابة قبل بداية بطولة أمم أفريقيا، وهو ما أكده اللاعب للجهاز الطبي حيث تسبب ذلك في تفاقم إصابته).
* (شن بايرن ميونخ، حملة ضد الاتحاد الهولندي كي يتكفل الأخير برواتب روبن، الذي عاد مصاباً من نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، وتعرض منتخب هولندا إلى انتقادات من إدارة البافاري، حول إشراك روبن في كأس العالم، وطالب بتعويض لما سببه غياب اللاعب عن الفريق البافاري من أضرار.. وتبنى الاتحاد الدولي للعبة وضع قوانين تنص على تعويض الأندية من قبل الاتحادات الوطنية، في حال عودة أي من اللاعبين الدوليين مصابا من معسكرات منتخبات بلادهم).
* تلك نماذج بسيطة للعشرات أو المئات من الحالات التي دفعت فيها الاتحاد الوطنية غرامات مالية كبيرة للأندية كتعويض بسبب إشراك لاعب مصاب أو تعرض لاعب لإصابة مع المنتخب وفي بعض الحالات كان الإتحاد الوطني يلتزم بدفع تلك المبالغ باتفاق ودي مع النادي الذي يتبع له اللاعب وفي حالات أخري حصلت الأندية على أحكام من الفيفا بعد أن تقدمت بشكاوي للاتحاد الدولي ضد الاتحاد الوطنية.. وحتى في الحالات التي يرفض فيها اللاعبين الانضمام للمنتخبات للمشاركة في مباريات ومنافسات (معتمدة وكبيرة وضمن الأجندة الدولية) فإن العقوبة لا يمكن أبداً أن تكون بمثل ما فعلت لجنة الانضباط مع العقرب بإيقافه لأربعة أشهر وتصل المدة لـ(خمسة أشهر ونصف) بعد إضافة أيام الإيقاف الإجرائي الأول (48 يوماً) ولمن يرغب في معرفة درجة إجحاف وظلم قرار لجنة الانضباط وعدم منطقيته مطالعة الأخبار التالية مع الإشارة لأن بطولة (الشان) أصلاً ليست من ضمن المنافسات المعترف بها من قبل الفيفا.
* (قام ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بإطلاق تهديداته للنجم الفرنسي فرانك ريبيري بإيقافه عن اللعب لمدة ثلاث مباريات مع فريقه بايرن ميونخ في حال رفض الدعوة الموجهة له من قبل المدرب ديديه ديشامب للانضمام إلى قائمة المنتخب الفرنسي الذي يستعد لنهائيات أمم أوربا. وطبقاً لتصريحات بلاتيني (عبر صحيفة البيلد الألمانية) فإن نظام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يقر بتطبيق العقوبة على اللاعب المحترف في حال رفضه الانضمام لمنتخب بلاده بحرمانه من اللعب ثلاث مباريات مع فريقه في كل مرة يرفض فيها تلبية دعوة منتخب بلاده).
* (أكدت وسائل إعلام كاميرونية، الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون الأول، أن 7 لاعبين رفضوا المشاركة مع منتخب “الأسود غير المروضة”، في بطولة أمم إفريقيا، التي تستضيفها الغابون مطلع عام 2017. وذكرت المصادر أن الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، قد يطلب من “الفيفا” معاقبة اللاعبين بالحرمان من المشاركة مع أنديتهم لفترة تمتد لـ3 أسابيع.
وقال مدرب “الأسود غير المروضة”، هوغو بروس لوسائل إعلام محلية “هؤلاء اللاعبون فضلوا مصالحهم الشخصية على مصلحة المنتخب الوطني، والاتحاد الكاميروني له الحق في اتخاذ إجراءات ضدهم وفق لوائح الفيفا”.).