إسمها (مفاوضات)..!

زووم

ابوعاقلة اماسا

إسمها (مفاوضات)..!

* في العام ٢٠٠٠، أيام رئاسة محمد إلياس محجوب، أراد المريخ ضم نجم العباسية الصاعد وقتها الخلوق أنور كباشي، كنت متحمساً للفكرة لمعرفتي باللاعب وقدراته وإلتزامه وجديته، ونسبة لإرتباطي بالعباسية كنت حاضراً عندما دخل وفد المريخ لنادي العباسية للتفاوض، وكان الوفد يضم عدداً من الأصدقاء، لا داعي لذكر الأسماء منعاً للحرج، ولكنها كانت أغرب جلسة تفاوض أسمع بها في حياتي، فقد تعامل وفد المريخ بفوقية جوفاء ولم يراع لأن الجالس في الطرف الآخر هو عمنا عباس الحافظ، أحد رموز المريخ وحجاج المسطبة والبرش الذين رافقوا شاخور، وبالضرورة هو من الإداريين الذين وضعوا بصمتهم على صفحات الكرة السودانية بأدواره الطليعية، لذلك قال رئيس الوفد: (نحن نرغب في ضم اللاعب أنور كباشي، ولدينا ٢٠ مليوناً، فإذا قبلتم أخذناه، وإذا رفضتم فإن بديلنا جاهز…!!

* تخيلوا… كانت تلك جلسة بين مناديب ناديين عريقين من المفترض أن هنالك علاقات جوار ترتقي لمستوى التوأمة بينهما، ولأن الأسلوب كان فيه نوعاً من التعالي والغرور.. شعرت بأن وجوه أصحاب الدار قد وجمت، وتكهرب الجو وغمغم البعض قبل أن يرد مندوب النادي: سنرد عليكم في اليوم التالي.

* كرد فعل طبيعي ومنسجم مع ما حدث أطلقت العباسية سراح اللاعب أنور كباشي للموردة مقابل (٢٥) مليوناً، وكانت المرة الأولى والأخيرة التي يخسر فيها المريخ سباقاً كهذا أمام الموردة، واستمر كباشي مع الفريق حتى انتقل إلى الأمل، وارتدى شارة القيادة، ومن ثم دافع عن ألوان هلال كادقلي ولم يعتزل اللعب إلا قبل موسمين ليكون أحد الذين عمروا في ملاعب الممتاز.. وقد خسره المريخ بسبب أن وفده لم يفاوض، بل كان مستفزاً.

* كثيراً ما يسقط مناديب المريخ في هذا (التفاوض) مع اللاعبين مطلقي السراح، وكذلك في (إدارة حوار) محترم مع الأندية الأخرى يفضي إلى تعزيز العلاقة بين الطرفين، أقرب مثال لذلك ما يحدث بين إدارتي النادي ونظرائهم في الخرطوم الوطني، وبرغم أن المريخ أصبع يعتمد بشكل كبير على نجوم الخرطوم الوطني، إلا أن إداراته تثير حنق الخرطوميين بما يستحق أن نقول عليه سوء التصرف، أو الفشل في التفاوض وإدارة الحوار الذي يفضي إلى تحقيق المصالح للطرفين ويحفظ لهما مكانتهما واحترامهما.

* في تسجيلات هذا الموسم تابعنا الكثير من الإخفاقات التي تصب في ذات الإتجاه، وما تضخمت أرقام الصفقات إلا بسبب فشل من يمثلون النادي في التفاوض مع اللاعبين، وتأخر المجلس مثلاً في التفاوض مع رمضان عجب والرشيد وحسم ملفات مطلقي السراح قبل أن يصبح محل نزاع مع الهلال.

* عدد من لاعبي الفريق مطلقي السراح كانت طموحاتهم في أقصاها لاتتجاوز ثلاث أو أربع مليارات، ولكن المريخ أغدق عليهم بما يتجاوز العشر مليارات لكل منهم، حتى أولئك الذين لم يكونوا أساسيين مع الفريق، وذهاب أبوعشرين للهلال أيضاً يقع في نطاق هذا الإخفاق، لأن المجلس دوره كان باهتاً، وسوداكال كعادته مارس الغموض والتذاكي في ملف كان يحتاج للحكمة للحسم بنجاح ١٠٠%.

* نشهد بالدور الإيجابي الذي لعبه متوكل ود الجزيرة ومحمد الحافظ في هذا الجانب، خاصة وأنهما وفرا على المريخ ما يربو عن ٢٧ ملياراً في هذا المضمار، بينما كان حافظ عوض ينفخ هذه الأرقام بشكل مثير للدهشة، وشخصياً لا أعرف الدور الذي يلعبه الرجل، وهل هو في مصلحة النادي أو غير ذلك.. وسأعود إليه فيما بعد في مقال منفصل، ولكن.. في مجمل ملف التسجيلات الحالية، كان بالإمكان أفضل مما كان بكثير.. فقد أخفق المريخ في جعل الأمر مسألة تفاوض كماهو معلوم.

حواشي

*  التفاوض في الأصل (فن) من فنون الدبلوماسية، والأخطاء فيه يكلف مايكلف من أثمان.. وقد إرتكب المريخ في ذلك الكثير بسبب ضعف خبرة إدارييه ونزوع بعضهم إلى طريقة جدل مع اللاعبين لا تختلف من عملية شراء (خروف) من زريبة البهائم.

* الدور الذي قام به عمر محمد عبدالله في التسجيلات عجيب وغريب.. دونه وبقية زملاءه في المجلس.. من الذين تم تغييبهم قسراً من المشهد..!

* الثنائي العجب والرشيد جلسا لأكثر من خمس مرات مع سوداكال ولم يفلح الأخير في حسمهما عندما كانا يفاوضان على ستة وسبعة مليارات..!

* من إيجابيات ما مر بالمريخ أنها قدمت الأخ حازم مصطفى بشكل جيد.. من خلال قدراته على إدارة الملفات وتقدير المواقف.. وهو يتمتع كذلك بعلاقات خارجية مميزة نفتقدها في السنوات الأخيرة.

* كالعادة لعب جمال الوالي دوراً إيجابياً، وكان بإمكانه أن يسخر كل خبراته لخدمة النادي لو ارتقى المجلس إلى مستوى المسؤولية ووضع مصلحة النادي فوق كل شيء..!

* سنكون مخدوعين لو قلنا أن السماسرة لم يكونوا حاضرين في مشهد التسجيلات.. فهم أقرب في هذا الملف من الحبر الذي نكتب به عقودات اللاعبين..!

* بعض الأسماء التي أصبحت مثل (الجنقو)… لا يظهرون إلا في موسم التسجيلات… فهم عمال مواسم لا يظهرون إلا بآلات القطع والشد..!

* أدوار مريبة يقوم بها البعض ممن يقدمون أنفسهم تحت لقب (قطب).. والأخطر على مر الدهور أصدقاء اللاعبين… ممن يستغلوا بساطة اللاعبين ونجوميتهم في خدمة أدوارهم الرخيصة.. أدوار السمسار عندما يمتطي النهج الميكافيلي ليبلغ مصالحه…!

* في السابق كان النادي يقوده مجلس إدارة قوي، يحيط به مجموعة من الأقطاب الحريصين والنزيهين الذين يقدمون مصلحة الكيان على كل شيء.. ويؤثرونها على أنفسهم.. أما الآن.. فقد إنفرط العقد.. فظهر (الثعلب في ثياب الواعظينا)..!

* هذه ليست ألغاز ولكنها مقدمات لحقائق مذهلة سنكتبها في وقتها.. فلا تستعجلوا…!!

* سنبدأها من مبلغ الإيصال المزور بإسم وتوقيع لاعب المريخ الأسبق عاطف خالد، وأين ذهب مبلغ الإيصال؟

* كونوا معنا.. إنه موسم مكافحة الطفيليات..!