مذاق الحـــــروف..
عماد الدين عمر الحسن
جموع غفيرة استقبلت السيد الرئيس خلال زيارته الاخيرة لولاية النيل الازرقوالتي إفتتح من خلالها بعض المنشات هناك ، سيناريو الزيارة والخطاب الذي ألقاه الرئيس في الاحتفال لم يختلفا كثيرا عن الذي ظل يحدث عادة في مثل هذه المناسبات ، عدد الحضور كذلك لم يقل عن سابق المناسبات التي يشهدها الرئيس إن لم يكن أكثر بقليل ، ثم تكرر نفس المشهد وبذات السيناريو قبل يومين عندما افتتح الرئيس منشات نادي الهلال واستاده الجديد وظهر وهو يبدي سعادته ويحي المشاركين بطريقته المعتادة وهم يردون له التحية بمثلها ويشاركونه الافراح . كل هذا كان يتكرر في سابق المناسبات المشهودة جماهيريا كما تقدم – ولكن الذي بدا غريبا في هذه المرةأن هذ الاحتفالات جاءت خلال فترة زمنية تشهد موجة من الاحتجاجات الشعبية الرافضة للميزانية الجديدة ولموجة الغلاء الشديدة التي تلت قرارات رفع الدعم عن الخبز وبعض السلع الاخري .
نقول ، مشاركة الرئيس في احتفالات شعبية واسعة ومفتوحة كهذه ، وظهوره بين الناس بهذه العفوية في ظل الاحتجاجات خلال نفس الفترة الزمنيةقد تشير – في احتمال أول – الي ثقة مطلقة من الحزب الحاكم في مقدار نفوذه وسيطرته علي الامور ، وربما عدم اكتراثه ببعض حركات التململ والدعوات بالخروج التي تصدر من بعض الجهات هنا وهناك ، ولكنها علي النقيض تماما من ذلك قد تشير – في احتمال ثاني – الي قمة القلق الذي يعاني منه الحزب ،فقاده الي محاولة استغلال مثل هذه المناسبات بهدف تقوية الاعتقاد فيما ورد بالاحتمال الاول.
تحدثنا في مقال سابق عن أزمة ثقة نشأت بين الشعب والحكومة علي خلفية وعودكثيرة سابقة صدرت من الحكومة وبعض المسؤلين فيهالكنها لم تحقق ، وقلنا أن هذه الأزمة ربماهي التي ستشكل سلوك المواطن تجاه الحكومة والحزب الحاكم أكثر مما تشكله الأزمات الاقتصادية المتكررة وغلاء الاسعار، وقد يكون من بين هذا السلوك تشكيك البعض في أصل ومرجعية مثل هذه الحشود التي تخرج وتهتف للرئيس في مثل هذه اللقاءات المفتوحة . مثل هذا السلوك لم يقف عند مرحلة التشكيك في المواكب بل تخطاها الي مرحلة التشكيك في بعض القرارات التي تصدر من جهات حكومية حتي لو كانت هذه القرارات صادقة الاهداف ، وخير مثال علي ذلك ما تداوله البعض من أحاديث حول امتلاك بعض منسوبي الحكومة لمصانع علي وشك انتاج بدائل تجارية لأكياس البلاستيك التي تم حظرها لهذا السبب فقط دون غيره .
رغم ما ورد بالفقرة أعلاه – يبقي هناك احتمال ثالث لابأس به يقول أن هذه الجموع التي خرجت لاستقبال الرئيس في النيل الازرق وهتفت له بذات الهتافات السابقة التي تعود عليها والتي تطالبه في المضي قدما في طريقه دون اكتراث وهم من خلفه – كانت كلها صادقة وفي قمة العفوية ، وأن الذين شاركوه الفرحة باستاد الهلال عشية الاحتفال وغنوا ورقصوا فعلوا ذلك بكامل قناعاتهم دونما تسيير ، وأنهم نفس الشعب بعد أن تعرض للعديد من الضغوط التي جعلته يفقد توازنه ويتصرف دون منطق – فيخرج ليتظاهر نهارا ضد الغلاء وضد الحكومة ، ثم يخرج للاحتفال مع رئيسها اذا جاء المساء ..
حمل تطبيق كورة سودانية لتصفح أسرع وأسهل
لزوارنا من السودان متجر موبايل1
http://www.1mobile.com/net.koorasudan.app-2451076.html
2,456حملوا التطبيق
لزوارنا من جميع انحاء العالم من متجر قوقل
https://play.google.com/store/apps/details?id=net.koorasudan.app
17756 حملو التطبيق
على متجر apkpure
https://apkpure.com/ar/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9/net.koorasudan.app
على متجر facequizz
http://www.facequizz.com/android/apk/1995361/
على متجر mobogenie
https://www.mobogenie.com/download-net.koorasudan.app-3573651.html
على متجر apk-dl
http://apk-dl.com/%D8%B5%D8%AD%D9%8A%D9%81%D8%A9-%D9%83%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
على متجر apkname
https://apkname.com/ar/net.koorasudan.app