* مع شدة فتكها بالناس، وسرعة انتشارها في غالب بقاع العالم (199 دولة)، واستعصائها على الأدوية والأمصال، إلا أن الأطباء يعتقدون أن الجائحة المستشرية ستصبح الأولى التي يمكن السيطرة عليها في تاريخ البشرية، تبعاً لميزتين توافرتا في عصرنا هذا ولم تتاحا للناس في العصور الغابرة، أولاهما ارتفاع معدلات القدرة على توعية الناس بكيفية تجنب الأوبئة، تبعاً لتطور التقنية واستخدامها في توعية الناس بكيفية تجنب الإصابة، والثانية تتصل بالتطور الذي حدث في مجال التقنية الطبية والدوائية، مما يساعد على اكتشاف دواء أو مصل للوباء في الفترة المقبلة.
* للميزة الأولى وجهٌ مظلم، يتصل بسوء استخدام الناس لمنصات التواصل الاجتماعي، ببث الشائعات السوداء، ونشر الأخبار الكاذبة وغير المدققة، لنشر الخوف وترويع الناس.
* الأخبار المتعلقة بالكورونا ينبغي أن تصدر عن وزارة الصحة الاتحادية وحدها.. حتى وزارات الصحة الولائية يجب إلزامها بذلك فوراً.
* نقترح على السلطات أن تسن قانوناً صارماً، يجرِّم من يسيئون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات والأخبار الكاذبة عن الوباء، وأن تضع حزمةً متكاملةً من الإجراءات التي تكفل تنفيذ الموجهات الصحية بصرامةٍ، تتناسب مع حجم الخطر المحدق ببلادٍ تعاني الأمرين من هشاشة نظامها الصحي.
* فرض حظر التجوال لعشر أو حتى عشرين ساعة لن يمنع انتشار الفايروس في السودان، طالما أن الحكومة ما زالت تتفرج على مواقع التجمعات في الأسواق والمساجد والكنائس ومواقف المواصلات والمطاعم ومحطات الوقود وكأن الأمر لا يعنيها.
* بعض دول الخليج لم تفرض حظراً للتجوال، لكنها منعت التجمع بصرامة، بل لم تترك مكاناً له، وزادت على ذلك بوضع اشتراطاتٍ محددةٍ لكيفية دخول المتاجر، بفرض المسافة الآمنة، وتعقيم المشترين والمنتجات نفسها قبل بيعها، وإلزام الناس بأداء الصلوات في منازلهم، وتوفير الكمامات والمنظفات والمعقمات لهم بالمجان.
* ذلك كله غير مطبق في بلادنا، ومن ينظر إلى حالها سيظن أننا نعيش في كوكبٍ آخر، غير آبهين لما يحدث في العالم من حولنا.
* الاستهانة بالوباء القاتل مستشرية في السودان بدرجةٍ لا تصدق.
* القاذورات منتشرة والنظافة غائبة، والناس يمارسون حياتهم المعتادة، ويصرون على التجمع والاختلاط، ويتجاهلون الدعوات التي تحضهم على التزام منازلهم، ويرفضون ارتداء الكمامات، والدولة تتفرج عليهم، وتكتفي بفرض حظر تجوالٍ يسري في وقت النوم، ويسمح لملايين المواطنين بالتجول والاختلاط لمدة (14) ساعة نهاراً.
* الحالات الخمس المعلنة حدثت لأشخاص قدموا من خارج السودان، وفيها يستبين حجم تفريط السلطات الصحية، التي سمحت بدخول آلاف الأشخاص من دول موبوءة بالفايروس، من دون أن تخضعهم إلى الفحص أو العزل.
* لو استمر هذا الوضع المخيف، وتواصل الاستهتار المقيت بالوباء فستكون المحصلة كارثية، وستتفوق بلادنا على أمريكا وإيطاليا والصين وأسبانيا في معدلات انتشار الفايروس قريباً، وستنتشر الجثث في شوارعنا وتتعفن، ولن تجد من يسترها.
* مطلوب من ولاة الولايات أن يظهروا بعض المسئولية في التعامل مع الجائحة، بفرض إجراءات صارمة، يمنعون بها كل أشكال التجمهر، ويفرضون بها على مواطنيهم أن يلزموا دورهم، ولو استدعى ذلك مد ساعات الحظر لتشمل اليوم بطوله.
* ولاية الخرطوم تعتبر المهدد الأول للبلاد، لأنها تحوي أكبر كتلة سكانية في الدولة، بحوالي ثمانية ملايين مواطن، لا يعبأ غالبهم بالاحترازات المعلنة، ولا يطبقون الحد الأدنى منها.
* نطالب الفريق أحمد عابدون والي ولاية الخرطوم أن يتجول في السوق العربي وأسواق أم درمان وليبيا والشعبي والمركزي والمحلي وصابرين والكلاكلة اللفة وغيرها من أسواق العاصمة، ويطوف مواقف جاكسون وشروني وإستادي الخرطوم والهلال، ليرى حجم التجمعات، ويقف على مقدار استهانة مواطني ولايته بالموجهات الصحية.
* تحركوا.. استشعروا الخطر، وأظهروا بعض الحرص على حياة الناس قبل أن تقع الفأس في الرأس، ويتصدر السودان عناوين الأخبار في فضائيات العالم، بأرقام قياسية للإصابة بالجائحة القاتلة، ونموت موت الضان.
* اتعظوا بغيركم، قبل أن يتعظ الآخرين بكم.. ألا هل بلغت؟