# قديما قال العسكريون إن “الحماس يولد الغلط” فانطبق القول مخبرا وجوهرا على وزيرة الشباب والرياضة التي جاءت خطواتها متعجلة إلى الإنجاز على النحو الذي يقودها إلى المزيد من الأخطاء.. نعتقد أن استعجال الوزيرة مبرر طالما أنها لم تصدق حتى الآن جلوسها على هذا الكرسي.. عطفا على أنها لم تتحرك قيد أنملة من محطة وزيرة الثورة التي تحتشد هتافا وشعارت.. إلى وزيرة الدولة التي تحسب لكل شيء حسابه وتعرف قبل ذلك كيف تختار الأماكن المريحة للجلوس.
# قالت وزيرة الثورة وهي في قمة نشوتها وحماسها بإنجاز قيام دوري السيدات.. حسبته إنجازا.. قالت إن هذا الدوري من بشريات المدنية وهو الأول في السودان..!!
# وزيرة الثورة في حاجة لتحديث معلوماتها عن دوري السيدات في السودان وكان الأولى بالأخت الأستاذة ميرفت حسين الصادق مسئولة المرأة باتحاد الكرة أن تطلع الوزيرة على المعلومة الصحيحة بأن الخرطوم شهدت دوريين من هذا النوع ولا يمكن إلغاؤهما لمجرد أن الإعلام لم يمنحهما الزخم الكافي.. أقيم الدوريان الأول والثاني في عهد الاتحاد السابق وأقامت الدنيا وقتها قيامتها بضجيج الشيخ دفع الله حسب الرسول ومن لف لفه في برلمان زمن العجز والكساح.
# لن أذهب بعيدا عن الموضوع.. لكي أقول لا أرى سببا وجيها ومليحا لانزعاج البعض من ممارسة النساء في السودان لكرة القدم.. إذ تبدو أسباب الرفض غير منطقية بالمرة.. خاصة عند أولئك الذين حاولوا إلصاق الأمر بالدين الإسلامي..
# للدين الإسلامي رب يحميه أيها السادة وممارسة الرياضة ليست فعلا محرما بعلم الكافة.. لذلك لن يجرح صحيح الدين بممارسة امرأة سودانية للرياضة طالما أن صحيح الدين لم يجرح بممارسات الحكومة الإسلامية التي كانت ترى في صحيح الدين بعض الشكليات وتنسى أن المؤمن لا يزني ولا يكذب ولا يظلم ولا يأكل المال العام بالممارسة الحرام.. فلم تلصق بالإنقاذ تهمة مثل التصاقها بأكل المال الحرام.. فهل يفسد مجتمعنا بركض النساء في المستطيل الأخضر بعد ركضنا جميعا في المستنقعات الآسنة؟
# أما أولئك الذين يخشون على المرأة من فقدان أنوثتها وعذوبتها فنقول لهم اطمئنوا.. فهناك فئة قليلة جدا من نساء السودان يسر الله لهن أمر العناية بأنوثتهن فبذلن أعمارهن لمراكز التجميل والتنظيف والبدكير والاستشوار والمنكير والمساج.. بينما انشغل الغالبية العظمى بالعمل في المصانع وخدمة المنازل والسوق المفتوح على الشمس الحارقة وكلاب السكك.. حيث بعن الأطعمة والشاي وأشياء أخر.. وتلك مهن شاقة ومتعبة تستنزف الساعات الطوال.. بينما هناك نساء أخريات اخترن مهنة الجيش والشرطة والأمن فدخلن كلياتها وعرفن بوتها وانضباطها وربطها ومشاقها التي تفعل في البدن أكثر مما تفعله رياضة كرة القدم بشكل مضاعف ولكن..
# نخلص إلى أن الممارسة اختيارية وليست إلزامية.. ومن باب الديمقراطية والعدالة أن نترك من تريد أن تلعب لتلعب دون حجر أو مضايقات.. ويكفينا ويكفيكم ما جرى من مقارنات منطقية في أول ظهور للفرق النسائية السودانية ما بين فارس عبد الله الظهير الأيسر بالهلال وواحدة من اللاعبات.. هذا الشبه يؤكد أن الحال من بعضه ومن أراد الأنوثة فليبحث عنها بعيدا عن استادات كرة القدم..