إلي أن نلتقي

إلي أن نلتقي

قسم خالد

1

تشهد مدنية الرباط المغربية مارس المقبل انتخابات الجمعية العمومية
للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) لانتخاب الرئيس والمكتب التنفيذي في
أعقاب حادثة الفساد التي اتهم بها الرئيس احمد احمد والتي ابعد بشأنها من
رئاسة الكاف ، ويتنافس على منصب الرئيس الايفواري انودا والسنغالي سنغور
وتتنافس العديد من الأسماء الإفريقية المغمورة لعضوية المكتب التنفيذي

وما يؤسف له حقيقة غياب السودان عن هذا المحفل (كرشح رئاسي ، أو لعضوية
المكتب التنفيذي) برغم إننا لا نمل الحديث عن كوننا أسسنا الاتحاد
الإفريقي ، وان بيننا (عالم) اسمه كمال شداد ، علم الرجل لم نستفد منه
شيئا ، ولم تستفد منه الكرة السودانية شيئا ، شداد فرغ نفسه تماما
للصراعات والخلافات ، فشل في التخطيط ، ولم يرتقى حتى بالعمل الإداري
داخل الاتحاد الذي يديره

نعم أسسننا الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ، وتولي الدكتور عبدا لحليم
محمد رئاسة الاتحاد الإفريقي كأول وآخر سوداني يشغل هذا المنصب الكبير ،
ليأتي السؤال الكبير للعباقرة الذين لا يرون للرجل مثيلا ، أين تأهيل
الرجل ؟ ان كان فعلا مؤهلا ، وعالما ، ويملك من الكفأة ما يؤهله لإدارة
القارة الإفريقية كرويا و إداريا ، يحدثوننا عن تاريخ عريض للرجل أين
تاريخه هذا إذا كان له تاريخ يذكر ؟ أين موقع الرجل من تلك الأسماء
المرشحة للرئاسة ؟ أين ممثل السودان المرشح لعضوية المكتب التنفيذي ؟
الحقيقة التي يهابون ذكرها ان الرجل كما قلت تفرغ للصراعات داخل بلده ،
تارة يصارع الصحافيين ، تارة أخري يصارع إدارات الأندية والمدربين
والحكام ، ثم يحمل درجة الأستاذية في محاربة (وزراء الرياضة) فأي وزير لا
ينفذ له تلك الأجندة يشن عليه حربا شعوا ويسلط أقلامه للنيل منه ، على
نحو ما فعل في صراعه الأخير مع المهندس ولاء البوشي وزير الرياضة .

ارتجف شداد وأصيب بالهلع ، وتجمدت أطرافه ، ونفر كريم من الاتحادات
المحلية الولائية رفعت صوتها عاليا وقالت له بكل جرأة (لا) ، قالت له
كفاية ، لا الزمان لك ، ولا أحدا يقف إلي جانبك بعد ان حاربت كل من وقف
معك .

كان بإمكان تلك الاتحادات التي ستلتئم في الخامس من فبراير المقبل ان
تطيح بك وباتحادك قبل ان تكمل دورتك ، لكنهم لن يفعلوا ، أتدري لماذا ؟
لأنهم على ثقة تامة بأنك و من معك لن تأتون حتى بالشوارع المؤدية لمكاتب
الاتحاد السوداني لكرة القدم .

الحملات التي تسعى للنيل من قادة تلك الاتحادات التي قالت (لا)
للديكتاتور لن تؤثر فيها مثل تلك الحملات ، بل ستزيدها قوة ومنعة لأنهم
يقفون على أرضية صلبة ، في الوقت الذي زلزلوا فيه الأرض تحت أقدام
الديكتاتور وأتباعه .

لم يتبق شيئا ، كل الأمور الآن تحت السيطرة .

2

أيدت لجنة الاستئنافات قرار لجنة أوضاع اللاعبين التي تم تكليفها بفرمان
شدادي لتحل محل لجنة فض النزاعات ، مع ان ما قام به شداد يعد مخالفة
صريحة للنظام الأساسي للاتحاد السوداني لكرة القدم ، الذي فشل شداد في
تكوين تلك اللجنة (فض النزاعات ) اضافة الي( لجنة الأخلاقيات ) فشل في
تكوينها رغم ان اللجنتين منصوص عليهما في ذاك النظام الذي يحكم الاتحاد .

الهلال لم يكن ينتظر من لجنة الاستئنافات سوى قراراها المعلوم بالنسبة له
، وقادته يدركون جيدا إلي أين سيذهبون ، وقتها سيصاب شداد بالحرج الشديد
، ويتعرض المريخ ومسئول السستم واللاعبين لأقصى العقوبات من قبل القضاة
في محكمة كاس التي لا تعرف العمل الا بالقانون.

إعلان الثلاثي بالانضمام للمنتخب الوطني كانت نقطة تحول في القضية بشكل
عام ، وكانت إعلان مبكر لما قامت به لجنة أوضاع اللاعبين ، وأعقبته ما
قامت به لجنة الاستئنافات وهي تقبل استئنافا الهلال شكلا ، وترفضه
موضوعا ، وتؤيد قرارات لجنة أوضاع اللاعبين .

كما قلت الهلال لم يكن يرجوا عدلا من كلتا اللجنتين ، لأنهما تأثرتا بما
يكتب في الصحف الحمراء ، وسيذهب الهلال إلي اللجان (العادلة) غير
المنحازة ، وعندما تصدر تلك اللجان قراراتها على لجنة أوضاع اللاعبين
التي كلفها الديكتاتور ، والاستئناف التي لا تعرف ان تعدل أبدا ، عليهما
ان يقدما الاستقالة ويبتعدا عن الوسط الرياضي لأنهما أي اللجنتين غير
جديرتين بالاستمرار في وسطنا الرياضي .

3

عندما سقط المخلوع البشير في الحادي عشر من ابريل 2019 وتولى بعده
المجلس العسكري شئون إدارة البلاد لم نشهد إي أزمة في الخبزاو الوقود ،
ولم تكن العملة قد بلغت من التدهور ما بلغت .

لم نشهد أزمة في الدواء ، استقرت الكهرباء ، قلت قطوعاتها ، استقر
الإمداد المائي ، لم تكن هناك حالات انفلات امني تذكر هذا حدث طيلة
الأشهر الخمسة التي كان يسيطر فيها المجلس العسكري على أمور البلاد

لكن الأزمات بدأت وأصبحت طاحنة وتدهورت العملة بمجرد إعلان تشكيل الحكومة
المدنية في سبتمبر 2019 وصاحبها حالة التدهور والغلاء وتردي الخدمات
والانفلات الأمني مصحوب بـ(دي المدنية الدايرنها؟) ، أنا وغيري نتساءل
ما الذي حدث في إعقاب تكوين الحكومة المدينة ؟ وهل الأمر مقصود .. مجرد
أسئلة لا اعتقد إنها في حوجة لإجابة؟؟

اذهبوا فانتم الطلقاء

.