إلي أن نلتقي
1
قناعتي الشخصية أن المظاهرات التي تشهدها معظم مدن العاصمة هذه الأيام
يسندها وترتب لها أجهزة النظام السابق وكوادرهم الأمنية إذ يجهزون
الإطارات والبنزين و البلوك لصبية يجمعونهم من أماكن متفرقة ..ويقطعون
بهم الطرق بإقامة التروس مع العلم ان (التتريس) أيام الثورة ما كان
وسيلة تعبير في حد ذاته إنما هدفه الرئيس حماية الثوار من مطاردات
الأجهزة الأمنية والتي يأتي على رأسها تلك الكتائب التي أطلقوها في
الشوارع (كتائب الظل) الظل التي كانت تطارد هولا الشباب داخل الأحياء
أما الآن فقد اختلف الأمر تماما فليس هناك كتائب ظل تطارد ، أو (تاتشرات)
تسحق الشباب ، او أعير نارية تصطادهم ، فالتظاهر بات الآن حقا مكفولا
للجميع ، وهذا من خيرات ثورة ديسمبر المجيدة ، وتلك الثورة التي صنعها
هولا الشباب كانت أنموذجا للرقي ، فلم يعتد الثوار على احد ، ولم يهشموا
عربة مواطن ، حتى أصبحت تلك الثورة من أعظم الثورات في العالم اجمع .
ما يحدث الآن لا علاقة له بالثورة المجيدة ، إذ ان هؤلا يحطمون سيارات
المواطنين مما يؤكد خلفياتهم (الكيزانية) التخريبية وهم بالطبع يسعون
لإجهاض تلك الثورة المجيدة التي لفظتهم .
نقر ونعترف ، بل نبصم بالعشرة ان الحكومة الحالية دون الطموحات ، ولم
تحقق شيئا للثوار ولا السودان ، ومعها بات كل شئ صعبا ، فالصفوف تمتد على
مد البصر ، صفوف في كل شئ ، خبر ، وقود ، غاز والأسعار باتت النار التي
تحرق المواطن ، والإحساس الذي يسيطر على المواطن ان المسئولين بالدولة لا
يأبهون بما يحدث للمواطن ، وهذا أمر غير صحيح ، ربما هناك بطء في مراقبة
الأسعار وبسط هيبة الدولة على الجشعين من التجار الذين يتاجرون بقوت
المواطن ، لكن الأمور تسير بالصورة التي تم التخطيط لها بلا شك ، نحتاج
الي قليل من الصبر ، نحتاج إلي إنتاج ، نحتاج ان نودع الاتكالية والعمل
من اجل رفع شأن السودان .
للأسف الشعب السوداني يجيد (التنظير ) بارع جدا في (الانتقاد) ، لكنه شعب
كسول ، لا يعمل ولا يترك أحدا غيره يعمل ، ثم ننتظر ان تسقط علينا السماء
ذهبا .
ننتقد الحكومة بطأها في العديد من الملفات ، ننتقدها لانعدام الخبز
والغاز والوقود ، لكن ان قمنا بإجراء قياس رائ عام لكافة أفراد الشعب
السوداني عن عودة النظام البائد ، ستكون الإجابة مذهلة للحد البعيد
(الجوع ولا الكيزان ).
2
كل الدلائل كانت تشير إلي ان السيد الهلال سيحقق الفوز على مازيمبي
الكنغولي عطفا على نتائجه الماضية أمام الغربان ، المباراة اثبت ان
الكبار يظهرون في المواعيد الكبيرة ، وهكذا هو السيد الهلال .
فزنا على الغربان بهدفين ، وفزنا أيضا بإعداد جيد للاستحقاق الإفريقي
أمام صن داونز والمحلي أمام الأولاد بحر هذا الأسبوع .
فوائد هذه الدورة الدولية لا تحصى ولا تعد خاصة من النواحي الفنية ،
وفيها اثبت الثنائي المحترف (فيني وجيسي) قدراتهما الكبيرة في أحداث
الفارق لمصلحة الفرقة الزرقاء ، وهو مكسب كبير للغاية بعد ان كانا بعيدين
عن أجواء اللعب التنافسي ، وبالتالي سهلت عودتهما القوية مصدر قوة للفرقة
الهلالية ، وأتاحت خيارات متعددة للصربي زوران مقبل المواجهات المحتملة
على المستويين المحلي والإفريقي .
3
بدأت حمى الجمعية العمومية العادية التي يعقدها الاتحاد السوداني لكرة
القدم في الخامس من فبراير المقبل ، بدأت مبكرا ، فشداد عين ابوقبة
مسئولا للاتصال بالاتحادات المحلية ، وبرقو قام باستئجار (فندق) للأعضاء
مع ان الجمعية العمومية ستناقش بندين فقط هما الميزانية ، وانتخابات
اللجان (لجنة الانتخابات ، الاستئنافات ، الأخلاقيات، الانضباط) ما قام
به شداد وبرقو يدل على إنهما يرتجفان مما قد يحدث في هذه الجمعية بعد
الهزة العنيفة التي قامت بها الاتحادات المحلية (35) اتحاد محلي أعدت
نفسها جيدا لانتشال الكرة السودانية من تلك العقول التي باتت خاوية من أي
جديد يفيد الكرة السودانية .
4
تقدم عضو الاتحاد السوداني لكرة القدم معتز الشاعر بشكوى للجنة الانضباط
ضد رئيس الاتحاد كمال شداد لخرقه المتواصل للنظام الأساسي للاتحاد
السوداني لكرة القدم ، لكن للأسف الشديد والحسرة وبعد ان مثل شداد أمامها
، وبعد ان دعم الشاعر شكواه بالمستندات والشهود فشلت اللجنة في إصدار أي
قرار برفض أو قبول الشكوى ، اللجنة التي يقف على رأسها محمد عوض حميدة
الرياضي المعروف خشيت ان تصدر قرارا بإدانة شداد لأنها أي اللجنة على
قناعة تامة بان الشكوى تدين الرجل لذا تسعى اللجنة لـ(تمويت) القضية حتى
يتم نسيانها ، ولكن هيهات ؟؟