مذاق الحروف
عماد الدين عمر الحسن
لا أجد أسبابا واضحةتبرر لحملات التباكي الواسعة علي اقالة وزير الخارجية السابق الدكتور ابراهيم غندور من منصبهفما هو الا وزير قد خلا من قبله الوزراء منهم من غادر ومنهم من ينتظر ، كما أن قرار الاقالة نفسه بدا منطقيا علي خلفية تصرفه الاخير وخطابه الخالي من أي دبلوماسية أمام مجلس النواب وهو المسؤول الاول عن الدبلوماسية بالبلاد .
وعلي الرغم من أن أسباب تذمر الوزير السابق قد تبدو منطقية ومقبولة بعض الشئ في مضمونهالكنها لم تكن مقبولة بأي حال في شكل وتوقيت طرحها – ما لم يكن الهدف هو ما تحقق له بعد ذلك من عزل من المنصب، وبغض النظر عن كل ذلك سنتناول القضية من نواحي اخري تتعلق ببعض دلائل ومؤشرات القرار .
أولا : القرار يشير الي أن معايير الاختيار والعزل تعتمد لا زالت علي اسس لا علاقة لها بالاداء وتحقيق النتائج بقدر ما أنها تبني علي مواقف وانطباعات تؤثر علي شكل الوظيفة وليس علي أدائها – وإلا –فالكثير من الاخفاقات السابقة وعلي مستويات مختلفة لم تؤدي الي إعفاء مسؤول عن منصبه ولا الي عزل وزير والامثلة كثيرة علي ذلك ولسنا في حاجة الي ذكر بعضها في هذا المقام .
ثانيا :مسارعة بنك السودان الي الاعلان عن سداده لكل مستحقات البعثات الخارجية بعد خطاب الوزير السابق وبعد قرار إعفائه يشير الي أن سياسة الشفافية قد تنجح أحيانا في تحقيق بعض المكاسب حتي لو لم تكن هي السلاح الأنسب للاستخدام في بعض الحالات .
ثالثا : نفس النقطة أعلاه تشير الي وجود بعض التضارب و عدم التناغم داخل أروقة وزارة الخارجية ، حيث أعلن بنك السودان عن تلقيه خطاب شكر من وزير الدولة بالخارجية يشكره علي نجاحه في تغطية التزامات بعثات الوزارة الخارجية وهي ذات الجزئية التي اشتكي منها الوزير وبني خطابه عليها – مالم يتم التشكيك في اعلان بنك السودان .وجدير بالذكر ان غندور كان قد أشار الي هذا التضارب والتداخل في الاختصاصات قبل اشهر من قرار اقالته والتي قادته حينها الي تقديم استقالته .
رابعا : تمتع عدد من القيادات المسؤولة بالدولة بجنسيات دول اخري وما يحوي ذلك من سلبيات تحول دون المسائلة أو حتي الملاحقة القانونية اذا استدعي الأمر ، وأيضا تحتنفظ الذواكر بسوابق مماثلة في التاريخ القريب ويعرفها الجميع .
خامسا : علي الرغم من كل توصيات ومخرجات الحوار الوطني ومشاركة عدد من الأحزاب بالحكومة وبالمؤسسة التشريعية بالدولة –إلا ان المؤتمر الوطني لايزال ينفرد بالقرارات المصيرية الكبيرة بشكل احادي حتي دون الرجوع الي المؤسسات الرسمية بالدولة .
سادسا: يتميز الحزب الحاكم بمقدرات فائقة في ادارة وتوجيه الاعلام الرسمي والشعبي بالبلاد ، حيث سيطر خبر اعفاء وزير الخارجية علي كل الوسائط الاعلامية بكل أنواعها بشكل جعل الناس ينصرفون عن قضايا أهم وتمسهم بشكل مباشر في حياتهم ومعايشهم .
emadsogra@gmail.com
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوh التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app