* من مشاكل اللاعب السوداني في العقدين الأخيرين، تواضع طموحاته، وهزالة أحلامه..
* عندما يوقع في كشوفات المريخ أو الهلال أو أي ناد كبير، وتحيط به الأضواء من كل جانب، يمتطي من عائد التسجيل سيارة فارهة، ويشتري أفخر الثياب، ويقتني آخر صيحات الموبايلات، ويفلفل شعره، ويمشي في الأرض مرحا، وينظر إلى من حوله بطرف عينيه، ويا سلم على الناس يا ما سلم… معتقداً أنه أصبح (معلما كبيراً)، يلعب في القمة!، ويا دنيا ما فيك إلا هو..
* يفعل هذا كله ولا يفكر مجرد تفكير في تطوير موهبته، والمحافظة على مستواه.. لذا اندثرت الكثير من المواهب والمهارات، وخرجت من نفس الباب الذي دخلت منه، مصحوبة بالأسف والحسرات… والأمثلة لا تحصى ولا تعد..
* ملك كرة القدم العالمية البرازيلي بيليه، عاني في بداياته من ضعف قدمه اليسرى، وكانت خطورته في القدم اليمنى فقط، ولأن طموحه كان أن يكون أفضل لاعب في العالم وليس البرازيل فقط؛ قام بجرح قدمه اليمنى، وانغلق على نفسه فترة يتدرب فيها على الانطلاق والتصويب بالقدم اليسرى، إلى أن أصبحت بنفس خطورة قدمه اليمنى..
* كريستيانو رونالدو قيل له لقد حققت من الأرقام ما لا يستطيع أي نجم من نجوم جيلك أن يحققه، فلماذا ترهق نفسك هكذا بالتمارين الشاقة وعمرك تجاوز الأربعة والثلاثين، فقال: إن كنت قد أعجزت نجوم جيلي عن اللحاق بأرقامي، فلماذا لا أعجز حتى نجوم الأجيال اللاحقة..
* وكذلك المصري عصام الحضري، حافظ على كونه أفضل حارس في أفريقيا حتى سن السابعة والثلاثين، بالتدريبات الخاصة، والابتعاد عن كل ما من شأنه أن يؤثر على مستواه سلباً..
* على صعيدنا المحلي لاعب المريخ برعي أحمد البشير أخطر من يسدد الكرات الرأسية، لم يولد بهذه المهارة، إنما كانت في الأصل عادية، ولكنه طورها بفتح فتحة في جدار منزله، تزيد عن مقاس الكرة بسنتمتر، وظل يدرب نفسه فترة طويلة على تصويب الكرة برأسه داخلها، إلى أن أصبح الأفضل في السودان..
* وهناك الكثير من نجومنا المحليين الذين عملوا على تطوير مهاراتهم، والمحافظة على مستوياتهم، فخلدوا اسماءهم، إلى درجة أننا لا نزال نحفظها رغم مرور ما لا يقل عن سبعة أو ستة أو حتى خمسة عقود..
* أما نجومنا الحاليون فللأسف الشديد، كل أحلامهم اللعب في القمة، وانتظار الصدف للثبات في التشكيلة، واكتساب الشهرة.. لذا لم يكن غريباً أن يتم كل عام شطب نجوم تم ضمهم في التسجيلات السابقة..
* خلاصة القول….. هي رسالة لنجومنا أن يرتقوا بطموحاتهم بعض الشئ، ويجتهدوا في تطوير مواهبهم ومهاراتهم، بتدريبات جادة خاصة.. بمعنى أن من يتمتع بخاصية التصويب، عليه أن يطورها لتزداد خطورته، ولا ترتهن بالصدف والحظوظ، ويصبح مؤهلاً للإحتراف الخارجي.. وللاستمرار في الملاعب أطول فترة ممكنة…
* كذلك اللاعب الذي يتمتع بالمراوغة، والذي يجيد تسديد الضربات الثابتة.. والذي يجيد الضربات الرأسية… وووو إلى آخر المهارات والمواهب… والله المستعان..
* وكفى.