* واهمٌ من يظن أن الثقوب الإدارية التي تُعاني منها أنديتنا، يمكن أن تقودنا لتحقيق إنجازات خارجية، فنحن للأسف الشديد لا نملك ثقافة إثبات الذات في البطولات القارية وما زلنا في محطة “غلبنا المريخ وشلنا كاس الدوري الممتاز”، لذلك من الطبيعي أن تكتفي الإدارات الضعيفة بالعك المحلي ومُناكفات هلال مريخ!
* إداري أتت به الأقدار ليكون رئيس نادٍ، يعيش على وهم أنه أفضل من البابا ويقيل المدرب لأنه عاكسه ولم يُطاوعه حتى يُنفِّذ أجندته ويحصل على “الشو” المطلوب، ورئيس آخر يفشل حتى في “كتابة” شكوى ويدعي أنه أبو القوانين!
* قمتنا المتهالكة بإدارتها المتواضعة لا تستطيع المنافسة في البطولات الأفريقية والصعود لمَنَصّات التتويج، وستنهار وتعود بالفضائح أمام الأندية الكبيرة على شاكلة الأهلي المصري والترجي التونسي والوداد المغربي.
* الفوضى الإدارية مع هؤلاء الإداريين المُبتدئين مُستمرة في كل عام والعشوائية والمصالح الشخصية هي شعاراتهم، لا جديد في انديتنا بل قديم يُعاد وبالكربون إقالة مدربين، تعاقد مع أجانب مواسير وجماهير صابرة مغلوب على أمرها، تمني النفس بأندية قوية تهز أركان القارة السمراء وتجلب البطولات المَحمولة جواً، وتنصدم بتصرفات رعناء لا تشبه أندية ذات تاريخ وعراقة.
* تتكرّر السقطات ولا وزارة رياضة ولا اتحاد كرة لا إداريون يُقيمون ورش عمل وندوات هادفة لمُعالجة سلبيات السّنوات الماضية ومعرفة الخلل والوقوف قليلاً عند الأسباب التي تبعدنا عَن مَنَصّات التتويج القارية وتجعل أنديتنا معبراً لبقية الأندية.
* وطالما أننا نملك مثل النماذج أعلاه من إداريين مُتواضعين كروياً، سنظل نقبع في المَحلية وندور في فلك المُكايدات التي نَهشت جَسَدَ الكرة السودانية وأصبحت الشغل الشاغل لهلال مريخ وموضوعاً للإداريين والصحفيين لينتقل الفيروس القاتل لبعض المشجعين، وهنالك فئة مثقفة واعية تدرك جيداً ما يحدث من تخبط إداري وعشوائية.
* الأندية على مُستوى القارة الأفريقية في تطورٍ مُستمرٍ، لأنّها تملك إداريين وتعمل بفكرٍ واحترافية للتطور وجلب البطولات، أما نحن لا نزال في محطة الكذب واللعب على عُقُول الجماهير والوعود السّراب، فكيف لهذه النماذج أن تُحقِّق تطلعات الجماهير وهي غير قادرة على الارتقاء وتطوير نفسها والعمل باحترافية.
* الخبراء الرياضيون شددوا على ضرورة اجتماع عاملَيْ المال والإدارة لإنجاح عمل الأندية، وتوفير البيئة النموذجية لتحقيق الإنجازات، والوصول بالفرق إلى مَنَصّات التتويج بالألقاب، لكن عندنا يُقدِّمون المال في الأهمية ويدّعون القوة المالية ويخرجون من الأدوار الأولية للمنافسة القارية.
* الاحتراف حوّل كل شيء إلى مادة فعلاً، ففي السابق كانت الأندية في عهد الهواية متقاربة، ومن يمتلك إدارة جيِّدة يَفُزْ بالبطولات، ولكن الآن الوضع تَغَيّرَ وأصبحت القوة الشرائية للأندية هي المُحرِّك الأول في حصد.البطولات، أو الحديث عن المُنافسة، من خلال التعاقد مع أفضل اللاعبين، الحارس اليوغندي جمال سالم أفضل نموذج تعاقد انتقل من المريخ للهلال.
* وفي الوقت الذي منح الخُبراء أولوية للمال، كَشَفَت العَديد من الاستطلاعات الجَماهيريّة، عن رؤيةٍ مُختلفةٍ للجمهور الذي مَنَحَ الإدارة والتّخطيط أهمية أبرز في تَحقيق النجاحات بنسبة 74%، مُقابل 26% للمال والقدرة الشرائية.
* أخيراً.. لا تحلموا ببطولة قارية في ظل تكرار الجلطات الإدارية…!